منتديات وقاص هارون
مرحباً بك في منتديات وقاص هارون

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات وقاص هارون
مرحباً بك في منتديات وقاص هارون
منتديات وقاص هارون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ترحب بكم


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

قراءات عن حلفا والهجرة

انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 2]

1قراءات عن حلفا والهجرة Empty قراءات عن حلفا والهجرة الإثنين يونيو 14, 2010 2:53 am

وقاص

وقاص
مدير عام

قالوا عن حلفا والهجرة
يرثي الشاعر علي صالح داود حلفا فيقول
ويح أثارك النواطق باتت
ترقب الموت بعد خلد طويل
ويح ثغر يصير قاعا سحيا
بعد أن كان هاديا للسبيل
بعد أن كانت البواخر تجري
فيه بالخير والثراء الجزيل
كم شهدت المصاب في كل عهد
كم بلوت الخطوب في كل جيل
ويقول الشاعر علي صالح داود عن الأمن وظلال النخيل
ما لقومي تأهبوا للرحيل
ونأ وا عنك يا عروس النخيل
واستباحوا حماك للنيل لما *
جاء بالخطب والبلاء الوبيل
أنكروا شطك الوديع وراحوا
يرسلون الدليل تلو الدليل
ينشدون الأمان في كل أرض
فإ ذا الأمن في ظلال النخيل
والشاعرالأستاذ / ميرغني ديشاب / حلفا الجديدة القرية 16[ يقول/size]الله يعلم والخليقة تشهد
إن غالها الدهر العصي الأخلد
فخريدة وئدت فأبكت أهلها جزعاً
فكيف على صباها توأد
حب وإخلاص وقيد وأشتهى
ونقاء أيام وغيد خرد
جمعت يد الله الجمال بأرضها
فبدت تميس بحسنها تتغرد
شبت على ثدي الطبيعة حرة
حورية أمثالها لا تولد
النيل صاف ماؤه في سلسل
عذب مدان بارد لك يورد
تسقي الحقول مياهه حتى اذا
القى ضفاف بساطه يتمدد
أرقين ترقد في الرمال صبية
ترمى الهوى بقلوبنا وتهدهد
ويفيض عنقش بالجمال فيكتسي
حلل الطبيعة في جمال يحسد
ودبيرة الغراء ترفل في ثياب
سندس خضر وآخر عسجد
يا للجمال أضيع غير معزز
يا للهوى بجلاله لا يعبد
بوهين يا مبنى الملوك تهدمت
أطواره أضحت به لا تصمد
فصخوره في الماء تبكى حتفها
قد لان للماء البناء الأصلد
غرقى تشب رؤوسها فكأنها
للناس وقت خناقها تستنجد
هاتيك ساقية كأن أنينها
آلامها في صوتها يتردد
ولكم حنت وبصدرها كم أرضعت
فتفرقت أبناؤها فتباعدوا
قالت يعودوا في غد لديارهم
فتلفهت تشتاق أن يأتي غد
فمضى غد ومضى سنين وأكتسى
بدم ودمع بخدها المتورد
يا ذ أهبا عن أرضها وديارها
حلفــــا تقول لك
أين !!! أين المولــــد ....
وشاعر من بربر يتغنى لحلفا
زايلة الدنيا يا لغدارة
ياحلفا الجميلة خسارة
ذاك عبود ومعاه جمال
باعوك واشتروك بالمال
هكذا يفعل الدولار
ياحلفا الجميلة خسارة
الاستاذ والمفكر النوبي حجاج حسن أدول يقول في مناسبة مرور أربعون عاما من التهجير
يقول (النوبة كانت نخلة مباركة عظيمة.أتى عليها من أتى وحاول نزع النخلة كلها من بيئتها الخاصة. انخلع معه الساق بما يحمله من جريد وسباطات بشر. بقى الجذر هناك يئن مولولاً. ذهبت اليد الحديدية غير الإنسانية لتنصب الساق بِبَشَرهـا في كوم أميو. نخلة بدون جذور. لم تنتصب في الأرض الكاذبة، فثبتوها صناعياً بالأسمنت. من بعيد يخال للرائي أنها قائمة تعيش، إن اقترب سمع أنينها وهى تصارع الموت حنيناً إلى جذرها بالموطن الأصلي جنوب السد الغاشم).
الصحفي محمد سعيد محمد الحسن قال بعد زيارة لحلفا لأيام معد د وات مع الرئيس عبود قبل الهجرة( حلفامدينة لها ملامح وقسمات وقامة وكبرياء وجذور بعيدة وتنضح بعبق التاريخ ، تتدثر بالغموض والثراء الحضاري ويختتم مقالته قائلا هل يمكن اختفاء كل هذا ودفعة واحدة وهل يمكن الحكم علي علي مدن بالموت غرقا مثلما يحكم علي البشر بالإعدام شنقا)
يقول الاستا ذ عمر باشري في كتابه رواد الفكر السوداني
(التماسك العضوي التاريخي والانثربولجي لم ينشا من مدينة حلفا ولكنه نشأ من أهلها، فكلهم متحدون في لغتهم ،وعاداتهم وقيمهم يمتصون كل هجرة وافدة ويصيغونها في أقاليمهم، فداؤد خرج من بين أهله المتماسكين صلابة توقده الحضارة النوبية القديمة، التي هي أساس حضارة السودان وهي التي حفظت الصورة الواضحة للسودان القديم)
يقول الدكتور إسماعيل الحاج موسي عن ترحيل حلفا"(ترحيل مدينة حلفا من الشمال إلي الوسط لم يتم لأسباب عادية ولا في ظروف عادية لأنه جاء في سياق صراع إقليمي ودولي انطلقت شرارته من عصر عبد الناصر يوم أن رفض البنك الدولي بتحريض من أمريكا والغرب أن يمول مشروع السد العالي فمولته الكتلة الشرقية بزعامة الاتحاد السوفيتي وكان الأمر مثل بحق علامة فارقة في تاريخ المنطقة)
يصف حسن دفع الله الاداري المعروف ومعتمد حلفازيارة عبود لحلفا بعد إعلان اتفاقية مياه النيل والموافقة علي تشييد السد العالي فيقول:_ (في الساعة السابعة من صباح ديسمبر هبطت طائرة الرئيس عبود وكان في معييته نفر من ذوي الشأن من الوزراء واستقبل بحفاوة وحشد كبير في المطار وتقدم بخطوات واثقة نحو الميكرفون ببزته العسكرية المميزة ويحمل عصا ابنوسية صغيرة ويضع علي عينيه نظارة شمسية وكان وجهه الوقور هادئا ولكن بدت عليه سحابة من الحزن وعبر عن شكره للمواطنين علي حسن استقباله قائلا:الانطباع بان وضع الحدث كان شديد القسوة عليكم فأرخيتم لعواطفكم العنان، وفكرت في المجئ إلي هنا لاقف إلي جانبكم أثناء هذه اللحظات التاريخية العصيبة، ولكن حين وقفت علي أحوالكم،وجدتكم في روح معنوية عالية تقصر عنها مشاعرنا الذاتية،وهنا يتهدج صوته للحظات وسالت دموعه إلي ما تحت نظارته السوداء الشمسية ثم استجمع رباطة جأشه وشرع في صوت صاف بشرح بنود الاتفاقية باستفاضة وبين مزايا تطبيقها علي القطرين وواصل قوله قائلاأعلم بالمعضلات الكبرى وبالحرج الذي يكتنف وضعكم غير إني أؤكد لكم أن وجداني مشغول تماما بإيجاد حل لقضيتكم الملحة واعلم إنني التزم بإيجاد حياة كريمة لكم وتعويضكم عن كل ممتلكاتكم المفقودة تعويضا عادلا، وليتأكد كل واحد منكم بان حقوقه محفوظة ومصانة وواصل قوله أما بالنسبة لاختيار موطنكم الجديد، فإنني أعد بقبول المكان الذي تختارون أينما كان في أي بقعة من السودان وانه لن يجبرأ حد بالرحيل إلي أي مكان دون رغبته)
ودكتور محمد جلال هاشم يقول
(لقد فقد الذين هاجروا إحساسهم بعمق الاستمرارية التاريخية التي كانوا عليها وأصبحوا كا لمنبت لا ظهرا ابقي ولا أرضا قطع بينما فقد الذين بقوا في وادي حلفا نفس الشئ وأكثر من ذلك .فقدوا إحساسهم بانتما ئهم لباقي النوبيين وألوا علي أنفسهم ألا ينعم واحدا يحلفا إذا قدر لها أن تزدهر)"
يقول المرحوم داود عبد اللطيف رئيس لجنة توطين المهجرين
(0هل تصدق أن تبقي شواطئ اكبر بحيرة اصطناعية في العالم دون أن يكون حولها نوع من البشرية وهل هناك حكومة عاقلة تترك مثل هذه المساحة التي تحدها من الشرق الصحراء النوبية ومن الغرب الصحراء ألكبري عارية )"
والمشاركات التالية باذن الله ستكون بعنوان "حلفا الجديدةالهجرة والخطيئة والقربان "
وهي قراءات لكتاب الأستاذ ين حسن دفع الله "هجرة النوبيين "وكتاب الأستاذ/فكري أحمد أبو القاسم" حلفا الجديدةالخطيئة والقربان "ونسبة لأهمية هذ ين الكتابين وتكاملهما رأيت استعراض ما جاء فيهما مع بعض التنسيق والإضافات لبعض المعلومات..
يتبع

2قراءات عن حلفا والهجرة Empty رد: قراءات عن حلفا والهجرة الإثنين يونيو 14, 2010 2:54 am

وقاص

وقاص
مدير عام

مقدمة وتعريف لكتاب هجرة النوبيين
المؤلف الراحل حسن دفع الله عمل إداريا بمنطقة حلفا لمدة ستة أعوام، ومعتمداً للتهجير لحلفا الجديدة. ( منصب مماثل لمنصب المحافظ)وكان شاهد عيان على قصة تهجير أهالي حلفا،ووضع فيه تجربته وأحاسيسه ومعايشته ومعلوماته، و كتا ب "هجرة النوبيين "توثيق بالغ الأهمية لتجربة إنسانية نادرة الحد وث في تاريخ البشرية.والكتاب يقع في «512» صفحة من الحجم الكبير. ويحتوي على جزئين و«25» فصلاً. وملحق ومزود بالإحصاءات والصور والبيانات،يصف الجزء الأول من الكتاب أرض النوبة المفقودة وقراها ومدينة وادي حلفا. ويروي شيئاً عن النوبيين وأساليب حياتهم وتقاليدهم من حولهم واقتصادهم المحلي. ويعالج الجزء الثاني موضوع التهجير ومعضلاته المعقدة (الإنساني منها والمادي) وحتى أكما ل إخلاء السكان بسلام إلى موطنهم الجديد قبل أن تزحف مياه بحيرة السد العالي على موطنهم القديم. ولقد توفي عام 1974المؤلف حسن دفع الله الذي سجل هذه التجربة النادرة المثيرة في كتاب «هجرة النوبيين» وظهر بالإنجليزية بعد وفا ته بنحو عام، وترجم وطبع بالعربية بعد ثلاثين سنة من رحيله وأربعين سنة من تهجير أهالي حلفا في الشمال إلى خشم القربة في الشرق. وأصبح الكتاب بمثابة وثيقة تاريخية شملت الوقائع والتفا صيل لهجرة شعب نوبي عريق إلى منطقة مغا يرة في منا خها وبيئتها لما ألفوه وعا يشوه، لكنهم استطاعوا بفضل حضارتهم وخبرتهم أن يتعايشوا فيها ويضيفوا إليها وينموا قدراتها الإنتاجية بوجه خاص في الزراعة ونقلا عن يومياته، قال المؤلف: (عندما اقترب الموعد النهائي للرحيل للموطن الجديد خشم القربة بشرق السودان كنت أقوم بزيارات منتظمة إلى القرى الشمالية، وامضي معظم الوقت في القرى أشرح للمهجرين ما هو مطلوب منهم قبل أن غادروا إلى الوطن الجديد، وعن الرتيبات التي أعدت من أجل سلامة الرحلة بقطار «السكة الحديد)». ويتناول مشهد الرحيل الحزين.قائلا (في فجر السادس من يناير 1964 تم تجهيز قطار الركاب وإعداده بالمحطة، كما وجدنا الممرضين وهم ينظفون عربة المستشفى ويضعون المساند على الأسرة، لاستقبال أي مريض أثناء الرحلة الطويلة، وادخل أولا المرضى والمسنون وذوات الحمل المتقدم تحت إشراف الطبيب للأماكن المخصصة لهم، ثم حلت ساعة الفراق، حيث دخل معظم أرباب الأسر إلى منازلهم لإلقاء النظرة الأخيرة عليها ثم خرجوا وهم ينزعون المفاتيح الخشبية من الأبواب الخارجية تذكارا وجدانيا عزيزاً، واتجهوا بعد ذلك في موكب كبير إلى المقابر لقراءة الفاتحة على قبور أسلافهم وموتاهم وعادوا يذرفون الدموع ويبكي بعضهم بحرقة وعويل، وظلوا يديمون النظر إلى موطنهم. وفي المساء حين أرسل القطار صفارته العالية انهمرت دموع غالب الركاب بينما عمت المحطة نوبة من العويل والصراخ في أوساط المودعين، وأخذت أتسمع بانتباه إلى ما يقولون بالنوبية وهم يلوحون بعمائمهم للمسافرين قائلين (أفيال وقو.. هيروقو) أي (رافقتكم العافية.. وعلى خيرة الله) وعندما أخذ القطار يتحرك كان الحلفاويون قد خطوا فعلا أولى خطى الخروج من دارهم التي ستغمرها مياه السد العالي بعد حين، وظل المسافرون يحدقون في موطنهم حتى تتضاءل في أنظارهم كلما أوغل القطار جنوبا واختفى بعيداً عن الأنظار. *وحرص المؤلف على نقل مشاهد مؤثرة للقطار الذي نقل أول دفعة من أهالي حلفا إلى الوطن الجديد في خشم القربة بشرق السودان، ووصف الاستقبالات الحاشدة للقطار من جانب سكان المدن الأخرى الذين أرادوا التعبير لهم عن المساندة والمشاركة والتقدير لما قدموه من تضحية غالية وقدموا لهم الهدايا الكبيرة والكثيرة باسم مدنهم.)
أقوال عن الكتاب
الكاتب الصحفي المعروف محمد سعيد محمد الحسن يقول
(قصةهجرة أهالي حلفا تمثل أهمية بالغة لوقائع تهجير سكان مدينة ذات تاريخ بعيد امتد لأكثر من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد، واضطروا للخروج منها نتيجة لقرار حكومي بإخلائها لتسهيل قيام السد العالي في مصر، حيث أغرقتها مياه السد العالي بالكامل عام 1964 ،المؤلف حسن دفع الله، المسئول الإداري الأول في مدينة حلفا، وضع الكتاب نقلا عن يومياته، حينما وقع عليه عبء تنفيذ عملية تهجير أهالي حلفا بالقطارات إلى خشم القربة بشرق السودان، وكتبه بالإنجليزية وترجمه للعربية عبد الله حميدة. والكتاب يتكون من 25 فصلا، وحمل بعضها العناوين التالية: وصول المؤلف لأول مرة لمدينة حلفا، وصف لمدينة حلفا وتاريخها، ارض النوبة وسكانها، السمات الشخصية للنوبيين المعاصرين، اقتصاديات الأرض في بلاد النوبة، السد العالي وردود الفعل الأولى، الإحصاء ومشكلة التعويضات، اختيار موقع إعادة التوطين، بدايات بناء الوطن الجديد، إعداد برنامج تهجير السكان، المرحلة التاريخية للباخرة (الثريا) عبر الشلالات، التهجير، الموقف في حلفا وخشم القربة بعد عملية التهجير، تكاليف التهجير وإعادة التوطين وإلى جانب هذه الفصول هنالك ملحق للمسح السكاني لوادي حلفا. أكثر الفصول إثارة الفصل التاسع عشر (اللمسات الأخيرة لما قبل الرحيل) والفصل العشرون (التهجير)، فقد نقل المؤلف الأجواء الحزينة التي سادت وادي حلفا والمخاوف التي ساورت أهلها، حيث يتحتم عليهم مغادرة وطن ولدوا وعاشوا فيه أباً عن جد وألفوه وأحبوه إلى درجة عدم استجابتهم لأي دعوة من أبنائهم في الخارج مهما بلغ الإلحاح عليهم.)
ثانيا مقدمة وتعريف لكتاب الأستا ذ فكري أبو القاسم "حلفا الجديدة الخطيئة والقربا ن "
الكتاب يتكون من مقدمة وخمس أبواب وتسع فصول في 186 صفحة .،واللغة في هذا الكتاب ملونة تماما كتفاصيل الظواهر التي تطاردها سهلة في بعضها؛.و تجريدية غامضة في بعضها الأخر .،في الباب الأول يحاول الكاتب أن يلاحق الخسائر الغير منظورة من خلال إبراز مكامن النبض في المزاج النوبي ليس من منطلق الفخر والعنصرية ،بل لابرازقيمة العناصر المتروكة هناك تحت الأنقاض في مستنقعات البطانة (المنطقة التي تم تهجير الحلفاويون اليها في شرق السودان)،و يشير إلي الخسائر الإضافية التي تحملها الشعب السوداني من جراء سياسات حكومة عبود وما تحملته الخزينة السودانية لاغلب تكاليف الهجرة ،وقد أختار السادة( إبراهيم احمد وجمال محمد احمد وداود عبد اللطيف ومصطفي محمد طاهر) كنماذج مختلفة للمزاج النوبي . وفي الباب الثاني بفصوله المختلفة يصف ألازمة بمستوياتها المختلفة الروحية والجسدية ،وبستعرض ألازمة الحالية التي تتمثل في الهجرة العكسية من حلفا الجديدة الي عاصمة البلاد الخرطوم ،وارتفاع معدلات المرض والبطالةالظاهرة والواضحة كبينة لا تحتاج لزيارة المنطقة أن أردت أن تقف عليها فيكفي إحصائية عدد الأسر المهاجرة في السنة الأخيرة لضواحي الخرطوم هربا من الفقر والملا ريا والمسكين والتلوث ويكفي فحص غير دقيق لسجلا ت المواليد والوفيات أن وجدت. وفي الباب الثالث يقدم تحليلا سياسيا وهو برمته للإجابة علي السؤال من المسئول عن تشريد هؤلاء في خشم القربة ؟ هل هم وكلاء النوبة الذين بهم تمييع القضية أم حكومة الأزهري التي قبلت بفكرة السد العالي ؟أم حكومة عبود التي علي يديها اكتملت فصول المأساة؟ أم كانت المسئولية الكبرى من نصيب الجماهير التي انساقت للمصير ؟أم لعنة الإثم عضت بلاد النوبة ؟ أما الباب الاخير فقسم بين الفن النوبي الذي حاول أن يتجاوز ألازمة بالتبرير والكلمة الملحنة والقسم الأخر للصور والتعليق . ويقول البروفسير الراحل ابوسليم في تقديمه للكتاب( قرأت هذا الكتاب أي الصرخة النوبية الصادرة عن وجدان من استوعب مأساة ألنوبيين أرضا وبشرا / حالا ومستقبلا وكل من يقرأ الكتاب سوف يعيش المأساة الني يعيشها النوبيون في حلفا الجديدة وفي ظهرهم بحلفا القديمة ، ويري كيف أغفل أهل السودان عن الأرض والتاريخ وكيف ضل النوبيون وكيف خدر السياسيون وأصبحت النوبة الصحية.وهو كتاب موثق فيه الحوادث العامة والصراعات والشخصيات وسجل للأخطاء وفيه كيف يواجه النوبيون في موطنهم الجديد خشم القربة أرضا ليست أرضهم وبيئة ليست بيئتهم وكيف يساكنون جيرانهم علي اختلاف العادات والأمزجة ،ووباء المسكيت ( نوع من النباتات الطفيلية التي تؤثر علي تدنمو المزروعات)ووباء الأمراض ،وكيف فشل المشروع الزراعي وكيف أصبح النوبيون في موطنهم الجديد بغير هدف وغرقي في الحيرة والكتاب يبدأ النوبة في أرضهم وكيف جاء السد ثم يأخذ رموز النوبة إبراهيم احمد وداود عبد اللطيف وخليل فرح ومصطفي محمد طاهر وجمال محمد احمد ثم يدخل في الحال إلي خشم القربة مجسما المأساة ثم يحصد الإخاء ويعري الشخصيات بالصدق دون مواربة .انه كتاب جيد وينبغي أن يطالعه كل سوداني ليري ماذا حل بهذا لقوم دون ذنب أتوه واني أتوقع له انتشارا بين النوبيين وبين المثقفين عموما ولغة الكتاب الرائعة والأسلوب ألشاعري مما يغري القارئ أيا كان لونه وهو وثيقة مهمة تبين كيف نتعامل سياسيا واجتماعيا مع القضايا العامة كأننا مخدرون.)
ويقول الأستاذ فكري أبو القاسم في إهدائه للكتاب
(إلي مشكيلة احدي قري كجبار وعلي لسان ارقين نقدم كشف الحساب ونلقي في حضرتها دفاترنا القديمة لعلها تنجو من المأساة . إلي أرواح شهداء الرفاص تلك الأسر التي ابتلعهتا مياه السد ومن بقي منهم في البر الغربي يصارع الرمال والصخر والماء الآسن. إلي الحلفجية الحيارى الذين أرادت بهم الدراسات أن يكونوا النموذج الرائع ود القبائل هجين البطانة نواة الهوية أدروب صالح أبوسن والذي لا ندري كيف نخاطبه وبآي لغة ؟؟ إلي كل هؤلاء واولئك وفي حضرة صمتهم البليغ لبوح بهذا الكتاب الذي لا يكاد يبين ) والكاتب في المقدمة يقوم بالتعريفات التالية :
_ حلفا الجد يدةا
ألوطن البديل للمهجرين سكان وادي حلفا حتي دال جنوبا.وتقع شرق السودان في منطقة خشم القربة مستنقعات قديمة في قاع المنطقة المنخفضة في سهل ألبطانة
الخطيئة.
يكمن إبعادها أدناه أخطاء جسيمة في قبول فكرة السد العالي أولا، والثمن البخس ثانيا ،والتهجير بالقوة ثالثا، والرضوخ بدون مقاومة رابعا وأخيرا، وكان المطلوب قبول الاقتراح المصري بقيام مدينه حول البحيرة والمطالبة بنصيب من مال خدمات السد العالي .
]القربان
هم الضحايا الذين دفعوا ثمن الأخطاء والتهاون
خلاصة الكتاب .
الهدف من الكتاب توضيح قصة اللقاء التعيس بين الأرض والإنسان وفتح شهية الأجيال للبحث والتقصي والمحاكمة ومحاولة لصياغة الوجدان الممزق للحاضرين وبعثرة دفا تر قد يمة فيها كشف حساب في قري كجبار بأرض المحس. ويضيف المؤلف والمفكر في تقديمه لكتابه بان المطروح في مجمله وجدانيات موثقة تصف مأساة امة من النوبة تم تشريدها في أقصي قاع لبطانة ،مقدما للأجيا ل القادمة ،لفتح شهيتها للبحث والتقصي والمحاكمة ومن لا يتذكر لا يستطيع أن يتصور المستقبل أن يقنا لهم حقائق التاريخ ما فعلنا للرصد، ولا لنعطيهم ما ينبغي أن يعرفوا وتلك مهمة المؤرخين، ولكن ليحسوا ولتكن المعرفة بعد ذلك معينة علي السلوك، وهذه القيمة أن وجدت فقد غلبوا آباءهم ولا يهمنا بعد ذلك حراس التاريخ الذين يقدسون التاريخ وحقا ئقه. في هذا الكتاب قراءات متنوعة لاختلاف مظاهر ألازمة وإذا كانت اللغة فيها بوح وعشق للأرض والثقافة وأحيانا للإنسان فما ذلك إلا لإبراز حجم الخسارة. وهذه الأبواب والفصول أردنا بها أن تكون مرافعة تتوخي ذلك الحياد المستحيل فالحيا د بمفهومه العادي والمتوقع غير ممكن وخاصة إذا كنا لا نكتب تاريخا، وربما سبب أخر هون أوان الحكم واستخلاص العبر لم يأت بعد ولم يأت رجاله. ألازمة ألان ما زالت لها ذيول باقية وما زالت جموع الغربان لم تغادر سماء النوبة في ارض البطانة وإذا كانت تلك الغربان تنبأ بها مؤلف "كتاب الغربان في سماء النوبة في الخمسينات "باعتبارها نذير شؤم فنحن الأن بعد خمسين عاما نؤكد أنها ما زالت فوق الأشلاء . لماذا إذن نتوقع الحكم من جيل لم يكتوي بنار ألازمة ؟ الجواب ببسا طة لان الحيثيات ستكون مكتملة أمام تلك الأجيال وربما نحن منفعلون بالأزمة لغتنا أقرب إلي الصرخة منها إلي الحقيقة . ولكن نؤمن بان الهجرة العكسية التي بدأت ألان لابد أنها ستكتمل بين يدي جيل أو جيلين وعندها ستصبح خشم القربة مجرد تاريخ سيرتها ستدرس للأجيال والتي ستعيش بين ضفتي البحيرة ومن ترسبات الطمي ستمتد جزر وهو أمر متوقع منذ الدراسات الأولي لمشروع السد العالي حتي ذلك الحين سنبقي ألان واليوم بعده مع الجيل الضحية ولا نملك سوي حيثيات ألازمة والعذر كل العذر اذاحملت الأصوات نبرات التوجع. يتبع

3قراءات عن حلفا والهجرة Empty رد: قراءات عن حلفا والهجرة الإثنين يونيو 14, 2010 2:56 am

وقاص

وقاص
مدير عام

وصف مدينة حلفا
في الفصول الاولي والثانية والثالثة من الكتا ب يصف الكاتب حسن دفع الله مدينة حلفا .
وصف المطار والطريق إلي منزل المفتش
يقع المطار في منتصف سهل مستو من الرمل الابيض الخشن ،ومحاط بتلال صخرية ذات لون داكن يتميز بانحدار حا د وفجوات سطحية تمتلئ بالرمال التي تجرفها رياح الشتاءا لعاتية ،.وبعد مسيرة عشر دقائق اقتربت السيارة من منحني حاد، فرأيت بيوت دغيم التي تمتد إلي ضفة النهر وكان احد أطراف القرية غائبا عن أنظارنا لأنه يقع خلف جبلين ينحدران تدريجيا نحو الطريق وبنيت المنازل بالطين اوالطوب الأخضر ومطلية بطبقة من الجير الرملي مما اكسبها منظرا جميلا ناعما؛ ولبعض المنازل بر ندات ذات أقواس رومانية الشكل، وتشق القرية طرق واسعة تتفرع منها أزقة ضيقة نظيفة خالية من الأوساخ ،وينتصب عاليا صهريج المياه علي أعمدة رخامية كأوضح معالم القرية، ومن المعالم البارزة منزل البروفسير أميري عالم الآثار الابيض اللون والمطل علي معابد بوهين القديمة، والجامع الكبير الذي بناه الملك فاروق وبالقرب منه مباني مدرسة بمداخل ردها تها ذوات القبا ب، وفي زاوية الساحة وبالقرب من الطريق احدي الاستراحات المبنية من الطين لاستقبال المسافرين الذين ينتظرون القطار المتجه إلي الخرطوم، ثم بعد القرية تمر بمشروع شارلي راشد السوداني ذي الأصول السورية الذي جاء والده في معيية حملة كتشنر، وتوجد أكواخ صغيرة من القش عند الحقل يسكنها عمال من الصعايدة، وقبالة المشروع بيوت خربة متلاصقة علي رؤوسها أعواد من الخير زان ثبتت عليها خرق ملونة تحركها الرياح (اندايات )ويعرف هذا المكان بديم جاكسون ،وخلف ديم جاكسون فيلا محمد علي إدريس .
علي الحدود الجنوبية من المدينة وبعد مسافة قصيرة إلي اليسار وجد نا أنفسنا في أفضل مناطق المدينة عمرانا منزل المفتش ذو الطابقين بالبر ندات والحديقة الواسعة ذات الأشجار المزهرة ،وبالقرب منه مسجد من طراز عتيق مبني من الطوب الأخضر ومطلي بالجير الأبيض وليس له مئذنة بل قبة تقليدية ذات نوافذ زجاجية في منتصف السقف، وتم تشييد هذا المسجد في عهد الخديوي إسماعيل باشا في سبيعنات القرن التاسع عشر وسمي باسمه، وفندق النيل الذي ويتكون من طابقين وهو أفخم مباني المدينة .
وكان منزل المفتش ومبني السر دارية يقعان بالقرب من ورش السكة حديد ، وعلي الشاطئ خلفهما مرسي واسع لصيانة البواخر التي تعمل بخط الشلال، والذي يضم رصيفين اكبر هما صندل فولاذي عائم والثاني مز لقان خرساني ينحدر من الشاطئ إلي قلب النهر وله عجلات تجري علي قطبان وبكرة كبيرة ذات حبال تستخدم لسحب البواخر والصنادل إلي الشا طئ عندما تكون في حالة أي إصلاح ،.وكانت هناك دائما أكثر من باخرة في انتظار دورها لدخول هذا الرصيف النشط، وفي زاوية من زوايا الرصيف وبالقرب من الطريق يوجد مبني ضخم من طابقين يضم مكاتب مدير الحوض والموظفين ومن الجانب الشرقي عدد من منازل وقطا طي موظفي وعمال السكة حديد يظللها صف من أشجار النخيل .
وبغد المرور بمكاتب الحوض ميدان صغير يمتد مبني كاتدرائية صغيرة ومحطة توليد الكهرباء والسجن؛ومن الجانب الأخر يوجد شارع أسفلت حف بصفين من أشجار النخيل الكثيفة، وصولا إلي مباني رئاسة المركز الذي يقوم علي شكل نصف دائرة تواجه ا لنهر بالناحية الغربية ،وطريق النخيل من الشرق ،والصف الأول يحوي مكتب المفتش والكتبة والمساحة والزراعة والجزء الجنوبي المأمور والمحكمة الأهلية والشرعية والشمالي المحكمة المدنية ومصلحة الأراضي والمبني مظلل بممر طويل وخارج المبني مكتب الشرطة وتظلل منتصف الساحة أشجار عتيقة مورقة
وصف المدينة
تقع المدينة علي الضفة الشرقية لنهر النيل، وتستلقي علي سهل منبسط يتوسط سلسلة من الجبال لمنخفضة من جهة الشرق والنهر، وباستثناء ارتفاع طفيف عند حافته الشمالية فان هذا السهل مستو ويميل قليلا في اتجاه النهر، والتربة عموما من الطمي الأسود الذي تغطيه غلالة من الرمل الناعم والسلسلة الجبلية تمتد من الشمال إلي الجنوب لمسافةاربعة أميال من النهر عند طرفها الجنوبي ثم يضيق حتي يتراجع إلي مسافة ميل عند حدودها الشمالية .
.وعدد سكان المدينة حوالي 11000نسمة موزعون علي الأحياء بتنوع عرقي فريد ،فالمنطقة الواقعة شمال السوق وحتي دبروسة كانت سكنا للتجار ذوي الأصول المصرية والسوية الذين اقاموا منذ خواتيم القرن التاسع عشر وكانت منازلهم غالبا من طابقين، ويطلق علي هذا الجزء بالتوفيقية مما يرجح انه أنشا في عهد الخديوي توفيق، وشما ل هذه المنطقة توجد مدرسة مصرية وكنيسة قبطية ومباني المجلس البلدي.
وسوق حلفا من ابرز معالم المدينة ويشغل المساحة ما بين السكة حديد والتوفيقية ويتكون من 400دكان قائمة في خمس صفوف من الشمال إلي الجنوب تربطها أزقة ضيقة ، وغالب مبانيها من الحجارة وتمور بالمشترين والباعة وتحوي من البضائع ما تفوق سعته، ونري السلع أمام اغلب الدكاكين وتجار الأقمشة السوريين يتعاملون في كافة أنواع المنسوجات بدءا من الصوف الانحليزي والنايلون وانتهاءا بالدمورية والأقمشة الشعبية، والتجار المصريين تمتلئ متاجرهم بانية الطبخ والأدوات المنزلية ومواد البقالة ، أما التجار النوبيين فيتعاملون مع السلع لتي يحتاجون إليها يوميا، وفي السوق مقاهي وأجهزة راديو مفتوحة علي اعلي صوت لها ، ويتصاعد دخان التبغ من الشيشة ،ويلتقي فيها المهربون والمتبطلون، ويتقاطر إليها متصيد واأ لاخبارعلي محطة انسهم اليومي، وهي مناخ خصب للإشاعة لتبيض وتفرخ .وبالإضافة إلي ذلك يوجد الإسكافية والنجارين والحدادين وبائعي الاناتيك والترزية وبائعي الخضروات والفواكه وتجار الغلال الذين يصدرون التمور إلي مصر ويشتغلون كوسطاء لباقي السلع المختلفة .ومن التجار المشهورين اليونانيين افانجلوسباناس وديمتري جورجيانس وبنيوتي كاريونوبولو وكياتو وهم من تجار البقالة الذين جاءوا برفقة الجيش الإنجليزي والسوريون عزيزيغمور وبشير يغموروجورج حكيم وحبيب حكيم واسعد راشد ومن المصريين علي الشامي ومحمد وعبد المجيد علوب وعبدالله وصالح محروس وعبد الغفار ابوزيد وهم من أوائل التجار الذين أقاموا في التوفيقية .
وفي الطرف الشمالي من السوق مخابز ، وتقع أماكن بيع الخضروات والجزارة في زاوية السوق الشمالية الشرقية،، وهو مزدحم علي الدوام وشديد الضوضاء صباحا، فالقصابون يصيحون باعلي الأصوات ، ويتعارك باعة الخضر حول كمية من الطماطم والطبخ وحزمة ملوخية نزلت لتوها من فوق ظهور حمير المزارعين ، بينما يتصايح باعة الخبز والدواجن والبيض لجذب المشترين، وينادي باعة الشاي علي سلعهم بتحريك الأكواب بين أصابعهم في ايقاع راقص كما يفعل الراقص الأسباني ،بالإضافة إلي ذلك نباح الكلاب حول الجزارة وصياح الدجاج والبط ونهيق الحمير وضوضاء المطاحن الشديدة، وفي الحقيقة هذه الفوضى الشديدة تجعل الكل يصيح ليسمع صوته للآخرين.
وعلي ضفة النهر في الطرف الغربي للسوق تقع مناطق الفنادق والمطاعم والحانات ووكالات السياحة، وعند مدخل الطريق الرئيسي في الطرف الجنوبي تبرز مباني المدرسة الحكومية المتوسطة بدا خليتها ذات الطابقين، وفي شرق السوق يوجد ميدان فسيح يستخدم في المناسبات والاحتفالات الوطنية وهو يفصل السوق عن حي اركويت الذي يقطنه العليقات والكنوز والأسر ذات الأصول المصرية .
وفي الطرف الشمالي لحي اركويت تقع مساكن الشرطة ذات السقوف المقببة ،وفي الطرف الجنوبي ضريح سيدي إبراهيم بن السيد المحجوب بن السيد محمد سر الختم الميرغني وهو ابن عم السيد محمد عثمان الميرغني زعيم الطائفة الختمية ،،وتوفي في حلفا وهو في طريقه إلي القاهرة .وأيضا في الطرف الجنوبي لاركويت تقع المدرسة الأهلية الوسطي ذات المبني الرائع ودار السينما ذآت الشاشة العريضة المقوسة .
وحي العباسية يقع جنوب حي اركويت وفي مواجهة المستشفي ومبني المركز ومبانيها أنيقة من الحجارة والنوافذ الضخمة ذات الأقواس والتي فتحت علي الحائط الخارجي.
ومن خلف منازل العباسية يقع حي تبس ببيوته الطينية المزدحمة، وهي صورة للبؤس وغالب سكان الحي من العمال ذوي الأصول غير النوبية، وغرب الحي وعبر الطريق الرئيسي يمتد حي عثمان بذات المستوي البائس لحي تبس، ويسكنه خليط من السكان مماثل لسابقه ، ومن الشمال لاركويت وانحيازا قليلا نحو الغرب يمتد حي البصاولة علي مدي ميلين كأكبر أحياء المدينة ؛ولان السكان يفوقون بقية سكان المدينة عددا فقد أطلق عليهم لقب الروس، وكان من الأجدر أن يطلق عليهم الصينيون، وهم من المصريين الذين هاجروا من صعيد مصر ليجدوا عيشا سهلا في وادي حلفا واستقروا فيها وتجنسوا بالجنسية السودانية،وهم طبقة مجتهدة وأكثرهم يمتهنون أعمالا يدوية شاقة وصغار تجار وقليل منهم من الأغنياء، وعلي الرغم من أنهم جاءوا لحلفا منذ أكثر من أربعين عاما، فما زالوا يتمسكون بمظاهر الحياة التقليدية في الريف المصري، فمنازلهم ضيقة ولذا غالبا ما يبيتون في الطرقات الرملية صيفا ولا يأوون إلي حجراتهم إلا في الشتاء، ويقاسمهم السكن دواجنهم وبطهم واوزهم وغنمهم وحمامهم، وعند المرور في أي شارع لا يخطئ المرء اختلاط رائحة الدواجن بالخبز الحار، باستثناء علية القوم منهم مثل سيد حامد وحاج زيدان، ويرجح أنهم وبصاولة مدني يرجعون لأصل واحد بوصيل في صعيد مصر
وشمال حي البصاولة بمحاذاة الشاطئ يقع حي دبروسة ،ويفصله عن التوفيقية ملعب كرة قدم ومقبرة صغيرة وحديقة المركز المثمرة ونادي الموظفين ونادي الشرطة وهذا الحي هو اصل مدينة حلفا ،فقرية دبروسة معروفة قبل أن تبعث مدينة حلفا إلي الوجود، وما يؤكده أن الحي لا يسكنه غير النوبيين، ونسبة لبعده عن المدينة انشات البلدية سوق صغير لتوفير الاحتياجات اليومية الضرورية. وحتي عام 1946 كانت دبروسة تقوم علي شاطئ النهر وبعد غرق كل منازلها في فيضان ذلك العام، اضطر السكان إلي الانتقال للسكن في ألاماكن العالية المرتفعة ،وتحويل موقع القرية القديم إلي أراضي زراعية ؛ وصارت أشجار النخيل الكثيفة قبالة النهر معلما علي ذلك الموقع القديم .
وشرق دبروسة وشمال حي البصاولة يمتد حي الجبل واغلب مبانيه بائسة ومحصورة وضيقة كأبراج الحمام، وسكانها من أصول زنجية، ويرجح أنهم من بقايا الفرقة السودانية التي كانت ترابط في القيقر اثناء، سنوات الاستعداد لإعادة فتح السودان وقد حافظوا علي بعض تقاليدهم الأصلية مثل الرطانة ورقصة الكمبلا، وخلف الجبل توجد مقبرة صغيرة، ثم مشروع محمد علي إبراهيم الزراعي الذي يغطي مساحة مابين الجبل ومعسكرات الجيش الواقعة علي الحدود الشمالية للمدينة .

يتبع

4قراءات عن حلفا والهجرة Empty رد: قراءات عن حلفا والهجرة الإثنين يونيو 14, 2010 2:57 am

وقاص

وقاص
مدير عام

الأستاذ / فكري أبو القاسم في كتابه" حلفا الجديدة الخطيئة والقربان" يصف صورة مسجد السوق المطل علي الجروف والنيل بقوله :-
"العلاقة الحميمة بين الأرض والإنسان وعدم الخوف من غوائل الطبيعة تبدو بوضوح إذا تأملت صور المسجد والسوق ففي حافة الحروف تم بناء هما ولكن عندما تدخل الإنسان بطموحه وخوفه من المصير جاء بناء السد العالي فاختل التوازن ليتحول النيل إلي وحش كاسر"
ويصف صورة للمراكب علي ضفاف النيل بعنوا ن المرسى الأمن ويقول
"النخيل في هذه الصورة أعطت الظل والحماية من الريح ومدت المياه ظهرها حتي مستوي اليابس والمركب كما تراه ينعم في حضن امن ,هذا البناء المنظم يلقي في الروع إحساسا بالذات يلازم الإنسان النوبي حتي في لحظات الضعف و هذه الطبيعة الذلولة واحدة من حوافز الانتماء لما في الصورة القادمة فالظلال الذائبة في الماء تمنحك صورة أخري لحوافز الانتماء"
و يصف صورة لغرق قبة ومزار سيدي إبراهيم فيقول
"أصبح لاسم هذا الشيخ مع الأيام مذاقا قائما بذاته ،فان قلت سيدنا إبراهيم أفرغته من مذاقه المعاني المطلوبة، ليست تلك التي تجدها في القواميس ،إنما تلك التي تشير لحقائق الوجدان، ولهذا لأيفكرون في تاريخه كثيرا، ولا يهم أن يكون وليا أو شيخا أو خلافه، الأهم أن هذا الضريح يروي عطش الأسطورة فيهم ،والأسطورة دائما هي الأساس الذي ينبني عليه الوعي ،قليل منهم كان يعتقد فيه، وأكثرهم لا موقف له، والبعض الأخر كان يعده خرافة، بل كان منهم من يمد لسانه، ولكنهم جميعا يحملونه في وعيهم،، كان قد أصبح جزءا من تاريخ المنطقة وضريحا في بلاد قليلة القباب ظل بعيدا في حضن جبل يرمقهم في الغدو والرواح ،حتي حفر في وجدانهم ما استطاع القيمة التربوية لمزار سيد إبراهيم في حلفا، وفي اعتقادي تقوم عي اختراقه لشعب ذي مزاج طليق، لا يؤمن أكثره بالمركزية، بل يضيق منها وان كانت علي صورة شيخ أو زعيم حاكم ،المؤمن فيهم شيخ نفسه وقد يكون الفرد مقصرا في أداء الفرائض وغيرها ولكنه في لحظات الصفا ،الدين حاضر فيه كحضور ضريح المهدي في وعي خليل فرح وهو علي فراش الموت
الضريح الفاح طيبه عابق*** السلام يالمهدي الإمام
وقد يفوقون غيرهم في التدين ولكن لهم طريقتهم ومذاقهم ولذا صاحب الضريح هنا هو سيد إبراهيم وليس سيدنا إبراهيم."
ويصف منظر مئذنة المسجد وهي غارقة في الماء بقوله
"انطلقت المأساة بتشريد جيل من النوبة في أصقاع موبوءة، وهكذا بقيت المأذنة لحنا باكيا في موكب الذكري، وما البكاء الذي نريده دمعات تسيل فوق إطلال؛ ولكنه لحن يوقظ الوجدان ،ويشحذ الهمم، حتي تعود حلفاا لي حيث كانت ، ووصفها صحفي قضي بها أياما معدودات بأنها مدينة لها ملامح وقسمات، وقامة وكبرياء، وجذور بعيدة تنضح بعمقا لتاريخ، وتتدثر بالغموض والثراء الحضاري ويختتم مقالته بقوله كنت ومنها أتساءل هل يمكن الحكم علي مدن بالموت غرقا مثلما يحكم علي البشر بالإعدام شنقا.البكاء الذي نريده هو إثارة غبار وفتح ملفات، وأيضا تساؤلات عن من المسئول؟ البكاء هنا محاكمات ألقاضي فيها الضمير، والخصوم قيم متعاركة، وليسوا بأشخاص، فالذين صنعوا الإحداث لم يبقي منهم أحد، فأذن النتيجة ليست أكثر من استخلاص العبر، وان سالت دمعات فهي دمعات رجال لا تستدر عطفا من احد، لان احد لا يملك أن يعيد التاريخ ،وان حبسها الرجال تستحيل طاقة تبني القرى حول البحيرة كما يحدث ألان شرق وغرب البحيرة بوادي حلفا ، رغم مرارة التجربة كثرة المعوقات وهذه بالضبط هي حكاية المأذنة التي تقاوم الموج ".

5قراءات عن حلفا والهجرة Empty رد: قراءات عن حلفا والهجرة الإثنين يونيو 14, 2010 2:58 am

وقاص

وقاص
مدير عام

الريف الشمالي
في الفصل الثالث ,وصف الاستا ذ حسن دفع الله زياراته للقري الشمالية لمركز حلفا فيقول :- (عبرنا حدود المدينة ومررنا بقرية صغيرة يقال لها شيخ علي، تقع علي حافة منحدر الجبل حيث تزرع أحواض قليلة اتجاه النهر، وفي زاوية من زوايا القرية التقطت أبصارنا مئذنة حجرية لمسجد صغير، ويفصل هذه القرية عن قرية الصحابة سهل يمتد لحوالي ثلاث أميال ، والصحابة قرية تقع تحت سفح جبل يقع تماما عند خط 22 وبالتالي فهي ذات أهمية سياسية ومساحية . وعن اسم القرية توجد عدد من الروايات،منها أن عددا من المسلمين الصالحين زاروا المنطقة في فجر الإسلام ،وربطوا خيولهم تحت سفح الجبل ولهذا سمي جبل صحابة رسول الله محمد ص، وعند النظر من سفح الجبل إلي جهة الغرب يشاهد المرء بوضوح قرية ارقين علي الضفة الغربية بمدارسها وعياداتها الطبية التي اكتست بحلة من الجير الابيض وغابة النخيل الكثيفة علي ضفة النهر . ومن جبل الصحابة وعلي بعد ثلاث أميال عبر فضاء من الرمل يصل المرء إلي قرية أشكيت التي تمتاز بمظهر بهيج وهي اكبر القرى النوبية المأهولة في القطاع الشمالي من المركز، وتقع في نهاية المنطقة المروية من مشروع دبيرة وكانت القناة الرئيسية للمشروع تبدأ من الطرف الجنوبي وتسير موازية للطريق المتجه إلي دبيرة ،وكانت مضخات المياه تحمل مراكب طافية قرب الشاطئ،وقد خططت القرية علي سهل منحدر وعلي سفح سلسلة من الجبال الصخرية التي تمتد جنوبا وشمالا، ومن القرب من القرية والنهر زرعت الأراضي طبقا للدورة الزراعية واستظلت بأشجار النخيل المتفرقة والتي تتشابك وتزداد أعدادها كلما اتجهنا إلي النهر حتي تصبح غابة كثيفة علي الشاطئ .. وكانت أشكيت قرية نموذجية فكل بيت يقوم كوحدة منفصلة مستقلة عن جيرانه، ويحيط بغرف المنزل 4جدران في منصفها صالة ، وفي المتوسط مساحة المنزل 400متر مربع وبوابته دائما في منتصف الحائط الأمامي وتفتح علي صالة صغيرة مساحتها 3×4متر ثم الصالون علي يمين أو يسار الصالة وهو أوسع غرف المنزل وأحسنها أثاثا ويجاور غرفة نوم تفتح علي الصالة؛ وبقية غرف العائلة تقوم متجاورة ؛وحول حدود الحائط الأمامي مسطبة عرضها متر وارتفاعها نصف متر ومبلطة مثل الحائط.وتستخدمه النساء في المناسبات الأفراح والاتراح، وتتفرد منازل أشكيت بزخارفها، حيث تزخرف غرف الضيوف بأشكال من الجير الملون وصحائف الصيني والمحار والصدف الملون، و في بعض الحالات تكون الرسومات نباتات اوحيوانات أو أشكال هندسية ملونة، ويري بعض الدارسين أنها موروثة من الأساطير المصرية القديمة وكذلك رقية سيدي إبراهيم لوقاية البيت وقاطنيه من العين . وفي منصف القرية مبني ضخم ومن طابقين تملكه أسرة أيوب وهي أكبر الأسر في أشكيت، وتم بناؤه علي الطراز الحديث ويتميز بأقواسه الرومانية . ويفصل أشكيت عن دبيرة التي تعتبر اكبر القرى شمالاسكانا فضاء رملي ،وهي عبارة عن مجموعة من قرى متلاصقة منتشرة مابين سلسلة التلال من الناحية الشرقية والنيل، و في الجزء الأوسط حيث دبيرة الأصلية التي تقع أسفل التلال الممتدة في انحدارها نحو الطريق الرئيسي وخط السكة حديد يبرز منزل الناظر صالح عيسي عبده (صالحين ) الجميل الفخم المبني من الصخر الرملي ببرانداته الواسعة وسقفه الأسمنتي ومساحته التي تزيد عن الفدان .وشمال المنزل صفان من شجر النخيل يسيران متوازيان نحو الغرب، وبينهما القناة الرئيسية القديمة لمشروع لويزو المروي ،. والمنطقة مابين الطريق والنهر عبارة عن سهل منبسط يظل مخضرا طوال العام بمنتجات الدورة الزراعية وبساتين النخيل حتي تنتنهي إلي غابات كثيفة من النخيل علي ضفة النهر، والي الجنوب الغربي لدبيرة وفوق سهل مرتفع من الحصى تقع قرية الحصا،و التي استمدت منه اسمها، وأقصي شمال دبيرة قرية هاجر التي تنتشر بيوتها فيما بين أسفل الجبال إلي حدود المنطقة المزروعة وتحتمي بظلال النخيل، وشمال هاجر أطلال دبيرة القديمة مغروسة في الرمال قرب شاطئ النهر.ومباني دبيرة اغلبها مزخرف ولكن شكلها لا يرقي لمستوي أشكيت . وشمال هاجر تقع قرية سرة شرق والتي يعتمد المزارعون فيها علي السواقي لري أراضيهم ، و تقوم قريتي دبيرة واشكيت علي ارض مرتفعة أسفل المنحدر في اتجاه الطريق الرئيسي وتحجب أشجار التين البرية العملاقة حدودها الغربية عن الأنظار وشمال سرة ينحرف الطريق شرقا ويمر فوق قمم سلسلة منخفضة من التلال، ويبدو منظر النيل مدهشا ومنازل النوبيين، وزوج من الفلوكات الشراعية، وباقي المشهد عبارة عن قفر رملي وتلال صحراوية تمتد حتي الأفق، وبعد مسيرة عشر دقائق بالعربة يصل الركب إلي فرص شرق ذات المنازل المنتشرة علي المنحدر المتجه إلي النهر وفي طرفها الشرقي يقف مسجد القرية المبني من الطوب الأخضر. ويعتمد السكان علي زراعة أراضي جزيرة فرص الواقعة منتصف النهر قبالة القرية، وهي دائمة الخضرة ،تتخللها مجموعة من أشجار النخيل، بينما تدير مجموعة من الثيران السواقي لري الحقول، وعلي بعد أربعة أميال شمال فرص توجد نقطة للحدود علي قمة تل صغير يخفق فوقها علم السودان ،وتتكون النقطة من مخزن للسلاح وسكن لرجال الشرطة والجيش الذين يحرسون الحدود، وأسفل التل توجد خرائب كنيسة قديمة بني نصفها بالحجر والأخر بالطوب الأخضر ومثبت عليها إشارة للمرور الاتجاه الشمالي ويرمز لمصر والاتجاه جنوبا ويرمز للسودان، وبذلك تفصل الكنيسة بين نقطتي الحدود، وتوجد علي الضفة الغربية علامة مماثلة علي الأرض علي بعد مائتي ياردة من حيث كنا نقف وكان يمكننا رؤية نقطة الحدود المصرية ذات الغرفتين والخيمة التي يرفرف عليها العلم المصري وعلي الحدود يمكن رؤية أدق التفاصيل لقرية ادندان من نقطة حدودنا وهي مبنية علي نفس طراز ومباني قرية فرص مع احتمال زيادة في عدد النخيل وسعة في الأراضي الزراعية . وتبدأ قري الضفة الغربية من فرص غرب باقصي الشمال، وهي صغيرة ومن أفقر قري القطاع الشمالي لشح أراضيها ومحدودية نخيلها ومبانيها ذات مستوي متدني مقارنة بالقرى الشمالية الاخري ؛ ويقوم اغلبها فوق كثبات رملية؛ وليس هناك حزام شجري يحمي القرية من الرياح الشمالية لتي تحمل معها رمال الصحراء ،وعلي مسافة قصيرة من فرص غرب يوجد منخفض من الأرض تنساب إليه مياه النهر وتتراكم لتخلق مستنقعا صغيرا، ولان مياه المستنقع مالحة فان ذلك يدل علي وجود ترسبات لمعادن مالحة تحت سطح الطبقة الأرضة،-ولخلو القرية من الزراعة فقد برع أهلها في تسيير المراكب وركوب الابل وحرفتهم نقل البضائع بهما من والي القرى الواقعة علي الحدود المصرية . وجنوب فرص غرب تقع قرية سرة غرب فدبيرة غرب وهذه القرى تشبه سرة شرق مع ندرة في أ لزراعة وأشجار النخيل ويلاحظ قلة الكثبان الرملة كلما اتجهنا جنوبا حتي تنعدم تماما عند قرية ارقين وقرية ارقين احدي اكبر المناطق المأهولة بالسكان، وتأتي في المرتبة الثانية بعد دبيرة وهي اكبر قري القطاع الغربي وتتكون من ثلاث قري هي اشاويركي وسيلادوس وشاركوتاري وقد بنيت علي صخور صخرية متدرجة موازية للنيل، ويفصلها عنه حزام زراعي يروي بالسواقي والمضخات والمنازل في صفوف منظمة يراها الناظر من الضفة الشرقية عند جبل الصحابة بوضوح وتبدو ضفة النهر مغطاة بغابة كثيفة من النخيل تمتد إلي مسافة ثلاث أميال تقريبا جعلت أبناء ارقين يفخرون دائما بما يملكون من نخيل ويطلقون علي قريتهم عروس النخيل ومستوي تعليمهم اعلي من بقية سكان القطاع الشمالي ولديهم شعور مرهف تجاه الآخرين . يتبع

6قراءات عن حلفا والهجرة Empty رد: قراءات عن حلفا والهجرة الإثنين يونيو 14, 2010 2:59 am

وقاص

وقاص
مدير عام

تاريخ مدينة حلفا
في الفصل الرابع الصفحات من 35 إلي 70 يشير المؤلف "حسن دفع الله "الي أنه وجد صعوبة في تحديد تاريخ نشأة مدينة حلفا ،لان الذين عاصروا نشأتها من الأموات، وسجلات العهد التركي والوثائق الموجودة بدار الوثائق وكتابات الرحالة"لينانت دي بلفوندس""ومكي شبيكة " في كتابه "السودان عبر القرون"، لا يوجد بها ما يلقي الضوء علي تفاصيل النشأة، وكتاب "السيف والنار في السودان" لسلاطين و"عشرة أعوام في اسر المهدي "للأب اورلولدرلم يأتي فيهما ذكر لحلفا، فسلاطين عند ذكره لرحلته الأولي للسودان من أسوان ذكر كرسكو وبربر، والأب اورلولدر دخل السودان عن طريق سواكن وهرب منها من اسر المهدي من ابوحمد عبر الصحراء إلي كرسكو مرورا بآبار المرات ،بينما اختار سلاطين لهربه طريق العلاقي عبر الصحراء مباشرة من ابوحمد إلي أسوان ،وفي تلك الفترة 1895 كان الطريق السالك من أسوان إلي بربر يمر عبر كرسكو حلفا أبو حمد .
،وعندما وصل كر ومر لأول مرة في مصر 1879 كانت هنالك محطة سكة حديد قائمة في حلفا ،ولذلك كانت إشارته إلي حلفا في كتابه مصر الحديثة من باب الأمر الواقع.
والحقيقة أن حلفا وما جاورها لم تخضع للدولة المهدية وكانت مديرية دنقلا حدها الشمالي قرية صواردة جنوب حلفا بحوالي 140 ميل .
وقد ذكر علي مبارك في كتابه "الخطط التوفيقية الجديدة"، أن كلمة حلفا خلال العهد التركي كانت تعني كل المنطقة الواقعة بين الشلالين الاول والثاني وتنتهي عند خور حلفا جنوبا،وقد كانت هذه المنطقة تتبع لمحافظة أسوان وتدار من الدر ولذلك من الأرجح أن وثاثق إنشاء مدينة حلفا موجودة بدار الوثائق المصرية، ولعل الإشارة الوحيدة التي تلقي بعض الضوء ما ورد في كتاب ريتشارد هل" مصر في السودان" حيث أشار إلي أن مهندسا يدعي فاولر قام بناءأ، علي طلب من الخديوي بإعداد خطة لربط القاهرة بالخرطوم بالضفة الشرقية للنيل، فاقترح خط يمر من النيل من حلفا مرورا بكوكا والدبة إلي الخرطوم، وبدء العمل في الخط سنة1875 من وادي حلفا ووصل إلي صرص 1877، وتوقف بسبب معارضة الجنرال غردون ، ولم يعطي "هل" في كتابه أي وصف للمدينة، مما يحتمل أن تكون آنذاك مجرد نقطة علي الخريطة أو إشارة للمنطقة الواقعة بالقرب من الخور الممتلئ بنبا ت الحلفا .
والآثار الحية للعهد التركي في المدينة من وجود مبني السر دارية والذي كان موجودا إبان فترة تولي غردون لحكم السودان 1877 1879 وانه استخدام هذا المبني كاستراحة له في احدي زياراته لمتابعة الخط الحديدي .وأن بناء مسجد القيقر في عهداسماعيل باشا يدل علي وجود سكان في المنطقة آنذاك ،وفي نفس الوقت لم تشير أيا من الكتب التاريخية إلي وادي حلفا إبان حكم إسماعيل باشا، ماعدا ما ذكره داود بركات ضمنا في كتابه "مصر والسودان وأطماع السياسة البريطانية "وأشار إلي أن الخط الحديدي بدء العمل فيه في عام .1877..
وعليه نصل إلي أن الحقائق التاريخية المتوفرة أن المدينة ولدت مع بداية الخط الحديدي في وقت ما عند نهاية ولاية الحكمدار إسماعيل باشا ايوب أو أثناء ولاية غردون باشا 1877/ 1879، وفي كل الأحوال فان القيقر الذي برز مقرا لسكن عمال السكة حديد كان معسكرا يقطنه العمال حتي تم تحويله سنة1885 إلي ثكنة عسكرية.، واستخدمت عام 1886 نقطة انطلاق لإعادة فتح السودان حيث اتخذها وودوونجت إلي قاعدة عسكرية لتقدم حملة إنقاذ غردون وتم بناء حوض صغير للبواخر في جمي علي بعد 12 كيلومتر من حلفا وأرسلت المؤوون والمخزونان إلي صرص ووصف توماس آرثر حلفا في تلك الأيام في كتابه الحرب في مصر والسودان بأنها عشرة أو اثنا عشرة كوخا إلي جانب مساكن السكة حديد.
وفي تلك الفترة ونسبة لتمركز القوي العسكرية بالقيقر فقدأغري الوضع بعض التجار بالإقامة في المدينة وكذلك سكان القرى اللذين فقدوا الأمان في قراهم أثناء تقدم قوات ألنجومي البحث عن الأمان وتبعا للتطورات السكانية نم إنشاء مستشفي ومكتب لبريد لتامين الاتصالات مع القاهرة وانتظمت حركة الملاحة وتدفقت المؤن العسكرية والغذائي ذات أهمية عسكرية وسياسية أدت إلي إغلاق مركز النوبة في الدر ونقله إليهاوجذب بريق المدينة سكان النوبة الشمالية الذين جاءوا إليها بحثا عن العمل والتجارة واستقروا بها بعد زمن حيث اكتسبت حلفا أهمية بعد سقوط الخرطوم لموقعها الاستراتيجي لوقوعها علي الخط الملاحي الممتد من أسوان إليها وبداية خط السكة حديد للخرطوم.
ومن الملاحظ أن معظم الأسر النوبية في المناطق الواقعة بين الشلال الثاني وفرص تحتفظ بعلاقات اجتماعية وتتواصل مع أقربائها الذين يعيشون قرب الحدود المصرية وتربطهم بهم صلة الدم وكذلك أدي نهب ألنجومي لمنطقة المحس والسكوت إلي هجرتهم لوادي حلفا وللقرى المجاورة إلي ما بعد انتهاء معركة فركة ئم عادوا إلي قراهم.
ولتشجيع إقامة الأسر المصرية أقام الخديوي توفيق مدرسة ومسجد ووصف علي مبارك حلفا في تلك الفترة في كتابه الخطط التوفيقية( بقوله أن قرية حلفا تعتبر أعظم شهرة في المنطقة الواقعة علي ضفاف النيل بين الشلالين الأول والثاني ففيها مكتب بريد ومخزن حبوب ومركز إداري ومبان حكومية بمستوي جيد ومدرسة ومسجد وأشجار نخيل وساقية ومقاهيها واستراحتها وسوقها اليومي) ،ووصفها نعوم شقير في كتابه " جغرافية وتاريخ السودان" (بأنه في حلفا تم بناء المعسكر الذي يقيم فيه الجيش المصري إبان الثورة المهدية لحماية الحدود خارج المدينة ويتكون أ لمعسكر من مستشفي وسجن عسكري ومسبك لصهر الحديد ومنزل الحاكم.")
وجاء علي لسان ونستون تشرشل في" كتابه حرب النهر" ( المدينة ومعسكرها لا يزيد عرضها عن 400 ياردة علي ضفة لنهروتنحشرمابين النيل والصحراء بطول يقاربا لثلاثة أميال والمنازل والمكاتب والثكنات العسكرية كلها مبنية من الطين ذو اللون الداكن البائس وقليل من المباني يرتفع إلي طابقين).
وكانت التوفيقية تنمو بسرعة مع القيقر فقد افتتح الخديوي توفيق المسجد في 1892 وقد كان لتدفق الجنود إثره علي انتعاش التجارة فازداد عدد التجار الأجانب والوافدين والمقيمين بالمدينة وقامت مباني فاخرة حول المسجد وكان أول المقيمين بالمدينة من التجار نكو لويزو اليوناني وأخويه كوستا وبترو الذين جاءوا مع جيش كتشتر وأيضا جيانس وبنيوتي وكباتو وهم الذين ادخلوا التجارة الحديثة في السودان
تأثير اتفاقية الحكم الثنائي الصادرة في 19 يناير 1899 علي حلفا
المادة /1 تنص علي أن لفظ السودان في هذه الاتفاقية يطلق علي جميع الأراضي الواقعة جنوب خط عرض 22درجة شمالا والملاحظ أن خط العرض 22 ليس فاصل طبيعي ولم يتم اختياره علي أسس طبيعية جغرافية أو تاريخية أو أثنية حيث كانت النوبة بشقيها منذ سقوط الدولة المصرية القديمة حتي دخول العرب للسودان مستقلةولذا فأنه خط وهمي في الخرط يقع شمال حلفا بحوالي 5كيلومترات عند جبل الصحابة.و كانت النوبة مستقلة وصعبة المنال كما توضحه كتب الرحالة أمثال جونا لدفجبركهارت وتوماس ليخ وفردريك لدفجنوردن الذين زاروا النوبة في القرن الثاني عشر الميلادي وقد ذكر مكي شبيكة في كتابه السودان عبر القرون أن محمد علي باشا عندما استولي علي عرش مصر وصمم علي استئصال المماليك فر منهم الذين كانوا يعيشون في الصعيد إلي بلاد النوبة لاجئين ورحبوا بالقادمين حكاما علي بلادهم وبعد مذبحة القلعة استسلم أعوانهم في النوبة وبذلك خضعت بلاد النوبة للحاكم الجديد وهذا الحدث يؤكد أول تبعية لبلاد النوبة لمصر قبل سنوات قلائل من الحكم التركي تبعية ومن هذ المنطلق من المفترض أن تكون الحدود السياسية شمالا عند الشلال الأول .
[ يتبع

7قراءات عن حلفا والهجرة Empty رد: قراءات عن حلفا والهجرة الإثنين يونيو 14, 2010 3:00 am

وقاص

وقاص
مدير عام

تعديل الحدود
في مارس1899 وباتفاق محلي بين قمندان وادي حلفا وضابط شرطة التوفيقية من جانب وممثل مصلحة الأراضي المصرية وضابط مركز حلفا القديمة من جانب أخر تم مد الحدود إلي فرص شمال خط عرض 22 درجة وصدقت عليه السلطات المصرية بخطاب وزارة الداخلية المصرية بتاريخ 26 مارس الصادر إلي محافظة النوبة الحدودية بشان ترسيم حدود السودان.
( اطلعنا علي خطابكم رقم 19 حسابات بتاريخ 14 مارس 1899 والذي اوضحتم فيه انه بناءا علي التماس قمندان حلفا وتنفيذا للاتفاقية المبرمة بين صاحبة الجلالة البريطانية ملكة انجلترا والحكومة المصرية بتاريخ 19 يناير 1899 بشان الحدود الفاصلة بين مصر والسودان قد تم الاتفاق بين القمندان المشار إليه وضابط شرطة التوفيقية من جانب وممثل مصلحة الأراضي المصرية في تلك المحافظة وضابط شرطة مركز حلفا من الجانب الأخر لمد الحدود السودانية شمالا بغرب النيل عند نقطة تبعد 200 متر شمال بربا فرص (بناء خرب بجهة فرص )وبشرق النيل عند خرابة ادندان وانه تم وضع علامتي حدود هناك يحمل الوجه الشمالي كلمة السودان ويحمل الجزء الجنوبي كلمة السودان وان هذ الترتيب تم بحضور عمد ومشائخ القريتين المذكورتين أعلاه وتبعا لذلك تم التنازل عن قرية فرص للسودان فيما عدا 3 أفدنة وقيراطين و85 شجرة نخيل استبقيت في حدود مصر ومن أراضي ادندان ألخاضعة للضريبة ا المصرية تم التنازل عن 99 فدان و7 قراريط و155 شجرة نخيل وبناءا علي ترتيبات إعادة رسم الحدود هذه فقد تم ضم عشر قري من محافظة النوبة لتكون ضمن الأراضي المصرية بمساحة فذان و12 قيراط و022 سهم من الأراضي منها 112فدان و5 قراريط و12 سهم غير مسجلة وكذلك 82206 شجرة نخيل وبعدد سكان 13138 نسمة وبناءا علي ذلك أوصيتم بان يتم تقسيم ما تبقي من فرع مركز حلفا وفرع مركز الكنوز ويسمي بالاتي
1 /مركز حلفا يسمي مركز الدر ورئاسته في كرسكو ويضم 22 قرية من ادندان في الجنوب إلي شاتورما في الشمال علي امتداد 144 كيلومتر منها 9117 فدان و10 قراريط و8 أسهم من الأراضي الخاضعة للضريبة و254892 شجرة نخيل وعدد سكان هذا الفرع 31703
2 /فرع مركز الكنوز يسمي مركز أبو هور ورئاسته أبو هور ويضم 18 قرية من مديك0( مضيق ) في الجنوب إلي الشلال في الشمال وعلي امتداد 144كيلومتر منها 8025 فدان و5 قراريط من الأراضي الخاضعة للضريبة و110440 نخلة وعدد سكان الفرع المركز 32319 نسمة حسبما تبينه القائمة والخرطة المرفقة بخطابكم .
وفي ذلك تسلمنا خطابكم برقم 5 ضرائب مباشرة من وزارة المالية يوضح ماواقفتم علي ما جاء أعلاه بناءا علي مخاطبتكم ما عداأن يسمي مركز حلفا فرع مركز كرسكو وليس الدر كما اقترحتم وان تسمي المديرية مديرية أسوان. وبلاضافة إلي ما خاطبتم به وزير الداخلية فان وزارة المالية حددت أسماء القرى العشر كما يلي:_
سرة شرق وفرص ودبيرة وسرة غرب واشكيت وارقين ودغيم وعنقش ودبروسة وان تضم هذه القرى العشر إلي جانب الأراضي الخاضعة للضريبة التي ذكرتموها 720 فدان و5 قراريط و8 أسهم من الأراضي ملكا حرا للحكومة ونحن إذ نصدق هنا علي إعادة رسم الحدود هذه والتي تشمل عدد القرى والسكان والأراضي الخاضعة للضريبة وعدد الأشجار النخيل وتغيير اسم فرع مركز حلفا حسبما أوصت به وزارة المالية ليتطابق مع اسم رئاسته وإطلاق اسم أسوان علي المركز بهذا نكتب لكم ولوزارات العدل والأشغال العامة والمالية للعلم)
والملاحظ أن من الأراضي المتنازل عنها ثلاث قري تقع جنوب خط عرض 22 وهي دبروسة وعنقش ودغيم .
وبعد انتهاء حملة استرداد السودان تم إخلاء الحامية المقيمة في القيقر تماما وترحيل الجنود الذين كانوا مقيمين إلي شمال شرق دبروسة وتخصيص قطع لهم، وأزيلت مخازن الذخيرة وترسانة الجنود المصريين وبرزت محلها مساكن جديدة أنيقة في المكان البائس للجنود السودانيين وحول المستشفي إلي رئاسة للسكة حديد ثم مؤخرا نادي بريطاني وفي التوفيقية أقام لويزو فندقا من طابقين يطل من جهة البحر علي السوق، وبني الإغريق كنيسة كاثوليكية في المنطقة التي شغلتها إدارة الجمارك لاحقا وفندق لويزو اشترته الحكومة فيما بعد واستخدمته رئاسة للمحلية ولمكاتب المحكمة الشرعية ثم في وقت لاحق تم التنازل عنه لمصلحة السكة حديد.
وقد كانت حلفا مديرية وفي عام 1935 ونتيجة لسياسات دمج المحافظات الصغيرة أصبحت حلفا في مستوي مركز وإلغاء مركزي عبري ودلقو مع الإبقاء فيهما علي نقطتي الشرطة والمحاكم الأهلية
نص القرار الصادر من وزير (ناظر الداخلية) في 26 مارس 1899
بشأن تعديل تخوم مصر والسودان(الملحق رقم3/أرشيف وزارة الداخلية)
منقول من البيت النوبيwwwnoba.com
أولا/ يكون الحد الجنوبي للقطر المصري خطا يمتد من الشرق إلي الغرب ويكون مارا من الجهة الشرقية للنيل بالبرباالكائنة بناحية ادندان ومن الجهة الغربية منه علي مسافة 200 متر شمال البربا الكائنة بنا حية فرس وقد وضع هناك قائمان علي كل قائم لوحة مكتوب علي الوجهة الشمالية منها مصر والجنوبية السودان.
ثانيا/ يفصل من مركز حلفا التابع لمحافظة النوبة( مديرية الحدود) العشرة بلاد الواقعة قبلي خط الحد المذكور وتدخل في حدود السودان (عنقش/حلفادغيم/دبروسة /التوفيقية /أرقين /أشكيت /دبيرة / سرة شرق/سرة غرب /فرس / جزيرةفرس)وزمامها كلها4094 فدان بما في ذلك 112 فدانا أطيان للأهالي غير مربوطة بالمال و720 فدانا من أملاك الميري الحرة ويسكن هذه البلاد 13138 نفسا
ثالثا //البلاد الباقية من حلفا داخل الحدود المصرية تلحق بمركز كرسكو وبذلك يلغي مركز حلفا.
رابعا/ محافظة النوبة المعروفة باسم محافظة الحدود أو مديرية الحدود تسمي مديرية أسوان
خامسا مركز الكنوز يسمي كروسو ويكون مقره كرسكو ويتكون من22 بلدة من أدندان جنوبا إلي شاتروة شمالا.
و يتساءل الاستاذ احمد إبراهيم احمد في كتابه" الغربان في سماء النوبة" لماذا تم اختيار خط عرض 22 شمالا للحدود المصرية السودانية في اتفاقية 1899 ؟
ويري أنه لا يوجد سبب سوي أن هذا الخط الوهمي من شانه إثارة مشكلة أقليات في البلدين، وتفرقة بين أبناء القومية الواحدة فأصبح منا نوبيون سودانيون ونوبيون مصريون وصار اللقب العرقي لهاتين المجموعتين برابرة لاهم بسودانيون ولا هم بمصريين ،ويقول أن التفرقة تأكدت رسميا عندما أطلقوا علي الملك فاروق ملك مصر وبلاد النوبة في اتفاقية 1889 .

8قراءات عن حلفا والهجرة Empty رد: قراءات عن حلفا والهجرة الإثنين يونيو 14, 2010 3:02 am

وقاص

وقاص
مدير عام

ارض النوبة وسكانها
الدارس لتاريخ السودان يلاحظ أن المؤثرات كلها دخلت عن طرق النيل وعبر ارض النوبة، ولعب النهر دورا في تشكيل تاريخ النوبة والسودان ، ففي الأزمنة القديمة أرسل عظماء الفراعنة في الدولة الوسطي أساطيلهم إلي أعالي النهر فيما وراء الشلال الاول، وبنوا معابدهم ومدنهم علي امتداد الشاطئين ،وانشأوا دفاعاتهم عند الشلالين الثاني والثالث، وهكذا امتدت أولي الحضارات التي عرفها العالم ، وبعد قرون تقدم الكوشيون من الجنوب ونهبوا المدن وساروا شمالا حتي اخضعوا مصر.
وفي فجر المسيحية استقل الآباء المسيحيون مراكبهم من رشيد إلي النوبة حاملين الإنجيل وداعيين إلي السلام ،فأقاموا كنائس علي أنقاض المعابد ونشروا المسيحية حتي بلغت علوة جنوب الخرطوم حيث أسسوا دولتهم المسيحية ،وفي القرن 19 كان النيل هو الطريق الرئيسي لثلاث غزوات وهي محمد علي باشا وإسماعيل وحملة استرجاع السودان سنة 1899 .
,ومن سمات منطقة النوبة عزلتها فهي نائية ومنفصلة عن بقية القطر بموانع طبيعية ،فهي مقطوعة عن العالم بالصحراء شرقا وغربا، وتمتد صحراء العتمور مابين وادي حلفا وابوحمد لما يقرب من 500 كيلو، ومجري النهر من إلي دنقلا به شلالات التاني والثالث والرابع ، ومن جهة الشمال أسوان .وقبل السكة حديد كان الوصول إلي حلفا عبر ثلاث طرق وعرة درب الأربعين والذي يتجه من الغرب إلي أسوان وبالإبل محملا بالعاج وريش النعام وجلود الحيوانات مرورا بواحة سليمة، والنيل جنوب حلفا بالضفة الغربية عبر بلانة عنيبةودراو بالنوبة المصرية وهذا الطريق لطوله وقاحلته فان استعماله كان مقصورا علي فصل الشتاء حيث الطقس بارد ويقل الاحتياج للماء ،ومن بربر يوجد طريق يمر بالضفة الغربي للنيل ويتتبع النيل مرورا بكوكا بالمحس ودنقلا وكريمة ثم عبر أراضي المناصير إلي ابوحمد ثم بر برويوجد أبضا طريق من العتمور الشهير الذي يربط كرسكو بابوحمد مرورا بآبار المرات وهذا الطريق سلكه غوردون في أخر رحلة له إلي الخرطوم وكذلك الأب اورلولدر عند هروبه من أم درمان ولا يزال عرب العبابدة يطرقونه لتهريب البضائع والإبل إلي مصر.
اصل النوبة
1/يدعى عالم الاجتماع الشهير سيلجمان أن النوبيين ينتمون إلي الجنس الحامي الإفريقي وهو نفس العنصر الذي ينتمي إليه قدماء المصريين وقبائل البجا بشرق السودان، ويميل أج اركل وبروفسير بلملي إلي القول بان أصولهم جاءت من نبتا ببلاد الصومال.
2/يقول لزلي قرينر بتأكيد غير جازم بان ثقافتهم اثيوية أكثر من أي تأثير أخر ولربما جاءوا من أسيا عبر البجر الأحمر عن طريف ميناءا لقصير.
ومهما كان الجدل فمن المرجح أنهم كانوا من الحاميين إلي أن تثبت الأبحاث العلمية غير ذلك ،وفي كل تاريخهم القديم وخلال الحقبة المسيحية ظل النوبيون محافظون علي دمائهم الحارة ،ثم تأثروا بالهجرات العربية في القرن الثامن الميلادي حيث توغل العرب إلي إقليم النوبة واختلطوا بأهلها وارتبطوا بأواصر المصاهرة مع بعضهم ،وهذه المرة الأولي التي يختلط فيها الدم الحامي مع السامي ،وهذا يفسر ما أورده داود كبارة في كتابه" الدر الفريد في الأخبار المفيدة عن وجود إشراف وعرب الحجاز في منطقة النوبة"، وفي الحكم التركي تم تعيين كشاف لحكم القرى وتزوجوا من النوبيات وظهر منهم ما يعرفون بالكشاف .
يتبع

9قراءات عن حلفا والهجرة Empty رد: قراءات عن حلفا والهجرة الإثنين يونيو 14, 2010 3:04 am

وقاص

وقاص
مدير عام

اختلفت الاراء حول الاصول القديمة للانسان النوبي وتتلخص في الاتي :_ 1 / انهم ينتمون للجنس الحامي الذي يندرج ضمن السلاله القوقازيه ؛واصحاب هذاالراأئ يقولون اتهم ينتمون الي( كوش بن حام بن نوح) والذي ورد ذكره في التوراه والانجيل وهواخ لمصراييم جد المصريين .وكذلك بان كوش هو والد ( نوبه) جد النوبيين الذيين هاجروا لافريقيا بعد الطوفان واستقروا في تلك المناطق التي سميت با سمهم . 2 / ان النوبيين جزء من السلاله المصريه القديمه التي نزحت جنوبا في بعض الفترات التاريخيه واستقرت بها ويستدلون علي ذلك بالاثار المصريه من اهرامات ومعابد في المناطق النوبيه القديمه. اما معارضي هذا الرأي يرون بانه لا يمكن ارجاع التماثل الثقافي والا ثارات للربط او الادعاء بوحده اصولها ؛ اذ أن التماثل الثقافي بين المجموعات البشريه يرجع الي عاملي التأ ثير والتأُ ثر الناتج من الاحتكاك والتواصل لفترات تاريخيه طويله . واراء المعارضين منطقيه ففي المقابل فان النوبه اختلطوا وتأثروا بتيارات ثقافيه اخري كالرومان والاغريق والعرب الخ واثروا في مجموعات ذات اصول زنجيه بالسودان؛ ولا يمكن الادعاء بوحده الاصل استنادا علي ذلك. وقد جاء في مقال للباحث ابراهيم محمد اسحق بجريده الصحافه العد4707 بتاريخ 15 يوليو 2006 مايلي أ/ ان الحضاره النوبيه امتدت لغرب السودان وغربا لبعض دول السودان الغربي ويذكر ( بازل دافنش في كتابه افريقيا تحت اضواء جديده) بان دارفور كانت همزه وصل بين الممالك المسيحيه التي قامت علي ضفاف النيل ويري( اركل ) بان دارفور كانت ضمن الممالك النوبيه القديمه اويستدل علي ذلك بالاثارات التي وجدت في قمه جبل عين فرح بالقرب من كتم شمال دارفور ب / اكتشفت بعثه.بريطانيه عام 1935في قمم جبال فورتنق بجبل مره مباني مشيده بالحجر والطوب لا يوجد لها مثيل سوي في اثارا ت كنائس مملكه مروي. 3 /ان النوبيين من اصول زنجيه هاجرت من كردفان ودارفور الي وادي النبل عبر الصحراء الافريقيه ويستدلون علي ذلك بالتقاطيع والملامح الزنجيه التي صورت النوبيين في جدران المعابد المصريه القديمه وكذلك وجود تشابه بين لهجات.بعض القبائل بالمناطق الشماليه بجبال النوبه مع اللغه النوبيه بشمال السودان . ويدحض هذا الادعاء بعض دراسات الانثربولجيه الفيزيائيه التي تمت باخضاع موميات نوبيه وفرعونيه لحقب ما قبل التاريخ لوسائل واجهزه علميه حديثه والتي ثبت لها علميا تطابق المقاييس الانثربولجيه لهما لمقاييس الجنس الحامي بالاضافه الي ذلك يعتقد بعض الباحثيين بانه توجد مصطلحات نوبيه في لغات الميدوب والفور والمساليت والزغاوه بدارفور ؛ وكذلك بان الرسوم التي يرسمها الاهالي هناك لوسم وتمييز حيوانتهم ذات صله بالغه الهيرو غليفيه . والذين يدحضون هذا الرأي يستندون علي انا التشابه الثقافي الغوي ليس دليلا علي وحده الاصل والسلاله الواحده . وبالاضافه الي ذلك فانه من المحتمل ان تكون بعض العائلات من الاسره المالكه قد هاجرت غربا ووصلت الي دارفور وربما غربا في دول السودان الغربي وذلك بعد الغزو الاثيوبي والاستلاء علي سوبا عاصمه مملكه مروي وهذا ادي الي تأثير ثقافي ولغوي. د/ ان النوبيون من قبيله ( النوبادي ) البدويه الرعويه التي كانت تتجول في الاجزاء الجنوبيه من المغرب وليبيا ووفدوا الي النيل عبر الصحراء الغربيه ثم استقروا علي ضفاف النيل وعرفوا الزراعه والاستقرار في وقت مبكر من التاريخ وأقاموا أقدم أعظم الحضارات في تاريخ البشريه. ويدعم اصحاب هذا الرأي وجهه نظرهم بوجود تشابه في لغات بعض قبائل البربر في شمال افريقيا وبعض العادات والتقاليد مع النوبيين. ويضيف البعض الي ان اسم النوبه مشتق من اسم ( النوبادي ). ومهما يكن من أمر الاصل القديم للنوبيين؛ فان الحقيقه الماثله للعيان بانهم انموذجا فريدا؛ فا بالرغم من اختلاط وتمازج وتصاهر النوبيين الاوائل مع مجموعات بشريه متنوعه الاعراق والاصول؛ فانهم صهروهم في بوتقه المجتمع النوبي دما ولغه وثقافه وعادات وتقاليد ومصالح مشتركه واصبحوا جزءا لايتجزء من ارض النوبه ونسيجها الاجتماعي ؛ ومسأله جذور اجدادهم الاوائل الذين وفدوا لارض النوبه تاريخا اوذكري غالبا ماتنسي ونادرا ما تذكر فالنوبه لهم هي التاريخ والحاضر والمستنقبل. جاء في موسوعة الانساب والقبائل للمؤلف البروفيسور عون الشريف قاسم المعلومات أدناه :- المحس قبيلة بشـمال الســودان لهم لغتهم النوبية المحســية وينتــمون الى محمــد محسـي ( او محسن ) وينقسمون الى محس الشمال ويتكلمون المحسية , ومحس الجنوب الذين فقدوا بالاختلاط لسانهم المحسي ويرجعون بنسبهم الىعجم ابن زيد بن محمد محسن (محسي) الذي يتصل نسبه بأبي بن كعب الانصاري ونسبهم انهم ابناء محمد الملقب بعجم بن زيد اوزايد بن محمد المعروف بمحسي او محسن بن الملك سعد بن الملك جامع وفي رواية جميل بن حسن بن الملك احمد بن الملك عامر بن الملك عبدالكريم بن عبدالله بن يعقوب بن جابر بن سعد بن موسى بن اويس بن جامع بن سكر بن سالم بن عبدالرحمن بن علي بن سليمان بن محمد بن زايد بن عمارة بن عبادة بن أبي بن كعب الانصاري الخزرجي وتذكر رواية بعض محس بري ان جدهم مضوي عبدالرحمن الذي كان معاصراً للشيخ محمد عبده ودرس معه بالازهر قد نقل نصا من كتاب بالقاهرة يحوي نسباً للمحس يرجعهم الى اصل هاشمي وليس خزرجياً. ويرد اسم عبدالعزيز محسن كأحد ابناء ذبيان العشرة الىجانب صارد جد الصواردة وهم من جهينة . وانجب عجم عدد كبير من الابناء هم فروع المحس على الوجه التالي : صاردي : جد الصوارد مزاد : ابوشامة جد الشامية والسعداب سدران : جد السدارنة محمد قباني او كباني : جد الخوجلاب شرف الدين فلاح : جد البداناب . ومنهم الشيخ ادريس ود الارباب واولاد حضرة عبودي : جد العبوداب بتوتي ودنقلا سعد : جد السعدلاب وقد تفرق المحس بعد ان هاجروا من ديارهم بأرض المحس في اماكن متفرقة من السودان فسكنوا توتي وبري وشمبات واوسي وحلفاية الملوك والعيلفون وكترانج والركيبة والكاملين وكلكول وغيرها من قرى الجزيرة والنيلين الابيض والازرق وكسلا ويشير ريتشارد لبان الى مجموعة ملوك المحس التي امتدت من القرن الحادي عشر الى القرن الرابع عشر الميلادي بدءاً بالملك عبدالكريم ثم الملك عامر ثم الملك احمد ثم الملك حسن فالملك جامع فالملك مكين فالملك حمد فالملك برسي فالملك الزبير الذي اعقبه فرح .ويعتبر الملك جامع جد المحس فمن نسله الملك مكين جد المكناب والملك سعد والد محمد محسي جد المحس وهذان الفرعان هاجرا جنوبا واستقر نسلهم في اماكن تجمعات المحس في الخرطوم والجزيرة . وتذكر وثيقة بخط الفقيه علي بساطي ابن الشيخ احمد أرباب قائلاً فيها : عرفني عمي عبد القادر بن سليمان المكنى بأبي الكيلات ابن موسى الذي تأخر في عمرها قال : تجمع جماهير وأكابر قبيلة المحس من العقلاء والعلماء والصالحين وهو حاضر معهم امام حبر زمانه ولي الله الشيخ خوجلي بن الفقيه عبد الرحمن وذلك لجمع عام من كل الجهات وتذاكروا فيمن ينتمي اليه نسب المحس من العرب إن كان من قريش أو من الانصار . فالبعض منهم ذكر انهم من ذرية أبي بن كعب وهو جد المحس حقيقة غير انه ابن سعد بن تيم بن مرة القرشي . وآخرون قالوا علموه ممن نظر في كتب الدوائر الملكية في نسب الهاشمية أن نسب المحس يلتحق بالعقيل بن أبي طالب وذلك ضعيف غير انه قيل يلتحق به من جهة النساء اعني بناته. والبعض قال أن المحس من ذرية العباس وهم أبناء جبر العباسي. وقد تكلم ولي الله الشيخ خوجلي أن نسب المحس يلحق بصاحب الرسول صلى الله عليه وسلم أبي بن كعب بن عبد الله بن قيس الأنصاري الخزرجي من بني النجار وقد وافقه جميع أفاضل المحس من العلماء وأهل الصلاح وذكر جدود المحس الموجودين بالسودان وهم : شريف : جد المشيرفية أولاد فلاح الأربعة وغيرهم وكباني : جد المحس الكبانية سعد الله : جد السعدلاب والعجيماب عبودي : جد العبودية صارد : جد الصواردة سادر : جد السدارنة زايد : جد الزيادية بالغرب مزاد ابو شامة : جد الشامية بالضباينة والحمدلاب سكان العيلفون شعبان : جد الشعباناب - وهم أولاد عجم التسعة

10قراءات عن حلفا والهجرة Empty رد: قراءات عن حلفا والهجرة الإثنين يونيو 14, 2010 3:05 am

وقاص

وقاص
مدير عام

وتذكر رواية أخرى أن جدود المحس الأوائل جاءوا مع حملة عبد الله بن أبي السرح وسكن بعضهم في مراغة شمال دنقلا العرضي ومن هناك هاجر بعضهم لأرض المحس وهم أبناء سكر جامع في قرية سيسة ( سيسبي ) واستوطنوا في منطقة سدلة التي تعرف ببركة المحس ومن هناك بدأوا محاربة الإدارة المسيحية وانتصروا عليهم وكونوا دارة مسلمة وبرز منهم اثنان سكر وأولاده السكراب الذين ورثوا السلطة الإدارية والسياسية وهم أجداد ملوك مملكة كوكا والثاني جامع الذي ورث أبناءه السلطة الدينية وهم الذين هاجروا للجنوب . وهناك في ســـــــدلة مـوردة تسـمى جامع ( جامعنتي) من فروع المحس مســـاعدية أبناء مسعد وكاملاب ملك الناصر وســـكراب ودهشــاب ( ديشاب) وحلساب واصولهم من الكنوز وغيرهم ويسكن المحس والسكوت ارض الحجر (الجنادل) واهم مدنها عبري ودلقو . وينقسم محس الجنوب الى الفروع التالية : الغردقاب – الصباحاب – العوناب – المكناب – الخوجلاب – أوشي – جنى الحاج – أولاد مانع .
الدناقلة
دنقلا : منطقة يسكنها الدناقلة وايضا اسم مدينة تاريخية قديمة حفلت المصادر العربية بالحديث عنها وكانت عاصمة دولة المقرة .والدناقلة احد فروع النوبة الاربعة لغتهم الدنقلاوي وهي احد لهجات اللغة النوبية الاربع واصل الأسم مجهول وذكر بعضهم أنه قد يكون من الدانقيل الطوب الاحمر الذي قد تكون المدينة بنيت منه .
دنقلا العجوز :
كانت عاصمة مملكة المقرة المسيحية التي انتهت بسيطرة المسلمين عليها في نحو 1323م وقد سقطت دنقلا في أيدي المسلمين عام 1317م عندما اتخذ الملك سيف الدين عبدالله برشمبو من كنيستها ( وقيل بل جزء من قصره ) مسجدا. ولعل صفة العجوز تشير الى قدمها او تمييزها من مدينة دنقلا (العرضي) اي المعسكر بالتركية التي أنشئت بعد هجرة المماليك من مصر عام 1811م , وتقع شمال دنقلا العجوز علىالشاطئ الأيمن من النيل , وقد أندثرت معظم معالم المدينة القديمة , ولم يبق منها الا مسجدها المشهور المكون من طابقين وتسمى الأن دنقلا الغدار , ويسكنها دناقلة عرب وبها قبور بعض الصالحين من البديرية والركابية والجابرية . وكانت بدنقلا العجوز مملكة ملوكها ال سوار الذهب خربها الشايقية قبيل الفتح التركي
الكنوز
أبناء كنز الدولة زعيم قبيلة ربيعة العربية سكنوا ارض النوبة حول اسوان الى كرسكو جنوبا . كانت لهم دولة عظيمة ولغتهم الكنزية احدى اللهجات النوبية الاربع وهي قريبة من الدنقلاوية وتختلف بعض الشئ عن لغات جيرانهم الفديجة وارض الحجر من المحس لأن الطريق التجاري كان يربطهم بالدناقلة واصلهم من بني ربيعة العربية الذين اختلطوا بالنوبة .
وينقسم الكنوز الى فرعبين كبيرين :
الفرع الاول :
من نسل السيد محمد ونس بن رحمة ابن حسن من سلالة الفضل بن عبدالله بن العباس وتوفي محمد ونس باسوان وله ستة اولاد اكبرهم ادريس جد الملك طنبل ملك ارقو وهم ملوك دنقلا . والابن الثاني حمد الله جد الونساب الحمدلاب في الكلابشة . والثالث ارخي ونسله بالجزيرة ويدعون الارخياب . والرابع ادهم ونسله بالسودان ومن فروعهم البلياب والمسلماب . والخامس عدلان ومن نسله العدلاناب وسط الشايقية . والسادس خير الله جد الخيرلاب ومعظمهم بالسودان .
الفرع الثاني:
ينتسبون الى تميم الداري الانصاري ( ويذكر ان ابناء تميم من لخم وليسوا من ابناء كنز الدولة ) . ويسمون بقبيلة الاشراف الرؤساء . ويبدا نسبهم بشرف الدين بن تميم الداري الذي انجب ولدين احمد ( مذناب ) وفي رواية ( قرناب ) جد القرناب بأبي هور بمصر والسودان . ومن نصر الدين بن تميم الدار جاء النصرلاب ابناء ابنه نصر الدين وسط الشايقية بالكاسنجر . وولد تمام بن تميم الدار الملقب بنجم الدين اربعة اولاد :
1)مبارك بن نجم الدين ( جد الامباركاب بصعيد مصر والسودان
(2)عون الله ( جد العونلاب بصعيد مصر والسودان )
(3) غلام الله بن نجم الدين ( جد الحربياب ) بمصر والسودان
(4) عامر بن نجم الدين ( جد اولاد عمر بمصر وكردفان حيث يعيشون مع البديرية قرب الابيض .
ويتفرع الكنوز الى سبعة وعشرين فرع بين مصر والسودان يعيشون في اسوان وامدرمان والخرطوم بحري وغيرها من مدن السودان منهم : الونساب , والمدوداب , والهزيلاب ( بعضهم بالكوة ) , والعونلاب ( منهم ببري المسلمية ) , والامباركاب ( منهم ببربر والدامر ) , وابو هور ( ومنهم ببربر ) , والجريساب ( منهم بالكاملين ) , والدبود ( منهم بالكاملين ) , والخيرلاب ( منهم بشندي ) , الادهماب ( منهم بدار الفونج ) , الغديساب , والنصرلاب , والبغدلاب , والريفية ( منهم بالكاملين ) , والسالماب ( بربر ) , الحواطين ( بربر ) , الفلاحين ( شندي) , والوزناب , والطوناب , والبجواب , والحوشاب ( شندي ) , والطيباب , والجزيرة , والحاجاب , والغربية , والبلالاب ( دنقلا), والنقداب , والمحموداب , والكسباب , والسرحناب , والمهلاب , والقللاب , وناس اجرمة , والكلبشة .

11قراءات عن حلفا والهجرة Empty رد: قراءات عن حلفا والهجرة الإثنين يونيو 14, 2010 3:05 am

وقاص

وقاص
مدير عام

ويعتبر النوبيون من المجموعات القبلية المميزة في السودان بعاداتهم وتقاليدهم الضاربة بجذورها عميقا في التاريخ . وليست العادات فقط هي التي تميز نوبيو اليوم عن غيرهم من القبائل السودانية ، وإنما هنالك أيضا اللغة والخصائص الجسدية والنفسية التي لا يشاركهم فيها غيرهم من أبناء وطنهم الكبير ( السودان ) .وهذا التفرد في الخصائص والثراء في الموروث من العادات والتقاليد جاء نتاج تفاعل طويل مع التيارات الحضارية المختلفة التي احتكت بها الحضارة النوبية في مسيرتها الطويلة عبر القرون . و يمكن تلخيص أهم ملامح المجتمع النوبي في الآتي : 1-الأصالة والحرص على الهوية والتمسك الشديد بالجذور ، وخير دليل على ذلك المجتمعات النوبية القائمة حاليا في المهاجر سواء داخل السودان أو خارجه حيث ظلت متمسكة بتقاليدها وعاداتها بالرغم من أنها اقتلعت من جذورها منذ عهد بعيد ونقلت لبيئات تختلف تماما عن بيئتها الأصلية . ويتهم النوبيين بعزوفهم عن الدخول في علاقات مصاهرة مع غير النوبيين ، ويرون في هذا نوعا من العنصرية . وبالرغم من أن هذا الاتهام قد يكون صحيحا إلى حد ما ، إلا انه لا يرجع إلى عنصرية النوبي أو رغبته في الانغلاق، وإنما لخلفيات تاريخية تمتد جذورها لعصور الممالك النوبية القديمة حيث كان الملك والثروة ينتقلان عن طريق الفرع الأنثوي من العائلة ابن البنت أو ابن الأخت ، لذا كان النوبي القديم يحرص كثيرا على اختيار من سيتزوج بابنته أو أخته باعتبار انه سيكون وريثه . ويبدو أن هذه الصفة قد ظلت ملازمة لنوبيين حتى الآن وان كانت قد بدأت في التلاشي مؤخرا . جدير بالذكر هنا أن هذه العادة مرتبطة بزواج الإناث النوبيات فقط دون الرجال ، حيث لا توجد أية قيود على زواج الذكور . وعموما ، أيا كانت الانتقادات الموجهة للنوبيين حول هذا الخصوص فإننا نعتقد بان شدة الانتماء لأصل معين والتمسك الشديد بأعرافه وتقاليده لا تعني مطلقا احتقار ما عداه من الأصول أو الثقافات الأخرى . 2-الحلم والوداعة وإيثار السلام على الحرب ، حيث يعرف النوبي بكرهه الشديد للعنف وحبه للمرح والابتهاج في كل الظروف . ولعل محاضر الشرطة خير دليل على ذلك إذ لم تسجل منذ إنشائها إلا أربع أو خمس جرائم قتل على امتداد المنطقة النوبية بأكملها . وعموما لا يعرف النوبيون العنف والشجار ويميلون دائما لحل مشاكلهم بالطرق السلمية وعبر الأجاويد والمجالس المدنية غالبا . هذه الصفة لا تتعارض بالتأكيد مع متطلبات الشجاعة والإقدام ، خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار مواقف النوبيين في ظروف كثيرة كانت تتطلب الجرأة والبسالة.... والتاريخ خير شاهد على ذلك . عموما ، يبدو أن النوبيين قد اكتسبوا هذه الصفة منذ زمن طويل عندما ودعوا مبكرا حياة البداوة والترحال واستقروا في مجتمعات مدنية متحضرة تلفها الطمأنينة والأمان . 3-الترابط الشديد وحبهم لبعضهم البعض ، حيث أن من المعروف عن النوبيين ارتباطهم القوي ببعضهم البعض أينما حلوا ، وعلى اختلاف طبقاتهم أو مراكزهم الاجتماعية . ولعل هذا ما يدعو البعض إلى وصف النوبيين أحيانا بالعنصرية ، وهو وصف غير صحيح على الإطلاق، إذ يدرك كل من خالط النوبيين وخبرهم أريحيتهم المشهودة وحبهم للاختلاط مع الغير وسرعتهم في تكوين علاقات اجتماعية متعددة في الأوساط التي يعيشون فيها السمات الشخصية للنوبيين المعاصرين في الفصل السادس الصفحات من 78 الي 105 يتحدث حسن دفع الله عن السمات الشخصية للنوبيين المعاصرين .ويقول:- *النوبيون رغم قساوة الحياة وفقرها ،فهم من أكثر قبائل السودان مسالمة ؛وهم كرماء ومهذبون حين يتعاملون مع الغرباء والأجانب؛ فالضيوف يلقون منهم حسن الوفادة والتقدير ويطعمون عندهم بأحسن الايدام والشراب المتاح والاحتفاء بالضيف يعتبرونه واجبا اجتماعيا فالضيف الأزل علي شخص بعينه منهم يعتبر ضيفا علي القرية كلها، وحين يسمع الناس كلمة اسكيتي فان القرية كلها تتسابق للاحتفاء به وبمجرد دخول الضيف لمنزل النوبي يحس كأنه قد حل بأهله ،فوجوه مضيفيه بشوشة تطوقه بالحنان وتظل تثرثر وتسخر من الحياة ؛وكذلك في حالة غياب الرجال فان النساء المتقدمات في العمر يقمن بهذا الواجب الاجتماعي بمستوي يدعو إلي الإعجاب. *ومن خصائص النوبيون النظافة فهم يكنسون منازلهم باستمرارويلقون بالاوسخة في مكانها الصحيح حيث يتم حرقها ،كما أن طرقات القرى نظيفة والملابس التي يرتدونها مغسولة دائما فهم حقا يعشقون النظافة وترتيب البيوت ،أما أدوات المطبخ فتغسل وتجفف وتوضع في مكانها الملائم. وحينما زار الأمير صدر الدين اغا خان قرية بوهين عام 1962 ابدي رغبته في زيارة بيت من بيوت النوبيين ،وبالصدفة كان منزل احد بحارة القارب الذي عبر بنا يقع في القرية التي تلي بوهين ،وعندما أخبرته برغبة الضيف سر ورحب بزيارة منزلة ،وبالرغم أن الزيارة مفاجئة وغير معد لها فوجدنا المنزل وغرفه في غاية النظافة . *والنوبيون مشهورون بالأمانة والمسالمة وهم يحترمون حرمات الآخرين فلا ينتهكونها، ولايعرفون السرقة والنفاق، ومن الأمور العادية أن تجدهم يغلقون بوابات المنازل بمزاليج خشبية من الخارج لا من الداخل ،ولعل السبب الرئيسي وراء استخذاء الخيانة في مجتمعهم هو انتساب بعضهم لبعض وعدم افامة العنصر الأجنبي بينهم . *وهم لا يتعدى أي شخص منهمحدود ماهوحق له ولا يتعدى حدوده ،وكذلك هم سليطو اللسان سريعو الاستجابة للإثارة ولكنهم لا يلجاون إلي العنف للحصول علي حقوقهم، وخلال مدة إقامتي في حلفا لم يتعدى المحبوسين في السجن المركزي اثني عشر سجينا وكانوا جلهم من الصعايدة الذين عبروا الحدود خلسة بدون وثائق الدخول الضرورية. *والنوبيون لم يعرفوا كقبيلة مقاتلة ويذكر جاكسون مدير مديرية حلفا في عام 1920 في احدي خطاباته الرسمية ،إلي انه سبق أن تم تجنيدبعض النوبيين في صفوف الجيش المصري فقاموا بإحراق خشب مخزون البنادق للحصول علي نار الطهي. *وهم لأنهم مسالمون ولا يعتدون يعتمدون في خلافاتهم علي الأجهزة الحكومية ولعلهم من اشهر القبائل في تقديم الشكاوي للمسئولين باستثناء أهالي بربر وبارا، فهم يشتكون في أي شئ ويستهويهم إرسال العرائض في أي موضوع وفي المواضيع ذات الصفة العامة يؤازرهم إخوانهم المغتربين بالخارج بالبرقيات المطولة. *وفي أولي جولاتي للمنطقة جنوب حلفا وفي السكوت وأنا اقترب من قرية عمارة وجدت تجمعا كبيرا من الرجال علي جانبي الطريق ظننته تشييعا لجنازة ولدهشتي عندما اقتربنا بالعربةرايت الجمع يسير نحونا فأمرت السائق بالتوقف ونزلت فبادرني ممثل لهم يدعي خليل عثمان بخطبة مطولة انتقد فيها العمدة وطالب بفصله ،فحاولت أن أوضح لهم إنني جديد في المنطقة واحتاج إلي دراسة الموضوع بعد النظر في الشكوى فجذب خليل حزمة أوراق من جيبه مربوطة بعناية بشريط ابيض تحتوي علي ست وثائق مرتبة بعناية بترتيب زمني متسلسل كل منها تتكون من صفحتين موقع عليها ومختومة من مايزيدعن مائة من الأشخاص ؛الأولي شكوي لمفتش المركز الإنجليزي قبل سبع سنوات تحتوي علي نقد للعمدة ولأبيه رئيس المحكمة الأهلية وتطالب بإقالتهما معا ،ونسبة لان مفتش المركز لم يستجب للشكوى كانت العريضة الثانية لمدير المديرية ضد ثلاثة من ضمنهم مفتش المركز ،وعندما لم يجدوا استجابة كانت العريضة الثالثة للسكرتير الإداري وفيها شكوي بالإضافة إلي الثلاثة السابقين أضيف إليهم مدير المديرية الذي وقف مع مفتش المركز ،ثم الرابعة إلي الحاكم العام للسودان وفيها انتقادات للخدمة المدنية والجهاز الإداري بالسودان بدءا من السكرتير الإداري وانتهاءا بالعمدة ،ثم العريضة الخامسة للسفير البريطاني في مصر (المعتمد ) تهيب به بالتدخل ، ثم السادسة إلي الملك فاروق تشكو إليه سوء لإدارة البريطانية بالسودان ؛ وعندما فرغت من قراءة كل هذه العرائض والوثائق الشيقة مازحت خليل متسائلا عما إذا وجدوا شيئا من الإنصاف ؟فأجاب بالنفي والآسي فما زال العمدة يتمتع بسلطاته كأي مستعمر بريطاني ؛وعندما عدت لمكتبي من جولتي لقري مركز الجنوبية وجدت أكثر من 223 برقية من أبناء عمارة في مصر بانتظاري في المكتب. *ومن الصفات العامة للنوبي الاعتداد العميق بذاته فحين تعتريه محنة خاصة فانه لا يكشفها للآخرين وإذا كان من الفقراء يبقي عفيفا ويخفي بؤسه ويبدو سعيدا كالآخرين وهولا يستجدي احداولا يستهين بكرامته مهما عضه الجوع والعوز فانه يتحمله بصبر وجلد يثير الإعجاب . *وهم لا يحبون مواجهتهم بالحقائق المرة فهم حساسون تجاه النقد ولو كان بناءا ، وهم متطرفون في علاقاتهم ببعضهم البعض فأما صديقا حميما أوعدو لدودا ،والصداقة عرضة لان تكون ضحية لأتفه الأسباب والاختلافات فإذا انقطعت الصداقة تستقر العداوة إلي ما لانهاية . *والام النوبية في ظل هجرة الزوج تقوم بفلاحة الأرض وتامين مخزن الحبوب من القمح والإشراف علي تلقيح النخيل وقد أوضحت إحصائيات الهجرة أن عدد النساء العاملات بالزراعة أكثر من الرجال ومعظم صمود السواقي من النساء.ومن المؤكد أن ارض النوبة تحتضن أفضل النساء العاملات علي امتداد السودان ،فالمرآة تقوم بدور مقدر في البناء الاقتصاد والاجتماعي وتحتل مركزا مرموقا ومتميزا في المجتمع ،والطاعنات في السن يتمتعن بالعافية وقوة التحمل العضلي الذي يمنحهن المقدرة علي العمل الشاق، وبعض النساء أكثر شهرة من الرجال ومن الأمثلة المعروفة ست فاطمة ريا والدة جمال محمد احمد التي عرفت بالكرم وقوة الشخصية

12قراءات عن حلفا والهجرة Empty رد: قراءات عن حلفا والهجرة الإثنين يونيو 14, 2010 3:06 am

وقاص

وقاص
مدير عام

زى النساء
له خاصية ملفتة فهن يرتدين فوق الفستان العادي عباءة متميزة مصنوعة من قماش اسود رقيق يطلق عليه الجر جار وهو طويل فضفاض له أكمام تتدلي إلي الكعبين وله ذيل من الخلف يلامس الأرض ليمحو أثار القدم عند المشي ويضعن علي رؤؤسهن طرحة سوداء من نفس القماش ولا يعرف أحد أصل هذا الري الذي تشتهر به المرآة النوبية ؛وهو حجاب ناجع يجعل النساء من كل الأعمار متماثلات وهن يسرن في مجموعات علي طول الطريق ولمن الأجيال الصاعدة يملن إلي ارتداء الثوب السوداني وهذا ما يحدث في السكوت والمحس .
الزواج
عندما يبلغ الولد الحادية عشرمن عمره يختارله أهله صبية مناسبة لتكون زوجة المستقبل وعادة ما تكون بنت العم والخال أو العمة أو الخالة أو احدي بنات الاقربين ،ويتم حجزها بصفة مبدئية وينشا الطرفان وهما علي علم بانهما سيكونان زوجي المستقبل ،وعندما يدركان سن الزواج وهي عادة الحادية والعشرين للذكر، والثامنة عشر للانثي، يقوم الأب أو من هو في مقام رب الأسرة بطلب يد الفتاة رسميا من ذويها ،وتتم الخطبة بهدوء دون احتفال أو دفع مال وهدايا ويقتصر علي تأكيد الارتباط وتحديد ميعاد الزفاف وغالبا ما يتم دفع المهر مقدما، وبعد الخطبة لايسمح للفتاة بالخروج إلي الشارع .
وفي الأمسية السابقة للزفاف تكون ليلة الحنة ويتم التجهيز والتحضير لها بحفل غداء ضخم يذبح له عجل سمين يدعي له أقرباء وأصدقاء العريس فيجلسون ليتناولوا الطعام علي سجاجيد أو حصائر مصفوفة علي الأرض وبعد الفراغ من الوليمة يبسط برش علي الأرض وتوضع قوارير المحلبية قربه ،ويتقاطر علي المكان أفواج من النساء والفتيات وهن يغنين أهازيج الفرح في مدح أسلاف العريس ،وفوق البرش تبدأ مراسم الحنة علي يدي سيدة متقدمة في السن من اقرب أقرباء العريس فتبدأ بمسح باطن قدمه وأصابعه بالمحلبية ،ثم تضع الحنة عليها ويتناول أصدقاء العريس العازيين قليلا من المحلبية والحنة ويضعونها علي أصابعهم تيمنا ثم يؤتي بصحن كبير مملوء إلي نصفه بالماء ويوضع قرب العريس إيذان ببدء مساهمات النقطة النقدية تستهله أم العريس بإلقاء قطع ذهبية ثم أقارب وأصدقاء العريس يعدون مساهمتهم أمام الجميع ويضعونها بالقرب من الصحن وسط زغاريد النساء المحتشدات، ويكلف احد أصدقاء العريس بمراقبة سير هذه العملية لمعرفة الأشخاص المساهمين ومقدار وحجم مساهمة كل منهم لتسجيلها وحفظها لدي العريس مرجعا لتسديدها لهم في أعراسهم ،وبعد انتهاء النقطة يعلن والد العريس وأمه ما وهباه له من أراضي ونخيل ،وبعد طقوس الحنة تبدأ حفل الرقص البهيج الذي يقوده لفيف من المغنين المحترفين والهواة بالات العود والكمان أو بالدفوف(الطار)ويقف كل الضيوف في دائرة واسعة خارج المنزل بينما تتجمع النساء جانبا أما المعنون في منتصف الدائرة بعازفيهم بينما يقف صف من عشرة رجال في حدودا لدائرة مقابلا لعدد مماثل من الفتيات في الجانب الأخر، ثم تعزف المقطوعة الأولي ويغني المغني وعندما يبدأ الغناء يتقارب الصفان بخطي موقعة وتدور الفتيات بأجسامهن يمينا ويسارا؛ بينما يشرع كل الحاضرين في تصفيق منسجم وتزغرد النساء بين حين وأخر .
وفي مساء يوم العرس تؤخذ الاثاثات الجديدة وملابس العروس من منزل أل العريس إلي منزل أل العروس وعند وصولها تتلقاها زغاريد النساء آلائي يكن قد تجمعن لهذه المناسبة.
يتبع

13قراءات عن حلفا والهجرة Empty رد: قراءات عن حلفا والهجرة الإثنين يونيو 14, 2010 3:07 am

وقاص

وقاص
مدير عام

طقوس الأفراح في حلفا الجديدة
يتحدث الاستاذ فكري أبو لقاسم عنها بالصفحات من 73 الي 79 بالباب الثالث الفصل الاول تحت عنوان "طقوس الفرح في أتون الأزمة"وقسم مظاهرها إلي ثلاث مراحل وأنواع :_
المرحلة الأولي بعد الهجرة مباشرمن1964 إلي 1979
وهي الفترة التي كانت الأوجاع تنحصر في صدمة التهجير فقط حيث لم تكن هنالك مشاكل اقتصادية فكانت الوجبات الثلاث تخرج علي الناس في يومين متتالين هما الحنة والدخلةوانتشرت ظاهرة الرقص وحشد البنات في صفوف الرقص؛ كأن مفهوم العريس اخو البنات تحول من المفهوم القديم بالقادر علي حمايتهن إلي مفهوم الذي يستمد قيمته من جمالهن وهن في صفوف الحفل أو من كثرة عدد النساء في قبيلته؛واكتفي دور الرجال ذوي الدماء الحارة في تنظيم الرقص والفصل بين الجنسين .
المرحلة الثانية أفراح الترلة 1979 الي1989
وفيها تستخدم الترلة أو المقطورة الزراعية كمسرح وفي تلك الفترة ظهرت بوادر ألازمة الاقتصادية علي المجتمع وبعد تدهور المشروع الزراعي وتفشي الملا ريا والمسكيت وانحسار طبقة الافندية بعد التضخم الاقتصادي وفي المقابل ظهور طبقة المغتربين والمزارعين الشبان الذين افرز تهم سلفيات البنوك وفي تلك الفترة انتشرت حفلات الجيتار وانسحب الطمبور إلي ركن قصي مظلم .
المرحلة الثالثة هي من 1989 للان
حيث استحكم الفقر تماما وانسحب ظله علي كل شئ ويكفي أن تري في واجهات المنازل الشاحبة الطلاء الممزقة الوصال ركاما من البلكات الهرمة في ثناياها الورق والاسمنت المغشوش كبقايا التمباك بين أسنان صبي من القرية ،ولم تفلح محاولات اللياسة للتجميل في بعض المنازل، ولذلك تفتقت أذهان الأخيار إلي حل ذكي وهو عقد الزواج بعد وجبة الإفطار ففيه اختصار للتكلفة وسد لذراثع .
معاني منقرضة
في تعليق للكاتب فكري أبو القاسم ص 182 من كتابه علي صورة مجموعة من النسوة يحملن علي رؤؤسهن أطباق مصنوعة من سعف النخيل يقول "أطباق مصنوعة من سعف النخيل وفي بطونها حفنة من تمر أو قمح أوحتي بقايا خبز جاف أو أي شئ يقضون به واجبا وينفع صاحبه عند الزيارة. وضع الأطباق بالكيفية التي تراها في الصورة ، أو بالكيفية التي كن يضعن بها صفائح الماء علي رؤوسهن .. بنت في النساء قواما معتدلا وفارها من مزاياه الجمالية القوام المنتصب واخفاء الترهل والشحوب التي تحدث نتيجة لسوء التغذية والولادة ؛ ،قيمة الهدية المحمولة علي الأطباق كرمز للتواصل معهودة ومفهومة ،ولكن رغم ذلك لها مذاقات أخري، هنا تقرا سياق علاقات اجتماعية غاية في المتانة فمثل هذا العدد من النساء في الزيارة الواحدة يوحي مدي ثقل المجتمع في صياغة قيم المجتمع وكما هو واضح من عدد الأطباق التي علي رؤوس النسوة في مؤخرة الصورة اذ أن هناك أخريات اكتفين بإرسال هداياهن، ودائما يكون السبب أما لعذر حقيقي أو للمعاملة بالمثل أو للاحتجاج ،وفي هذا الموقف تقويم لاعوجاج في العلاقات الاجتماعية يخشاه الناس هنا كثيرا؛ ربما طغيان سلطة المجتمع علي الفرد بهذه الصورة قد يؤدي إلي قتل المبادرة لفردية والخصوصية المنتجة ؛ولكن في جوانبه المضيئة يرسخ في الإنسان بالمراقبة الدائمة شرفا مكتسبا يوفر كثيرا من جهد المصلحين الذين يطمعون في بناء المجتمع الفاضل ."
دور المرأة في المجتمع النوبي
وفي صفحة 178يقول الاستاذ فكري أبو القاسم تحت عنوان ليالي شيخ قرنين جذور الانتماء "أن المرآة في الحضارة النوبية مقدسة وكانت العقودات لا توثق إلا إذا بصمت ألام عليها وقصة الملك النوبي الذي أرسل للسلطان اشرف بن قلاوون أن يفك اسر والدته لتكون طرفا في المفاوضات حسب التقاليد النوبية ".وكما معروف أيضا أن نظام التوريث كان يفضل ابن البنت وهناك من يعتقد أن هذا النظام جلب الخراب علي النوبيين فعن طريقه تسلل الحكام غير النوبيين إلي العرش النوبي عن طريق المصاهرة "
يتبع

14قراءات عن حلفا والهجرة Empty رد: قراءات عن حلفا والهجرة الإثنين يونيو 14, 2010 3:08 am

وقاص

وقاص
مدير عام

جوانب اخري من حياة النوبيين
في الصفحات من 96 الي 103 يتحث الكاتب "حسن دفع الله" عن الموضوع اعلاه فيقول .
(النوبيون عندما يكونون في مناطق اخري من السودان لا يختلطون طواعية بغيرهم من السودانيين ؛وأينما ذهبوا فانهم يعيشون متماسكين في مجموعات منعزلة ؛ويحصر النوبي ذاته في محيط المجتمع النوبي ،ويرجع ذلك إلي نشاتهم في منطقة بعيدة عن التداخل الاجتماعي مع الاخرين من الناحية الجغرافية، مما حصر معرفتهم علي اصلهم ،وهم لا يزوجون بناتهم مطلقا لغير النوبيين غير انهم لايمانعون من زواج ابناؤهم من غير النوبيات.
ويطلق عليهم في مصر والسودان (بالبرابرة )،ولايعرف متي ظهرت هذه التسمية ،فالرحالة القدماء لم يستخدموا هذا اللفظ عند الاشارة إلي النوبيين، وظهر لفظ بربري وبرابرة لاول مرة في التاريخ ابان العهد التركي ،وقد ورد في كتابي "سلاطين واورلولدر" بمعني فضفاض وواسع يشمل قبيلة "الرباطاب"، ومن المرجح أن يكون اللفظ مشتقا من مدينة "بربر" التي كانت اشهر المراكز التجارية في السودان خلال الحكم التركي، وكانت معروفة لدي المصريين اكثر من معرفتهم للخرطوم ،وبالنسبة لسوداني تلك الايام فان كل من يجئ من الشمال فهو ينسب إلي "بربر"، وبالتالي هو "بربري"، وقد كان يطلق علي سكان بربر إلي وقت قريب "البرابرة" ؛اما في مصر فكل السودانيون "برابرة "حتي اشعار اخر .
ومن الطرائف ذكر الكاتب في ص172 انه عند زيارة وفد منطقة حلفا للمناطق المقترحة للتوطين لمشروع الجزيرة بامتداده الشمالي ؛تجمع اهالي قرية كاب الجداد في حشد كبير علي امتداد الطريق ترحيبا بالوفد وشعارا ت
"عاش البرابرة .... "مرحبا بكم في دارنا لتنمية المنطقة من هنا إلي الخرطوم ."
الخدمة المنزلية
احترف النوبيون منذ اجيال خدمة المنازل باعتبارهاخدمتهم التقليدية التي لا ينافسهم عليها احد، وباعتبار انها القبيلة الوحيدة في السودان التي تجيدها، وقد تساءل "ليزلي قريتر" عما إذا كانت هذه الحرفة هي التي جعلتهم علي نظافة ؟ام نظافتهم هي التي مهدت لهم السبيل اليها؟ . وليس من السهل أن يصير المرء خادما جيدا، فهو يحتاج إلي مزايا تؤهله ،منها ن يكون امينا ،ومؤتمنا، وحاذقا ،وحسن التصرف حتي يحقق الانسجام مع رب المنزل، والنوبيون حائزون علي هذه الصفات والمزايا ،والتاريخ لا يحدثنا عن متي امتهنوا هذه المهنة الحرفة ،ويبدوا أن اسرة محمد علي باشا هي التي اكتشفت الخادم النوبي ،فالخديويين الاتراك لم يكونوا يثقون في المصريين وكانوا عرضة للمؤامرات والدسائس والخيانات ،وقد وجدوا في الخادم النوبي المخلص الامين المثالي الذي يؤتمن علي دخوله الغرف الخاصة في قصورهم ويكتم اسرارهم واسرار اسرهم ،ويقوم بتجهيز الطعام الصحي الشهي لموائدهم الباذخة؛ وقد كان رجال سكوت من طلائع الذين عملوا قصور الامراء والباشوات والموظفون البريطانين ، وعندما اعتلي الملك فاروق العرش اصطحب معه خادمه ادريس علي بن السكوت إلي قصر عابدين والذي نال ثقته وارتقي كرئيس عمال القصر ومنح للقب البكوية ، وبعده سليمان ابو القاس،م ثم محمد الحسن سلماني الذي خدم باخلاص حتي قيام ثورة 1952 .
وعند زيارتي للاسكندرية سنة 1952 ذهبت لقصر المنتزه فاراني احد ابناء سكوت الذين يعملون ف القصر مكتب السلماني الذي كان مجاورا لمكتب الملك ،وكان جيد التاثيث ولم يكن يستطيع أي شخص حتي الوزراء الدخول لمقابلة الملك الابعد اذن السلماني، وكانوا يلجاون إليه للتوسط لحل مشاكلهم مع الملك، وقد ادهشني أن اجد في الحرم المكي الشريف جناح خاص بالسلماني موقوف لاستعماله الشخصي .
لقد عرف كل من الملك فؤاد وفاروق اين يضعا ثقتهما، وبالحق فانهما لم يخذلانهما فمحمد حسن السلماني شهد الاستيلاء علي السلطة من الثوار، وبالرغم من معرفته بالاسرار الدقيقة وتفاصيلها عن الملك ،فقد لاذ بالصمت وكان يمكنه لو أراد بيعها للصحافة العالمية ولكنه اثر الصمت .
وفي السودان اعتمد عليهم الموظون البريطانيون في الخدمة المنزلية ،وقد اثبتوا جدارتهم في هذا الشان، وكان بعضهم ممن تقدم بهم السن عزيز علي محدميهم إلي حد انهم امنوا لهم معاشات خاصة؛ومن ضمن الملفات الروتينية التي تدخل مكتبي في الاسبوع الاول من كل شهر، المعاشات التي تحوي شيكات من قدماء الموظفون البريطانيون الي خدمهم السابقين؛ وقد دفع بعضهم عند مغادرته للبلد بعد السودنة مكافات سخية استثمروها؛ وقد استوعب التوسع الكبير في مصلحة المرطبات والفنادق عددا كبيرا منهم ،والبقية اتجهت نحو العمل الخاص فانشاوا مطاعمهم الخاصة .
ومعظم عمال القصر الجمهوري بالخرطوم من حلفا باستثناء احمد حاج وهو من سكوت قرية جنس وكان كبير العمال وعيسي محمد نور بقصر الحاكم العام ثم محمد خليل شوربجي ثم حسين شريف وداودخليل الذي عمل حتي عهد عبودوبقي في القصر حتي توفي عام 1976ز
ويمتاز النوبيون بمستوي أعلي من التعليم مقارنة لاجزاء اخري من السودان ؛وقد اعتلوا أعلي المناصب مثل ابراهيم احمد زعيم الحركة الاستقلالية في ،ومحمد نور الدين زعيم الحزب اللذي كافح من اجل وحدة وادي التيل، والادارين محمد خليل بتيك وداؤد عبد اللطيف، والطبيب محمد أحمد علي علي الذي احترمه واحبه كل السودانين لمشاعره الانسانية تجاه المرضي الفقراء .
وحتي وقت قريب كانت معرفة النوبيين عن السودان ضعيفة فعندما جئت لحلفا أدهشني انهم يطلقون علينا كلمة سودانيون ويتحدثون عن القطر القادم من الخرطوم باعتباره قطر السودان واغلبية الذين لم يروا السودان يظنون أن باقي القطر يضم اناس من الزنوج المتخلفين .
يتبع

15قراءات عن حلفا والهجرة Empty رد: قراءات عن حلفا والهجرة الإثنين يونيو 14, 2010 3:10 am

وقاص

وقاص
مدير عام

الأثر الثقافي للمزاج النوبي
الأستاذ "فكري أبوالقاسم "في كتابه "حلفا الجديدة الخطيئةوالقربان "في الباب الأول الصفحات من 15 الي 52تحت عنوان " ليس للتعصب ولا للفخر ولكن لتحديد حجم الخسارة والممكن الضائع " يتحدث في الفصل الاول عن" المزاج النوبي فوائده، ألوانه ؛جذوره "، ويشير الي استعارته لكلمة المزاج تعبيرا عن الخصوصية التي تستمد معاييرها من الفرد ,اوهامه أو باعتباره لون من التفكير، وفي الفصل الثاني يورد نماذج لذلك، فعن المزاج النخبوي تحدث عن ابراهيم أحمد ؛ وعن الوجدان المفكرتحدث عن جمال محمد أحمد ؛وعن العفوية المنتجة تحدث عن داؤد عبد اللطيف ؛ وعن قوة الانتماء تحدث عن مصطفي محمد طاهر؛ وفي الفصل الثالث تحدث عن الامام محمد أحمد المهدي وخليل فرح كأنموذجان للمزاج النوبي المستعرب .
الطبيعة النوبية سبيكةحاويةلأنواع شتي من النوازع والاهواء متداخلة في بعضها،ولعبت العزلة الجغرافية وتداخلها المنظم مع الهجرة الدائمة طلبا للرزق دورا كبيرا في تغذية الثقافة المحلية ،حتي انها استطاعت أن تصمد أمام التيارات الثقافية الوافدة ، وفي ظل هذه الظروف تراكمت التفاعلات في الوعاء النوبي حتي أن الفرع ابتعد عن الجذور، واستحالت إلي مذاقات متجذرة في ثقافة الحاضر النوبي
ومن مكونات المزاج النوبي الإحساس المفرط بالذات والميل الفطري لما هوغير مألوف ورفض المركزية،والنوبي لا يميل كثيرا نحو التفاصيل بل نجده محلقا في الكليات، وربما لا تجد في هذا المزاج النوبي الفوارق بين المذكر والمؤنث ،يقدس المنطق لان البناء الفكري دائما يقوم في الهواء الطلق، وهي النزعة التي دفعته إلي حب العلم والاستفادة منه ،ورفض الإطار ،وتقديس الحرية الشخصية لدرجة الضيق بالمركزية ،ومن ايجابياتها أنها تملأ الإنسان إحساسا بالكرامة وتدفعه للتفوق، ولكنها من جهة أخري تجعلهم مجتمعا بلا زعامات أو نماذج ولا يستطيع أحد ا أن يدعي سيادة.
وفي ذات الصدد الأستاذ والمفكر النوبي "حجاج أدول" في مجموعه مقالته عن الصحوة النوبية يقول "في كتاب (الطاغية) تأليف الدكتور عبد الفتاح إمام ورد أن الاستبداد الشرقي يعتمد على وجود النهر الذي يتطلب بالضرورة قيام سلطة مركزية استبدادية تقوم بثلاث مهام جوهرية لتحقيق الإنتاج الزراعي وهي: -
1مهمة توصيل المياه من النهر إلى الأرض.
2مهمة حماية الأرض الزراعية من غوائل الفيضان.
3-مهمة توفير مياه الري في فترات التحاريق."
في النوبة البنود الثلاثة لا تحتاج إلى فرعون طاغية ينظمها، لأن المهام الثلاث لا تشكل خطرا على شعب النوبة، فالمياه تصل ولن يستطيع أحد منعها عنه. والفيضان حتى وان تجبر وغطي شريط الأرض فلن يستمر طويلا.بل وقت قليل نسبيا مما لا يمنع الزراعة موسما كاملا أبدا. وفترة التحاريق ليست بالخطيرة مثل الشمال, أي أن طبيعة البيئة في النوبة أبعدت الاحتياج للفرعون الطاغي .لذلك احتاجت النوبة لزعيم قبيلة، لملك، لحاكم لفرعون، لكن ليس لفرعون بمعني فرعون القرآن الكريم المتجبر المتأله، بل فرعون يقوم بمهام رئيس الأمة. وعليه فإن أخلاقيات الشعب النوبي كانت أكثر سماحة وأنفه وبعدا عن النفاق لذوي المراكز."
ولأن النوبي يقدس فرديته فأنه لإ يعاني من التفرقة بين الحقائق والأوهام الشخصية ،وهو لديه ميل فطري للغير مألوف، ربما سببها أن الحقائق في مستوي اللغة أهم بكثير مما هي عليه في الواقع،انزلاقي للأبيض أو الأسود ولا يحب أن يقف كثيرا عند اللون الرمادي ، ويضرب المثل في شخصية ابراهيم احمد كنموذج للانضباط في الشخصية النوبية، وربط بين رفضه للاستعمار الانجليزي ؛وفي نفس الوقت يحترم قوانينهم ويكاد يتفوق عليهم في لغتهم وثقافتهم، فاحتار فيه الفريقان فالحكومة الانجليزية تتوجس منه خفية، والوطنيون يتهمونه بانه رجل الا نجليز، وفي تحليله لشخصية جمال محمد احمد كعنوان للفكريقول انه في رسالته لحسن بشيرنصر قال"كان علي الحكومة أن تعلن للناس انها تميل إلي اختيار خشم القربة موطنا جديددا لاهل حلفا ولا تمانع في أن تستمع إلي ما يدلون به من اراء مخالفة ؛وان الطريق الذي سلكته الحكومة لن يقود الا لنزاع وجدال؛ كان الاولي أن تبين الحكومة اختيارها المبني علي دراسات وان لا تترك الناس هكذا دون قيادة يتجادلون بينهم وهم لا يملكون الحقائق التي يبنون عليها اختيارهم."
والمزاج النوبي يشكل في أحسن أحواله معالم وعي غائم يستطيع أن يتفاعل في كل الأوعية ،وربما أفرزت ظواهر اتسعت حتي كادت أن تكون دولة كما في حالة المهدي عندما تمت صياغة المزاج النوبي الطليق في وعاء التدين، ويقول صاحب كتاب السد العالي ومأساة النوبيون مصطفي محمد طاهر " قام نشر الإسلام في السودان علي عاتق هؤلاء النوبة الذين نهلوا العلوم الأزهرية وعملوا علي نشرها في النوبة وبقية أنحاء السودان مثل الشيخ إدريس ود الأرباب والشيخ خوجلي عبد الرحمن ود الجازوالشيخ أرباب العقائد الذي بني أول مسجد في الخرطوم ."
أن سبب قدرة الثقافة النوبية علي البقاء ليس فقط في قدرتها علي صياغة الوجدان الاجتماعي؛ بل لانها في الاصل لا تتعارض مع الثقافة الاسلامية في مفهوم الانتماء فكلاهما يركز علي الثقافة واللسان كمحاور للانتماء؛ ولم تشكل العروبة هاجسا للمهدي الذي لم يكن عاني هاجس الانتماء؛ والدليل الوصية التي تركها لخلافته؛ وموقفه من الاشراف ؛ولا يستبعد في جذور انتمائه القبلي أن ينتهي نسبه للقبائل العربية التي سكنت حول اسوان ووادي العلاقي كبطون قبيلة ربيعة الكنوز؛ ولكن الذي لاشك فيه أن الصياغة النوبية لوعيه في اخطر مراحل التكوين واضحة المعالم والصياغة ،ليس مقصودا بها اللسان النوبي أو مكان النشاة، انما هي الذهنية أو اللبنات الاولي لبنية الذاكرة ،وهي قوانين تحرك الدوافع في اللاوعي؛ والذاكرة كما هومعلوم أقصرالادوار في حفظ الهوية ؛فعمليات الحفظ تعتمد علي موقف الانسان من الرموز أو كيفية التعامل مع الواقع ،ولايهم بعد ذلك شكل اللغة أو الوطن، اينما حل الانسان يمكن أن يصوغ قوانين الواقع طبقا لقوانينه الداخليةوقد ذكر" الدكتور ابوسليم في كتابه الحركة الفكرية في المهدية "يكمن سر تفوق المهدي انه توليفة لعجينة من عناصر مناخات مختلفة كما سيظهر من فكره ،مزاج نوبي ذو محتوي اسلامي في بوتقته تمت عمليات نضج واختزال وتركيز تحت وطاة الرياضة الروحية التي اخذت اشكال الزهد والتقشف والورع والهجرة الدائمة والترحال من خلوة إلي اخري ،وقد استطاع أن يلهي ألناس عن الخلافات بينهم وسلط انتباههم علي تفاصيل الحياة اليومية الملحة ومظالم التركية القضية الاولي في المجتمع ".ويقول السيد الصادق في كتابه" ايدلوجية المهدي" أن استعداد المهدي الفطري والمكتسب للخروج من السائد والمالوف ،جعله متمكنا وقويا إذا اقتنع بخطاه وذلك يوحي بقابليته للانفلات من أسر التقليدية لانه كان مهيئا نفسيا وذهنيا للتجاوب مع النوازع غير التقليدية." .
وخلاصة الامر في قصة المهدي ترينا كيف أن الجذور النوبية اشتعلت وأضاءت عندما وجدت ماينقصها في المناخات الاخري، وربما لو سافر المهدي شمالا للازهر، كما كان يتطلع لتغير وجه التاريخ ،وربما كان اسهامه سيقف عند محطة اضافة عد الفقهاء مما كانت تستطيع اروقة الازهر منحه ما منحته اياه الخلاوي والخلوات في السودان ،وما من شئ يحتاجه المزاج النوبي اكثر من اطار يقيمه وينظم انفعالاته ،وربما لو نشا المهدي في تلك المناخات التي اشعلت ثورته وحملت دعوته لما استطاع أن ينمو ويتفرد بمثل تلك التي شاهدنا ارهاصاتها الاولي في خلافة مع شيوخه، ولا وجود لتلك الجراة التي اطلق بها اجتهاداته السياسية والفقهية، ولما استطاع أن يقيم ثورة بهذا الحجم في غياب هذه الفردية الطاغية .
والنوبيون يخضعون كل أمورهم للعقل والمنطق ولا يفعلون شيئا لم يقتنعوا به ،يزنون كل شئ بميزان العدل والمنطق والعقل، وينظرون إلي الأمور نظرة شاملة ولا يكتفون بالجزئيات ، وهم فوف ذلك مسالمون ،فالنوبي لا يحمل عكازا كجاره في الشمال ،أو سكينا كجاره جنوبا ،عقله وسيفه في النزاع منطقه ،وان اضطر لذلك يستعين بسيف المنطق الذي يلازمه في كل الأحوال،وربما لوتم صياغة هذا المزاج في وعاء فني تعبيري، لأفرزت لنا كظاهرة خليل فرح التي ما زالت رموزها حية بين الناس ما يقارب القرن من الزمان . وفي حديثه عن الفنان خليل فرح تحت عنوان "المزاج الطليق" يقول الاستاذ فكري عن قدرات المزاج النوبي في قدرات الخليل التعبيرية "لم يكن للشعر الفصيح مساحة كبيرة في ابداعات الخليل الا نادرا ،وحتي في هذه اللحظات النادرة كان يعتمد علي ذاكرته عندما يقول:_
أبناء يعرب حيث مجد ربيع .......هو نبع جزيرة حيث بيت اياد
متشابهون لدي العراك كانما ............نبتت رماحهم مع الاجساد
وهنا تحس انه يسجل موقفا اكثر من تعبير عن خلجاته ،ولعل افتخاره بأهله المحس واخباره لقوة الشكيمة التي تصلح للفخرفي مجتمع الصحراء ولا ترقي في المجتمع النيلي لمستوي التغني بها ، وهذا يدفعنا إلي أن انتماءات خليل فرح وجدانية اكثر من انها تشير إلي موضوع خارجي ،ويتعجب الاستاذ علي المك وهويقدم لديوان خليل فرح متسائلا كيف استطاع هذا الرطاني أن يستوعب سحر اللغة ؟وحيرته تشابه حيرة أولئك الذين تعجبوا من الدنقلاوي الذي جمع حوله قبائل الغرب وهم يبحثون في فكر المهدي".
والحس اللغوي والحساسية اللغويةهي من خصائص المزاج النوبي؛ والمقصود بها القدرة في اختيار المفردات الطازجة التي تناسب المعاني المحبوسة في اللغة التي تفتحت لتوها. وللبيئة دور كبير في صياغة الذاكرة وهي أن وفرت أجواء حرية التعبيرللانسان تفتح شهية الاعماق وتحرك النزعات الفنية من خلال الاختلاط بافراد عرفوا بالابداع ويهمنا الوعاء النوبي لتفسير ظاهرة خليل فرح الذي اثرت فيه مكان نشاته حي دبروسة ثم موطنه الاصلي جزيرة صاي التي شكلت وعي وملكات الشاعر التعبيرية مع العوامل الاخري كالوراثة والبيئة والثقافة .ورسوخ الهوية الافصاحية وعمق جذورها الممتدة إلي البيئة النوبية دليلها ريادة خليل في كسر حاجز الفصحي بالشعر الغنائي وقدرته علي التصويب وجراته علي ارستقراطية اللغة الفصحي ؛وربما كان من اسبابها أن الايقاع النوبي محرض قوي لعدم الالتزام بالقيود اللغوية طالما كان ذلك مطلبا شعبيا ،وربما لان اللغة النوبية طال عهد كتابتها وتدوينها، وقد قيل انها لغة غناء اكثر منها لغة اسواق، واستفاد من خلفيته النوبية التي تعاني من الازدواجية اللغوية في عمل تميزبه وهو جراته في كسر حاجز اللغة بادخال العامية السهلة في الابداع الشعري، وهو ما جعله أبا شرعيا لشعراء الاغنية ومهد طريقا معبدا لشعراء الحقيبة لا تزال اغنية عزة في هواك اوضح صورة للهوية السودانية مازلنا في حاجة إلي تذوقها وسماع الاحساس بالسودانية ولا يكون الانسان في حاجة إلي التساؤل هل انا عربي ام افريقي ؟وهذا ابلغ دليل لمقولة سنقور الرئيس الافريقي المعروف بان" العنصر النوبي اقوي لبنة لبناء الهوية السودانية."والنوبي بطبيعته غير ماخوذ بانتساب للعروبة ولا وجل من ملامح زنجية .
واللغة النوبية هي الجذر الحيوي ، فآلا نسان مصاب بهويته الافصاحية للتعارك الحاد للثقافات في وعائه فهو مضطر للعيش باللغة العربية ويفكر بالنوبية ،المفردات تتحرك في اتجاهات معاكسة وربما لهذا مطلوب منه بذل طاقة جبارة ؛والتعويض يكون في الجانب العقلاني وخاصة المنطق البارد الذي لا يكترث دائما لحواجز الواقع؛ ومن هنا يمكن أن ندخل أحيانا الحقيقة متوحشة في أحاديث الحلفاوي وقد تطال العقيدة وهو باب يرتاح إليه الغواة وهم كثر في المجتمع السوداني المغلق، وربما الانشراح والتفكه مصدره اللقاح بين الفوائد والمصائب.ولحظات التعبير العفوي لا مجال للعربية فيها فالسيادة للغة ألام، وإذا اضطر إلي التحدث بالعربية في لحظات عفوية فالمفردات تولد بزي نوبي ،فمسالة المذكر والمؤنث أوضح تعبير والمتحدث ينظر بقلبه لهذا لا تهمه التفاصيل الخارجية.والوشائج القوية بين الحاضر والماضي أرضعت اللغة النوبية حتي تضخمت واتسعت لدرجة السيطرة التامة علي خيال الإنسان وثقافته ،وربما أدخلت عليه الوبال أحيانا، وأحيانا إذا تم صياغتها واستثمارها عادت عليه بالخير،ومن ظاهرة التضخم اللغوي امتزاج اللحم والدم والعظام بالفكرة والرؤية والخيال، حتي انك في بعض الحالات تستطيع أن تتنبأ برد الفعل من خلال قراءة ملامح الإنسان، وهذه تمثل خصوصية ؛والفوائد التي جناها السودان من هذه الخصوصية سهولة تهجير الحلفاوين.
ويتحدث عن داؤؤد عبد اللطيف كرمز للعفوية المنتجة ويصفه "بانه مفكر سياسي لا يقدم نفسه عاريا من المنطق ،وامتهن السخرية التي اجاد في دروبها بأعتبارها اذكي المخارج من هذه المعادلة الصعبة، وهي بضاعة نوبية قديمة تتصدر الان المجالس مثل نكتةالحلفاوي،والسخرية في الوعاء النوبي لها مذاق ثقافي خاص ،وهي محاولة لامتصاص اخطاء المنهج ، أو لتمرير اخفاقات ،أو لستر ضعف شخصي اكثر من انها مطلوبة لا ستدرار عطف المستمع بالاضحاك، وكانما يسخر ليضحك نفسه اولا."********
والمنطقة أصلا منطقة تلا قح حضارات، وفي ملامح البشر قد تجد اغلب السلا لات البشرية من ملامح زنجية واوربية بلقانية، وربما الغموض في قدرة هذا الوعاء في جمع هذه المتناقضات في ثقافة واحدة ،فالانسان هنا هوية لغويةو في حديثه عن شخصية الاستاذجمال محمد أحمد يقول "اجتمع علي ساحته الاوربي بالنوبي بالعربي، دون أن يطغي احدهما علي الاخر،وهو في الاصل يعتبر من الانجليز السود، وفي وجدانه يمكث السياسي النوبي ،وعلي لسانه يتربع العربي، وهذا العطاء الثقافي الثر سببه نضج الاتجاهات المتلاطمة هذه، لا يخطئ الناظر فيه ملامح التنوع .في منزله بعمارات الخرطوم تستوقف الزائر لوحة تحمل اسم سرة شرق قريته الصغيرة ذات الملامح الفقيرة قبل الغرق؛ ومثل هذه اللوحة لا تعني شيئا لدي انسان الرفاهية؛ وهناك من انطلق من هذه القري ناسيا اهلها وسرة تمثل لجمال اقرب المرافئ لذاته في احشاء التنازع لانها مسرح الطفولة؛، ولاستحالة اجترار مثل تلك الحرية اصبحت التجارب الثقافية هوية ممتدة ومن نهاية امرها افريقيا من خلال السودان فليس غريبا إذا تصالح الافريقي والعربي في بوتقة سرة الكامنة في الوجدان .
نتيجة لعدم وجودمعايير مطلقة تحكم المزاج النوبي وعدم وجود مركزيةتربوية ؛ ولهذا فان الفكر الانساني النوبي يختلف عن انسان الريف السوداني الذي يتدين من خلال التربية؛ ولذا يصبح الحلفاوي رمزا للتوازن الفكري في السودان المعاصر ؛ولكن افة هذه الميزة صلابة في غير موضعها أو عناد لعدم اعتدال المزاج.ومن حسنات ها التيار قبول الانسان لادني نسبة ممكنة من التعامل مع الواقع المفروض ويتحسب للطوارئ ويضع لهامبررا لكي لا يبقي عقبة أمام تحقيق الاماني.
ويخلص الكاتب فكري أبو القاسم إلي أن الانتماء إلي الثقافة في الانسان النوبي يأتي أحيانا علي حساب الأرض، وربما من هذا الباب خرجنا من وادي حلفا بمثل هذه السهولة التي يحكيها التاريخ .

يتبع

16قراءات عن حلفا والهجرة Empty رد: قراءات عن حلفا والهجرة الإثنين يونيو 14, 2010 3:11 am

وقاص

وقاص
مدير عام

اقتصاديات الأرض في بلاد النوبة الاستاذ حسن دفع الله في الفصل السابع الصفحات من 106الي128 يتناول اقتصاديات الارض ي بلاد النوبة ويقول:_ (أن ندرة الأراضي الزراعية معلم بارز لمنطقة النوبة ،حيث ينحصر حزام خصوبة الأرض علي ضفاف النهر، وفي بعض المناطق مثل بطن الحجر يغطيها الجبال الصحراوية والاودية الرملية الجافة، وضفتا النهر منحدرات صلبة أو شواطئ رملية وتبدو جزر شلا لات سمنة الصخرية عارية وملساء فيما عدا ما يكسو قمم الصخور من شجيرات السنط . وكشفت الحفريات التي اجريت علي المواقع الاثرية القديمة ،أن الأراضي الزراعية بالنوبة كانت اوسع خاصة بالضفة الغربية، ففي فرص غرب وجدت عظام أدمية علي بعد سبعة اميال من النهر،، كما وجدت اثار عكشة ودبيرة غرب وبوهين مدفونة في اعماق الرمال وكانت في الاصل قائمة علي رقعة واسعة من الجروف، وهذا يدل علي أن الرياح الشمالية العاتية كانت تحمل معها كميات من الرمال الصحراء إلي الشاطئ. وعبر السنين احالت الشاطئ النهري الخصيب إلي كثبان رملية ،ولعب النيل ايضا دوره في تقليص أرض النوبة ففي الفيضانات يتسع المجري علي حساب الشواطئ الخصبة ،.وقبل قيام خزان اسوان 1902 كانت بلاد النوبة السفلي غنية بجروف ممتدة وجزر منخفضة خصبة وغابات من أشجار النخيل، وعندما بدأ تخزين المياه في الخزان غرقت معظم الأراضي الزراعية المنخفضة وفي عام 1912 تم تعلية الخزان فارتفع المنسوب مرة اخري مما اثر علي ما تبقي من أراضي منخفضة واشجارنخيل ،وفي عام 1932 تمت التعلية الثانية للخزان فادي إلي أضرار مدمرة ولحق الدمار الكامل منطقة الكنوز بالنوبة السفلي، وفقد الاهالي قراهم ومساكنهم ونخيلهم ،وعندما دعتهم الحكومة المصرية لاعادة توطينهم شمال أسوان رفضوا بعناد وفضلوا اعادة بناء القري فوق قمم الجبال والعيش بالقرب من وطنهم الغريق. وهجر كل الرجال القادرين المكان واتجهوا نحو القاهرة والي داخل السودان وأقام بعض الكنوز في الخرطوم بحري وشندي؛ وفي النوبة السودانية أثر الاعلاء الثاني للخزان علي مساحات شاسعة من الجروف والجزر المنخفضة والي خسائر في أشجار النخيل. وقد اثرت الصحراء في الحزام الغربي للنيل وما احدثته الفيضانات من تعرية في الشواطئ والجزر، وتعلية حزان اسوان مرتين ،جرد أراضي النوبة من اثمن اراضيها واضعف مقدراتها الاقتصادية مما ادي ال هجرة معظم الشباب والقادرين من الرجال بحثا عن لقمة العيش، نتيجة لافتقارهم لاي خيار اقتصادي أخر يساعد علي استقرارهم في وطنهم، فالارض ضيقة، ومع التزايد الطبيعي للسكان وتفتيها بالارث إلي ملكيات صغيرة فان نمط معيشتهم يقوم علي الملكية الجماعية واستغلال الارض باسلوب اقتصادي مشترك ويكون عائد الأرض لاولئك الذين يعيشون في ارض النوبة ، ونسبة لأن تمليك الأرض يقوم علي أساس تسجيلات تمت منذ أجيال وعلي مر الأيام يتضاعف الورثة بحيث تتجزأ الأرض أذا تم توزيعها الي ملكيات متناهية في الصغر ،وعندما باشرنا التعويضات علي أساس هذا الوضع أكتشفنا أن الأتنا الحاسبة كانت تعمل بالكسور ،وأخبرني كاتب تسجيلات المركز أنه عندما حسب نصيبه حصل علي نصف متر مربع من الأرض ولهذا السبب كان النوبيون حريصون علي عدم فتح السجلات ويفضلون عدم تجزئة ممتلكاتهم. ولأن النوبيون يدركون محدودية الأرض كان عليهم أن يلتزموا بأقتصاد زراعي مباشر والاستغلال الكامل للأرض دون أن يبقوا جزءا منها بورا ،ولأنهم يستعملون السماد الكيماوي والحيواني بانتظام فأن التربة تحتفظ بخصوبتها وتعطي انتاجا جيدا وتظل علي الدوام يانعة الخضرة لأنها أصلا طبقة من الطمي الذي تسهل فلاحته .
مشروع دبيرة الزراعي
وهو من أكبر المشاريع بمركز حلفاوتم انشاؤه عام 1906بواسطة المقاول الاغريقي لويزوو،هو يغطي مساحة 600 فدان تروي بمضخنين احداهما 12 بوصة للعمل شتاءا والثانية 16 بوصة وتعمل صيفا، وبدأ المشروع بعقلية رأسمالية بحتةثم توقف المشروع نتيجة ظهور جزيرة رملية غطت حوالي 170 فدان من اراضيه الممتدة علي طول الشاطئ وعلي مقربة من موقع الطلمبات ودفنت الرمال المضر ب وبعدت عنه مصادر مياه النيل واخفقت معه كل محاولات عملية انسياب الري ،فقامت الحكومة عام 1933 بشراء المشروع وزادت مساحته لتصبح 1050 فدان وشقت له قنوات جديدة وثلاث مضخات عملاقة أقامتها علي بوارج طافية علي الماءعند اشكيت، وباعت الحكومة الأرض للسكان بواقع 15 جنيه للفدان لتغطيةقيمة الأرض وتكلفة المضخات وحفر القنوات ،وهكذا اصبح سكان اشكيت ودبيرة مالكين لأحسن واكبرمشروع زراعي في المنطقة نجح في رفع مستوي معيشةالسكان.
أشجار النخيل
وجد النوبيون في أشجار النخيل تعويضا من السماء عن طبيعة أراضيهم ،فهم يعتبرونها أعز ما يملكون ،وأقدم هبات الطبيعة ،وعماد اقتصادهم المحلي، والمصدر المضمون للدخل ،ومظهر للثروة ،وهي مناط الفخر للاجيال المعاصرة ،واقيم ثمرات الحياة لاجيال المستقبل، ويزدحم الشاطئ بغابات من النخيل تبلغ في بعض مناطق أرقين وأشكيت ودبيرة ودغيم كثافة لا يتخللها شعاع من ضوء، وفي مثل صحراء النوبة حيث لا تنمو شجرة غير النخلة ولا يحجب وجه الشمس سحابة طول العام تكون نعمة الظل من لفحة السموم راحة غامرة. وينظر النوبيون الي أشجار النخيل بعاطفة من الحب تطابق أحاسيسهم نحو فلذات اكبادهم ،يرعون الشتول ويسقونها بانتظام ويشذبون جريدها بعناية ويحمونها من اذي البهائم الطليقة، ويخضع موسم استزراع الشتول للتقويم القبطي باعتبار انه يتيح أدق مواعيد الزراعة ،ولذلك يلتزمون به أشد الالتزام ويبدا الموسم في شهري برمهات وبرمودا عقب انقشاع برودة الشتاء، ويقابلهاتقريبا شهري مارس وابريل ،ويغطي الموسم الثاني أبيب ومسرة اللذان يقابلن يوليو واغسطس.. ويتم اختيار الشتول بعناية من اجود أنواع النخيل بعد أن يمضي في حضن الام من ثلاثة الي اربعة اعوام، ومن الضروري أن تجئ الشتلة من موضع الجذور السطحية للشجرة الام لان الشتول التي تتعلق بامها لاجدوي منها وينبغي بترها بمجرد ظهورها اذ الاعتقاد انها تقلل من انتاج الام، والشتلة الجيدة تكون مخضرة وتزن مابين 9 الي 12 كيلو ويقاس نجاحها بنسبة وزنها، ولا تقطع الا بعد مضي شهر من السقاية اليومية بضربتين أو ثلاث من ازميل خبير بهذا العمل يصل الي اعماق الجذور البكر وحالما يتم فصل الشتلة تغطي جذورها بالطين ويتم لفها بقطعة من جوال مبلل ثم تنقل مع مثيلات لها الي حوض يتسع لثلاثين أو اربعين شتلة، وتروي الشتول يوميا لمدة شهر يكفي لاظهار الناجح منها بعلامات تبدو في نمو الجريد وبروز القلب الذي يسمونه القلقول، ويبدا بعد ذلك تنقل كل شتلة الي حفرة مستقلة وتسقي مرة كل 3 ايام اثناء الشهر الاول عادة في الامسيات ،وبعد الشهر الاول تسقي مرة أو مرتين اسبوعيا لمدة عام، وفي العام الثاني يختصر الري الي مرة أو مرتين في الشهر حسبما تكون الظروف.. ويمكن أن تنمو النخلة من نواة مزروعة والحكمة الالهية أن معظم النخيل التي تنمو بهذه الطريقة من فصيلة الذكور والقليل منها من الاناث ذوات الانتاجية الضعيفة والنوع الردئ. وبمجرد نقل الشتلة الي حفرة مستقلة، يتجه الاهتمام الي حمايتها من الحيوانات الطليقة بسياج من الاغصان الشوكية أو بسور من من الطين ،وبعد 3سنوات يبرزساق الشتلة ويصفر الجريد القديم ثم يصير داكن اللون يابسا ،فتقطع عند حد الساق لتترك اشكالا تشبه ما يعتري جلد السمكة من قشور، وفي العام الرابع تثمر ويزيد الانتاج ويبلغ ذروته في العام العاشر، ويبدأ انتاجها في التنازل تدريجيا منذ بلوغها الخامسة والاربعين أو الخمسين، وبعد أن تبلغ الستين يتعذر تلقيحها وحصادها لعلو الساق ،ويصبح انتاجها عديم الفائدة نوعا وصعب المنال واقعا ،ويفقد الجريد مظهره البهيج ويخشوشن وتجف وتذبل الجذور وتتعري وتقتلعها أي عاصفة هوجاء من جذورها وتلقي بها الي الأرض جثة هامدة . وانواع أشجار النخيل التي تنمو في وادي حلفا تبعا لاهميتها هي البرتمودة -القنديلة -البركاوي -الجاو (القرقودة والدقنا ) واجود أنواعه البرتمودة وبلحه متوسط الحجم وحلو الطعم وضئيل النواة ،اما القنديلة أكبر حجما وأقل حلاوة من البرتمودة ،أما البركاوي سميك وأكبر نواة وأقل سكرا وحلاوة ؛أما الجاوة في المؤخرة بين الحجم والقيمة . وتلقيح النخيل يقوم به عادة خبراء محليين وهم الذين يقطعون سبائط التمر عند استوائها ،فيحصلون علي سبيطة واحدة من كل ثلاث سبائط ،وفي ايام التلقيح يتسلق هؤلاء الرجال أشجار ذكورالنحيل من شجرة الي اخري؛ يقطعون أكمام اللقاح ثم يجففونه حتي تصير محتوياتها من الحبوب دقيقا يجمعونه في صرر من ورق ،ثم يربطونها بقطع من السعف؛ فتكون كل صرة في حجم طلقة بندقية الخرطوش ؛وحينما تتفتح براعم الاناث يحمل الخبراء صررهم في طواقيهم التي يمسكونها باسنانهم ويتسلقون الشجرة؛ وكلما وجدوا براعم ما هو مهيأ لاستقبال حبوب اللقاح ،قبض الواحد منهم بيده اليسري علي جريدة ثابتة، ثم اخرج بيده اليمني صرة من الطاقية ونثر حبوبها علي البراعم ،وبما أن البراعم لا تتفتح كلها في وقت واحد ،فان خبراء التلقيح يحتاجون الي عدة ايام لاكمال العمل ،ونتتح البراعم غير الملقحةتمرا رديئا لا طعم له يسمي بالصيص تشبها له بصغار السمك، وهذا التمر لا يؤكل بل يجعل علفا للبهائم. . ويعتبر موسم حصاد التمر من أكبر المواسم في بلاد النوبة ففي أواخر يونيو / يوليو يتغير لون الثمار الاخضر الي الرمادي ثم الي اللون الاصفر الفاقع أو الاحمر القرمزي ،وفي اغسطس تلين الثمرة ويغمق لونها مع تجعد وانكماش في مؤخرتها، وهذه علامة النضج ،وفي اواخر أغسطس يبدا جمع الرطب ،والعادة أن يحصد التمر بعد اكمال نضجه وتجفيفه في سبائطه ،اما التمر ذو الطبقة اللينة العجوة فيلتقط بمجرد نضجه حتي لا يتخمر ويتعفن .

17قراءات عن حلفا والهجرة Empty رد: قراءات عن حلفا والهجرة الإثنين يونيو 14, 2010 3:12 am

وقاص

وقاص
مدير عام

وفي اواخر سبتمبر واوائل اكتوبر تجف الثمار ويميل لونها الي السواد وتفقد اشراقها اللامع لتصير اقرب الي الخشونة والجفاف ،وحنيئذ يبدأ الحصاد فيخرج الجميع الي البساتين، الرجال يحملون الجوالات الفارغة؛ والنساء تتدلي من ايديهن السلال واطباق السعف ،ويتبع الاطفال الكبار ،,والذي ينظر الي الحشاش يراه وقد لف أدني حلبابه حول وسطه، وغرز فيه المنجل ،ثم تسلق النخلة ،وعندما يصل الي موضع الجريدة يستند الي قلب الشجرة ويجذب منجله بيمناه ثم يمسك السبيطة بيسراه ويعمل فيها المنجل بحركة سريعة يفصلها عن القلب ثم يلقي بها في الأرض، فتسقط بصوت مكتوم اشبه بسقوط صقر مصاب، فينهمك الصغار في التقاط التمر المتساقط،وتنشغل النساء بنزع الثمار من السبائط وجمعها في السلال والاطباق، بينما يعبئ الرجال الجوالات بالمحصول ثم يخيطونها بعد أن تمتلئ ،وكلما وصل العدد الي ثلاث جوالات حمل علي ظهر دابة وتنقل الي القرية ليفرغ تحت حرارة الشمس حتي يجف، وتعاد الجولات الفارغة لتعبأ من جديد مادام الحشاش يعمل بمنجله من شجرة الي اخري. وفي اواخر اليوم يعود القوم الي بيوتهم في حبور، فتقوم النساء المسنات بالرجوع بعينات جيدة من التمر في اطباق يحملنها علي رؤوسهن وهن يمضغن اوراق التبغ ويتبادلن الحديث مع بعضهن وقد خلقن سحائب من الغبار احدثها ذيول الجرجار، ويتسابق الصغار وقد امتلأت جيوبهم وطواقيهم بخيرات الحصاد فرحة وسرورا بعد أن تلقوا أجرهم من العمل، أما الحشاش فيهمه أن يوفي حقه بسبائط ممتلئة من ذلك الحصاد . وشجرة النخيل الجيدة تحمل ما بين عشرين الي ثلاثين سبيطة، بينما المتوسطة حوالي عشرين ،أما القصيرة فتحمل مابين الخمس الي العشر ،.والشجرة الغزيرة الانتاج تملأ ثمارها جوالين والمتوسطة جوال . .وعندما يجف التمريتم فرزه بعناية ويصنف تبعا للجودة ثم يعبأ في جوالات سليمة، أما التمر اللين فيكال في صفائح، وعند اكتمال تعبئته المحصول يتم بيعه للتجار المحليين بالقرية والذين يجمعون استحقاقهم من ديون صاحب المحصول أثناء العام قبل دفع القيمة؛ ثم يحمل بالشاحنات الي تجار الجملة في سوق حلفا ،وقبل عام 1958 كان محصول البلح يحقق أرباحا جيدة عند بيعه في مصر، ولكن تقييد الاستيراد وسياسة التاميم تسببت في اقصاء فرص المنافسة وادت الي كساد السوق وهبوط الاسعار وثاثرت الصادرات لمصر . وقد اثرت النخلةعلي جوانب عديدة من حياة الناس الاجتماعية والاقتصادية ،فشجرة النخيل تباع بسعر جيد ويمكن أن ترهن؛ ومجرد وجودها تأمينا اقتصاديا فالاسر تحصل علي احتياحاتها اليومية من تجار القرية بالدين ،فالتجاريضمنون حقوقهم عينا أو نقدا، وفوق ذلك فهي توهب في مناسبات الزواج ، ومن سعف النخيل يفتل النوبيون الحبال ،ويصنعون أطباق السعف والبروش وليف الاستحمام وتنظيف الاواني ،ويستخدم كعلف للحيوانات وللوقود، ومن الجريد تسقف المنازل ،وينسج العنقريب، وتصنع الاقفاص والكراسي والمناضد والاثاثات، ويستخدم الجريد في زينة المناسبات وشواهد القبور، وقلب الشجرة التي تسقط يؤكل وهو ذو طعم لذيذ، ويصنع من خصلاته حبال دولاب الساقية وبروش السقف وحواجز الرياح، ويستخدم ساق النخلة في أجزاء الساقية واخشاب السقف واعتاب المنازل والابواب والنوافذ وما تبقي منه وقود ،ومن سعف الجريد يصنعون المكانس والاطباق ومن ليف الساق يفتلون الحبال ويربطون بها الحيوانات. . والخلاصة أن البلح يؤكل رطبا أو عجوة أو تمرا، ويقدم للضيوف ويباع للحصول علي النقد ؛ومنه تصنع المربي والخل وشراب رمضان وعصيدة النفساء ويجعلون التمر التالف والمتعفن علفا للبهائم والنواة وقودا. وعلي العموم فأن دخل الأسرة يعتمد بطريقة أو بأخري علي الحصيلة النقدية لحصاد البلح كما يعتمد بدرجة أقل علي فائض محصولات الدورة الزراعية .)
] السد العالي وردود الأفعال
في الفصل الثامن الصفحات من 128 الي 140 يتحدث الاستاذ حسن دفع الله عن السد العالي وردود الافعال موضحا بأنه في 8 نوفمبر 1959 تم التوقيع علي إتفاقية مياه النيل بين مصر والسودان تعديلا لاتفاقية 1929 ، وتهدف هذه الاتفاقية إلي اتخاذ التدابير لحيازة المياه المهدرة لي البحر وتوظيفها لخدمة التنمية الزراعية في البلدين (نصت اتفاقية 1929 علي حق مصر في 48 مليار متر مكعب والسودان4 مليار متر مكعب ولم تضع في الاعتبار 32 مليار متر مكعب توفرها الفيضانات وتذهب هدرا للبحر المتوسط).. وأكدت المادتين 1,و 2 من إتفاقية 1959 موافقة السودان علي قيام السد العالي ، وموافقة مصر علي إنشاء خزان الروصيرص ومشروعات اخري يري السودان أنها ضرورية لضمان استغلال نصيبه من المياه ، وتقدرالمادتان 3و4 متوسط كمية المياه حسب مقياس محطةأسوان بما جملته 84 مليار متر مكعب في العام ،وبعد طرح الحقوق المكتسبة من مياه النيل في فترة الصيف 52 مليار متر مكعب و10 مليار مفقودة بفعل التبخر عند بحيرة السد فان السد يوفر 22مليار متر مكعب في العام يتم تقسيمها بحيث يكون نصيب السودان 14,5 مليارمتر مكعب ونصيب مصر 7,5 مليار متر مكعب مليار متر مكعب ،وبموجب المادة 6 تلتزم مصربأن تدفع للسودان 15مليون جنيه تعويضا كاملا عن الخسائرالتي تلحق بالممتلكات بسبب ارتفاع منسوب مياه السد العالي داخل السودان الي 182 متر فوق سطح البحر . والمادة 7 تنص علي مسئولية حكومة السودان عن ترحيل المتاثرين داخل السودان علي أن يتم هذا العمل بنهاية يونيو 1963.وحال التوقيع علي الاتفاقية أعلن المصريون أنهم ينوون الشروع في تنفيذ مشروع السد العالي الذي كانت تصميماته جاهزة ومقترحه ،وتمتد البحيرة الي مسافة 500 كيلو متر في اتجاه أعلي النهر وينتظر أن تخزن في الاقصي 157 مليار متر مكعب من المياه وعرضها يتراوح بين 25و10 كيلومترات وعمقها من ناحية أعالي النهر 97 متر كحد اقصي وبالتالي فهي أضخم البحيرات الصناعية في العالم بعد خزان بحيرة طاريبا في روديسيا الشمالية (زامبيا ).
فكرة السد
أول من فكر بالسد مهندس مصري من اصل اغريقي يدعي ادريان دانيوس ،عرف بخياله الخصب في مجال مشروعات الانتفاع من النيل منذ عام 1912 ،وكتب أول أبحاثه الداعية الي انشاء خزان عظيم في أسوان للاستفادة من مياه النيل طوال العام ومن عام1948 وحتي 1952 إعدت الحكومة الالمانية مشروع السد العالي في سبيل إمتصاص غضبة العالم العربي علي ألمانيا نتيجة منحها لاسرائيل 3000مليون مارك تعويضا عما لحق باليهود من اضطهاد ابان عهد هتلر، وطرحته في عطاء ،شمل تقديرات التصميم والتنفيذ والتمويل وفي نوفمبر 1954 أجازت لجنة إستشارية عالمية أحد الخيارات التي أعدها هوتشيف ودور تموند . ونسبة لان النيل عرضة للتذبذب بين سنوات الجفاف والفيضان فان التحكم في نظامه المتقلب يعتبر أمرا حيويا وهناك تباين في قوة اندفاعه تتراوح بين 13500 متر مكعب في الثانية عند اسوان اثناء ذروة الفيضان و500متر مكعب عند هبوط منسوب المياه، وخلال الستين سنة الماضية تراوح متوسط اندفاع التيار ما بين 9500 متر مكعب في الثانية في حدها ألاعلي و 450 متر مكعب فقط في أوقات الجفاف ،وهكذا تغمر الفيضانات أراضي مصر المنبسطة من وقت لاخر مسببة الغرق للمدن والمزروعات ،فاذا ما قام السد العالي فسيكون وسيلة لتجنيب هذا التذبذب عن طريق تخزين فائض المياه الذي يذهب هدرا إلي البحر المتوسط ،كما أنه يضمن ريا منتظما للزراعة ويمكن من ري 1و5 مليون فدان من الأراضي المستصلحة حين تتوفر المياه . كما ستولد التوربينات العملاقة المركبة عند الانفاق القائمة أسفل النهر 10 مليار كيلوواط من الكهرباء في العام ،وهذه الطاقة الكهربائية ستخفض تكلفة الكهرباء لحدها الادني وتوفرها للتنمية الصناعية والاغراض الاخري ,وسيتحقق منها أهداف إقتصادية وقومية بالغة القيمة يقصد بها رفع مستوي حياه الفلاح المصري واحداث تغيير جذري في قاعدة الاقتصاد القومي .
الاراء المعارضة
قدم الدكتور عبد العزيز أحمد عالم المياه المصري البارز ورقة قدمها لمعهد المهندسين المدنيين في بريطانيا حذر فيها من مغبة فكرة السد العالي علي مصر "لانها تعني تحولا كاملا عن سياسة الري النيلي المعروفة المتبعة تاريخيا ؛ فالسد العالي الذي يخلو بناؤه من بوابات التحكم سيحجز سنويا 134 مليون طن من الطمي المركب من أخصب المواد البركانية في العالم؛ وبما أن الأراضي الزراعية المصرية تتكون وتتجدد من رسوب هذه المادة التي لم يخترع لها بديل اصطناعي حتي الان ،فان الافتقار الكامل لها سيؤدي الي تدهور خصوبة التربة إنخفاض إنتاجيتها .كما أن مياه النيل الصافية والخالية من الطمي والتي ستتدفق الي أسفل النهر من أسوان ستؤدي الي تجريد أعماق النيل من الرواسب وتعرية شاطئيه والي تأكل كل القناطر المائية القائمة من أسوان وانتهاءا بالدلتا، يضاف الي ذلك أن نسبة التبخر والنز مع التغيرات التي يصعب التنبؤ بها في حركة المياه الجوفية تحت قاع بحيرة السد ستكون هائلة الي درجة أن مصر ستحصل علي كمية من المياه أقل مما كانت ستحصل عليه". و الكاتب حسن دفع الله يضيف للاثار الجانبية لهذه الاتفاقية الضحايا من النوبيين في مصر والسودان وعلي امتداد 150 كيلوداخل السودان ستزحف البحيرة وتغمر تلك المساحة مدينة حلفا و27 قرية ويبلغ عرض البحيرة في بعض المواقع 20 كيلو متر من الشاطئ الي الشاطئ .
إذاعة البيان الاول
تم أذاعة البيان المشترك في 10 نوفمبر 1959 من إذاعتي أم درمان والقاهرة وإنتشرت الاخبارإنتشارالنار في الهشيم وكان رد الفعل الفوري الإحساس بالمرارة وعدم الرضا ،بالرغم من أن الامر لم يكن مفاجأة للنوبيين فإتجاه مصر لاقامة السد العالي والاثار المترتبة عليه كانت معروفة منذ زمن طويل ويتابعونها في الصحافة المصرية ،وكانت قضية الاختلاف علي قسمة مياه النيل في المفاوضات السابقة جعلتهم يعلقون الامال علي إستحالة الوصول إلي أتفاق ولكن صدور البيان المشترك خيب أمالهم وكانت اللطمة أقسي ما يمكن أحتماله فأصيب الكثيرون بصدمة كذبوا فيها أذانهم وأنطلقوا في الشوارع علي أمل أن يجدوا من ينفي لهم النبأ العظيم؛ وانتظموا في مجموعات صغيرة يتبادلون وجهات النظر في إرتباك وأضطراب ولم يترك هول المحنة مجالا لاختلاف الرأي ولم تكن المجموعات تتفرق الا لتلتقي من جديد ؛ولقد شلت قواهم العقلية وظلوا لايام غارقين في وحل من الاوهام الكئيبة يلقي كبار السن الذين سئمواالحياة الابناء بأنين يحسدون به ابناء جيلهم الذين سبقوهم الي الدار الاخري؛ وكان الناس يسيرون منفردين يحدثونهم أنفسهم بصوت عال ينظرون يمينا ويساراويضربون كفا بكف ويقولون انهم لا يصدقون؛ وهنا نذكر قصة ذلك الرجل الدرويش الذي عاش بمدينة حلفا صاحب العمامة الخضراء والعصا الطويلة التي كان يسير بها الي صخرة عند سفح جبل قرب المدينة قائلا أن المياه ستصل الي هذا العلو قبل وقت قريب، فأعتبره الناس من الصالحين الذين تحققت نبوءتهم وألف الشعراء قصائد مؤثرة صيغت لحنا غنته كل القري؛ وأصيبت المنطقة كلها بقلق يوشك أن يرديها في هاوية الهستيريا فالمستقبل مظلم والمحنة التي كانوا يولون وجوههم شطرها كانت اشبه بيوم الحساب . منذ أقدم العصور كان النوبيون يتشبثون بشريط الأرض الضيق الخصيب الممتد علي شاطئ النهر ويعتمدون عليه في حياتهم السرمدية وكانوا معزولين عن بقية الجنس البشري بصحراء قاحلة ؛وراضين بما قسم الله لهم من أرض ورزق وروضوا أنفسهم علي تقلبات المناخ عسرة ويسرة،بنعمه وجدبه ؛وأكتسبوا تقاليد أخلاقية راقية؛وأحبوا رمال صحرائهم وصخورهم العارية،وعشقوا النيل الذي يهبهم الحياة ؛وافتخروا بأثار الحضارات القديمة المنشرة في أطراف قراهم وأعتادوا أن يتباهوا بأصلهم العريق وبأجدادهم الذين ساهموا في بناء أولي الحضارات التي عرفها الانسان ؛فالمعابد والكنائس التي شيدها أسلافهم دليل علي صلة قديمة بالرب والشلا لات التي تعترض مجري النهر في مواقع عديدة كانت هبة من الطبيعة ضد التدخل والتسلل الاجنبي الي بلادهم؛ ولذلك حصروا أنفسهم في رقعة الأرض والمجتمع المتاح مما نمي في دواخلهم احساسا بالذاتية واعتدادابالنفس .وفي غمرة هذا الجو المفعم بالقلق أعلن الرئيس عبود بانه سيزور المنطقة يوم 6 ديسمبر مما أدي الي شعور بالارتياح بين المواطنين فأخذوا يستعيدون عافيتهم من أثار الصدمة وبدأ العقل يحل محل العاطفة وشرعوا يفكرون بجدية في وطن بديل ،وملأت زيارة الرئيس نفوسهم بالأمل لانها أشارات الي أن الحكومة قد تولت مشكلتهم وانهم لم يعودوا فريسة لمستقبل ومصير مجهول وشاطرهم هذا الشعور كل مواطني السودان؛ وتم تكوين لجنة محلية لاستقبال الرئيس في مدينة حلفا ضمت القري الرئيسية ولها صلاحية تقديم مذكرة تقترح فيها وطنا بديلايتمتع بامكانيات تؤمن مستقبلا طيبا لاطفالهم وتطلب تعويضا عادلا عن ممتلكاتهم الثابتة ؛وفي غضون ايام قليلة زينت الشوارع ورفعت لافتات الترحيب في مفارق الطرق الرئيسية وواجهات المتاجر وأعدت الترتيبات لحشود جماهيرية في القري الكبيرة . وفي الساعة السابعة من صبيحة 6ديسمبر هبطت طائرة الرئيس عبود وكان في معيته نفر من ذوي الشأن من الوزراء منهم وزير الصحة النوبي محمد احمد علي وأستقبل الرئيس بحفاوة من حشد كبير تجمع بالمطار منذ ساعات الفجر،؛ وفي التاسعة صباحا في ميدان وادي حلفا تقدم الرئيس عبود بخطوات واثقة نحو الميكرفون ببزته العسكرية المميزة ويحمل عصا ابنوسية صغيرة ويضع علي عينيه نظارة شمسية وكان وجهه الوقور هادئا ولكن بدت عليه سحابة من الحزن؛ وعبر عن شكره للمواطنين علي حسن استقباله وفيما كان يحاول الولوج في موضوع التهجير طغت عليه عواطفه فقال في صوت متهدج " أثناء وجودي في الخرطوم كنت أسير الانطباع بان وضع الحدث كان شديد القسوة عليكم فأرخيتم لعواطفكم العنان، وفكرت في المجئ إلي هنا لاقف إلي جانبكم أثناء هذه اللحظات التاريخية العصيبة، ولكن حين وقفت علي أحوالكم،وجدتكم في روح معنوية عالية تقصر عنها مشاعرنا الذاتية"،وهنا يتهدج صوته للحظات وسالت دموعه إلي ما تحت نظارته السوداء الشمسية ثم استجمع رباطة جأشه وشرع في صوت صاف يشرح بنود الاتفاقية باستفاضة وبين مزايا تطبيقها علي القطرين وواصل قوله قائلا" أعلم بالمعضلات الكبرى وبالحرج الذي يكتنف وضعكم غير إني أؤكد لكم أن وجداني مشغول تماما بإيجاد حل لقضيتكم الملحة وأعلم إنني التزم بإيجاد حياة كريمة لكم وتعويضكم عن كل ممتلكاتكم المفقودة تعويضا عادلا، وليتأكد كل واحد منكم بأن حقوقه محفوظة ومصانة "..وفي الختام أعلن عن تشكيل لجنة حكومية وتكوين لجان محلية للبحث في الخطوات المستقبلية لاعادة التوطين وقال " أما بالنسبة لاختيار موطنكم الجديد، فإنني أعد بقبول المكان الذي تختارون أينما كان في أي بقعة من السودان وانه لن يجبر أحد بالرحيل إلي أي مكان دون رغبته". يتبع

18قراءات عن حلفا والهجرة Empty رد: قراءات عن حلفا والهجرة الإثنين يونيو 14, 2010 3:13 am

وقاص

وقاص
مدير عام

وفي اليوم التالي زار الرئيس قري دغيم وأشكيت ودبيرة حيث أستقبل بالترحاب ؛وفي اليوم الثالث أكمل تجواله بزيارة أرقين وسرة وفرص بالنيل علي ظهر الباخرة الثريا ؛وفي اليوم الرابع قفل راجعا الي الخرطوم ؛وقبيل مغادرته تسلم الرئيس عريضة من بعض ممثلي اللجان نيابة عن السكان تحوي المطالب الاثنا عشر التالية :_
1/أن يتم توطين السكان في أنسب المواقع من وجهة النظر الاقتصادية والاجتماعية والصحية .
2/ أن يتم توطين السكان بأسلوب يحفظ لهم ذاتيتهم ووحدتهم الاجتماعية
3/ان يتم ترحيل كل ممتلكاتهم المنقولة الي وطنهم الجديد.
4/ان يمنح المهجرون الحق الكامل في أحتكار التنمية الصناعية في موطنهم الجديد.
5/ان يتم تخطيط وتطوير المشروع في الموطن الجديد بأفضل مستوي متاح.
6 /المحافظة علي الوحدة الجغرافية والاجتماعية للقري كما هو قائم حاليا
7 /علي الحكومة طلب العون والنصح الفني من الخارج لتخطيط اعادة توطينهم.
8 /ضرورةأتاحة الفرصة لممثلي السكان لزيارة المواقع المقترحةلاعادة توطينهم.
9/ وجوب تعيين نوبيين أكفاء للمشاركة في تخطيط وتنفيذ اعادة توطينهم .
10 / الاهتمام بالتنمية المستقبلية لمنطقة المشروع الزراعي.
11/ أهمية التخطيط والتصميم الدقيق لمنطقة أعادة التوطين الجديدة .
12/أعفاء كافة سكان المنطقة التي ستغمرها المياه من الضرائب باعتبار انهم سيواجهون مصاعب مالية اثناء فترة ترحيلهم واعادة توطينهم .
وقد تعهد الرئيس بوضع هذه المطالب موضع الاعتبار عند عودته للخرطوم؛ مما جعل لزيارته أثرنفسي واضح؛ وتنفس السكان الصعداء ؛وأمتلات نفوسهم بالثقة؛ وأستطعت أن أري عودة الابتسامة الي وجوههم ؛وان ألمس نظرتهم الي المستقبل بتفاؤل؛ وباعتباري مسئولا عن إدارةالمركزوجدت نفسي علي رأس تجربة فريدة وممارسة ضخمة غير مسبوقة في السودان فكل مشاكلها الانسانية والمادية قد ألقيت علي عاتقي وبقيت فقط ثلاث سنوات ونصف لانجاز هذا العمل ،ولذلك كان لابد من الشروع فيه بسرعة فالوقت من ذهب ويستوجب الامر وضع خطة محكمة مجدولة زمنيا وبصورة تحدد الخطوات الاولية للتهجير وكان طبيعيا ان أصرف ذهني عن مؤانسة النوبيين وأنكفئ علي مشاكلي.
اتفاقية السد العالي وتمييع القضية والمحاولات اليائسة للمقاومة
في الفصل الثاني من كتاب الاستاذ فكري أبو القاسم" حلفا الجديدة الخطيئة والهجرة والقربان" الصفحات من 135 الي ص 148يتحدث عن اتفاقية السد العالي ويقول عندما برزت الحاجة الي زيادة الرقعة الزراعية في مشروع الجزيرة فيما عرف بأمتداد المناقل كان لابد من تعديل أتفاقية مياه سنة 1929و التي لم يكن السودان طرفا فيها والتي حددت نصيب السودان ب 4 مليار متر مكعب مقابل 48 مليارمترمكعب لمصر،وفي أكتوبر 1951 حيث كانت مصر مشغولة بمعركتها مع الانجليز لالغاء أتفاقيا تي 1899و 1936وتنصيب الملك فاروق ملكا علي مصر والسودان،أعطت موافقة مبدئية لقيام خزان الروصيرص ،وبعد ثورة يوليو 1952 وظهور فكرة السد العالي في ديسمبر 1952 ظهرت شروط جديدة حيث رفض المفاوض السوداني الربط بين نصيب مصرفي خزان الروصيرص و فكرة السد العالي والموافقة المبدئية التي تم الاتفاق عليها. وفي الخطاب التاريخي لمحمد أحمد محجوب زعيم المعارضة أمام البرلمان عام 1954، تحد ث عن المفاوضات وطلب مصر ثلثي ما سيخزن في خزان الوصيرص لمدة عشر سنوات، ثم عادت وأصرت علي ربط موافقتها لتشييد خزان الروصيرص بتشييد السد العالي،.وفي نهاية خطا به يقول" فلنكن عمليين ونواجه الامر الواقع بما يتطلبه من جمع الصفوف وتوحيد الكلمة لان هذه مشكلة قومية تتوقف عليها حياة السودان أوموته".
وفشلت مفاوضات سبتمبر1954ولم يعجب ذلك الزعيم الازهري الذي كان يكا بد ضغوطا مثل السودنة والتمرد في الجنوب وتسليح الجيش واعلان الاستقلال، وربما اضطر لقبول إستقالة وزير الري ميرغني حمزة الذي أعلن صراحة خضوع الازهري للضغوط المصرية .
وقبل جولة المفاوضات الثانية في ابريل 1955 قام وزير الري السوداني أنذاك خضر حمد بنشا ط محموم في الاتصال بالمصريين لاستعجا ل قيام خزان الروصيرص، وتم قبول قيام السد العالي و صرخته الشهيرة التي اطلقها بعد عود ته من مصر بعد التوقيع علي الاتفاقية "لانريد ان ننتحر ولانريد ان نقضي علي السودان" . وبما ان المفاوضات كانت محكومة بتطورات قضية السد العالي في مصر من تخطيط وتمويل والتي انتهت في ديسمبر 1958 عندما وافق الاتحاد السوفيتي علي تمويل المرحلة الاولي بعد أن سحب البنك الدولي عرض التمويل في يوليو 1956 وقبل موعد التنفيذ والتوقيع علي الاتفاقية كان انقلاب ابراهيم عبود في نوفمبر 1958 وتم في عام1959 التوقيع علي اتفاقية مياه النيل.
ومن المفارقات العجيبة في هذه المرحلة ان الحكومة السودانية التي عجزت عن حماية وادي حلفا من الغرق أثرت أن تأ خذ نصيبها من بقايا الضحايا،وو فقا للاقتراح المصري في المفاوضات الاولي ببناء مدينة حديثة حول البحيرة رفضها السودانيون بحجة المحافظة علي السيادة ،وقدرت التعويضات ب15 مليون جنيه؛ بينما التقرير النهائي للجنة التوطين يوضح ان التكلفة بلغت 37 مليون جنيه، وكان الغرض الاساسي من الاصرار علي التعويض المالي الاستفادة منه في تنفيذ دراسات معدة من قبل لاقامة خزان خشم القربة.
ويخلص الكاتب فكري ابو القاسم ص141 الي أن السا حة السياسية وقت التوقيع علي الاتفاقية لم تكن بحجم وطنية محمد احمد محجوب أو ميرغني حمزة؛ ولهذا لاغرابة في أمر المفاوض الذي جاء عام 1954 ليقبل ما رفضه عام 1951 عن نصيب مصر في خزان الروصيرص، ولاغرابة بعد ذلك في قبول فكرة السد العالي في ابريل 1955 وتتواصل بعد ذلك خطوات التراجع حتي يفقد السودان حق التعويض العاد ل عندما قبل التعويضات المنصوص عليها في اتفاقية 1959 ،وللانصاف والتاريخ فان الحكومة السودانية التي كانت في حاجة لتوسيع مشاريعها لم تجد سندا كافيا ولاحماسا من زعماء النوبة، وعندما كان المفاوض السودان يقاوم في المفاوضات الاولي التي انتهت كلها بالفشل كان المفاوض أحيانا مقيدا بمواقف الاستا ذ محمد نور الدين نائب دائرة حلفا في البرلمان، وقبل ان نأتي لشهادة زعيم المعارضة علي ذلك علينا ان نقرر ان تقليل الخسائر كان ممكنا اذا تصدي النوبيون الي فكرة السد العالي عندما ابلغوا به مبكرا عام 1953 .
وجه الرئيس عبود اللواء طلعت فريد رئيس الوفد السوداني للمفاوضات بالوصول إلي أتفاق بشأن كافة القضايا المشتركة وذلك لحركة 17 نوفمبر ، ومن أجل هذا الهد ف الصغير تم تجاوز عشرات التفاصيل الفنية الضرورية . كيف تجسدت المأساة في الواقع ؟ عملية التفريط أنطلقت من هنا كان من أثارها ضياع وأنقراض شريحة كبيرة من الشعب السوداني وضياع ملالين الجنيهات في التقديرات المتواضعة وضياع أثار تاريخية كان يرجي منها الكثير في أثراء الحياة الثقافية السودانية ،.والمفاوض السوداني كان ضعيفا لايعلم شيئا عن حجم الخسائر ولايملك لهاأحصائيات سوي ما وقف عندها السا بقون في الجولات السابقة ،والذي يعلمه أن هناك جفوة مفتعلة مع مصر في الجولات السابقة يجب أزالتها أمام المفاوض المصري الذي كان قويا لا مباليا رتب المسرح .

19قراءات عن حلفا والهجرة Empty رد: قراءات عن حلفا والهجرة الإثنين يونيو 14, 2010 3:14 am

وقاص

وقاص
مدير عام

زيارة عبد الناصر للسودان
ويقول الاستاذ فكري عن زيارة الرئيس عبد النا صر للسودان عقب الاعلان عن خشم القربة كخيار لترحيل النوبين "مؤلف كتاب قصة اختفاء اجمل مدينة سودانية وصف هذه الزياره بقوله انتهت الرحلة بنتائج ايجابية وخابت تقارير وكالات الانباء التي تنبأ ت بمظاهرات عدوانية وخاصة من اهالي حلفا؛ الذين حرصوا علي الاشتراك بوفد منهم في جميع الاستقبالات الشعبية بملابسهم المميزة تأكيدا للترحيب والتقدير لرئيس مصر،وقد فرقوا تماما بين ضرورة قيام السد لصالح مصر وخلافهم مع الحكومة السودانية باختيارها خشم القربة"ويتحدث الاستاذ فكري ابو القاسم ص7 من كتابه عن زياة عبود لحلفا فيقول تحت عنوان عندما زارنا عبود "وقفت هناك أحملق في ضباط عبود وهم يتفحصون الاهالي بنشوة مطمئنة كمن يعد قرابينه قبل الصلاة ، النساء يزغردن ويلوحن في الفراغ بالطرح السوداء كأنهن يستحضرن فرحا غائبا ومنهن من استغرقت في هستيريا الرقص كأنها مأخوذة بنشوة زار، وما من فرحة سوي صدمة الزيارة علي اهالي قرية منسية" ،.بعد كل الدمعات التي قيل ان عبود قد ذرفهاعندما تأ ثر باستقبال الضحايا له ومهما كانت انسا نية تلك المواقف لكنها لا تعني شيئا سوي بكاء النخا س علي رقيقه بعد أن باعهم ؛وقيل أنه حمل منظاره علي سطح البا خرة التي كانت تسير محازية لجبل الصحابة ومد بصره للغرب وانبهر بنخيل أرقين ونقل عنه قولته المشهورة " لم أكن أعلم أن حلفا بمثل هذاالحجم وهذا الجمال وهذه الروعة؛ ولكن هذه ارادة المولي ولايد لنا فيه "وربما كان قد تبين له بيعة الغشيم وأزمة الحكم في السودان لا ادري ماذا قال لهم ؟ربما قرأ لهم ما كتبوه لكل الرؤساء من بعده عبارة "ياأهل الحضارة "وهم نشوي بالمديح مطأطين رؤوسهم، ولابد ان رفاقه كانوا يمدون ألسنتهم ،.فاهل الجضارة قد تم بيعهم مرتين ،مرة علي يد طلعت فريد في إ تفاقية مياه النيل، ومرة اخري باعهم مقبول الامين ليعمر بهم مستنقعات البطانة فقط لان هناك فرصة لاحت له لبناء خزان علي نهر عطبرة ،وكان من الممكن ان يتم بناء الخزان ويقام مشروع علي نمط مشروع الرهد لتوطين العرب الرحل لمن يختار الاستقرار هناك من القبائل الاخري ويتم بعد ذلك تهجير اهالي حلفا للمناطق التي اختاروها .
2/ وكلاء النوبة وتمييع القضية
يتساءل الكاتب لماذا كانت جراة محمد نور الدين في التغني بمصر رغم الهلاك الذي كان ينتظر اهله كما وصفه زعيم المعارضه في خطابه ؟ويستبعد الكاتب أن يكون هذا الموقف مدفوع القيمة فقد كان نور الدين يلقب بالمجاهد وقد سجن مرات عديدة ايام الحكم البريطاني ، ويقول الاستاذ محمد سعيد محمد الحسن في كتابه الصاغ صلاح سالم "بانه صرف علي العمل العام مكافاة كبيرة تحصل عليها"ويقول الكاتب بان ذلك ربما راجع للاستجابة لاشواق قومه تجاه مصر التي هي في التكوين النوبي بحكم التاريخ والجغرافيا بمثابة الخصم والحكم وأن المرحوم نور الذين من المتمسكين بقوة بوحدة وادي النيل وكراهيته للانجليز، ونقل عن صلاح سالم في مذكراته" بانه رافق موكب عبود عند زيارته لوادي حلفاعقب اتوقيع علي اتفاقية السد العالي رغم انه من رموز النظام الديمقراطي."
بتمييع المواقف النوبية في قضية السد العالي منذ الوهلة الاولي وتم إسكات الاصوات المؤثرة أو تحييد المراكز المؤثرة ، ففي يناير 1953 قام محمد نور الدين بتجميع الشخصيات النوبية المؤثرة وكون منهم هيئة وكلاء النوبة مهمتها الوكالة عن سكان النوبة والتحدث باسمهم واستطاع توجيه أثار الصدمة إلي مناقشة درء أثار قيام السد العالي بدلا من رفض الفكرة من أصلها، وقد كان ممكنا ومفيدا حتي علي عملية التعويض لو رفضت الفكرة في تلك الفترة المبكرة ، كما أن ذلك كان له اثره علي المستوي الحكومي باضعا ف الاصوات المعارضة كميرغني حمزة والمحجوب وخضر حمد ( وزراء ري ومعارضة ) حيث أضفت للقضية بعد أخلاقيا بأعتبار اذا أمسي صاحب الحق راضيا فما شأن القاضي بالقضية ،والية تبريد الانفعال النوبي جاءت عن طريق إعادة النظر في التعويضات القديمة التي تم دفعها عند التعليات المتتالية للخزان وأبرزها تعويضات 1946، والاخري بتشتيت أثار الصدمة وسط تفاصيل فنية باسم الدراسة العلمية والمفصلة لكل الجوانب المتعاقة بالسد بلجنة فنية تم تكوينها من ابناء المنطقة من مهندسين واطباء وتربويين وقانونين واقتصاديون ،وعلي المستوي الحكومي تبنت حكومة الازهري قبول فكرة السد رغم انشقاق محمد نور الدين في اغسطس 1955 ، ووصل الامر إلي القضاء علي الاصوات المعارضة في قري وأحياءمدينة حلفا فكون نور الدين وفدا لمقابلة الرئيس المصري أثناء زيارته لقرية أدندان أخر قرية مصرية علي الحدود في نوفمبر 1953 ، كل هذه الاحداث تدفعنا للتساؤل عن مدي صحة نبوءة هدلستون الحاكم العام الانجليزي التي بقول بان السودان ليس أهلا للحكم الذاتي أو الاستقلال قبل عام 1965 .
سر القوة المصرية في السودان في بقا يا ذيول أشواق تاريخية ما زالت عالقة في الوجدان تفرض نفسها كلما اصبحت المصالح المصرية موضوع بحث نتيجة للاحداث والصراعات التي تفرض نفسها من وقت لاخر لهذا نجد ميزان القوي يميل للجانب المصري حتي في حالات ضعفها لانه تملك تحريك العواطف في السودان طبقا لمصالحها.
محاولات يائسة للمقاومة
للحلفاويين الذين دفعوا ثمن الوهم الثقافي للاشقاء واطماع المهدي في عرش السودان دور كبير في تعميق وتوسيع الضعف السوداني تجاه مصر فالجالية التوبيةوهي التي قدمت ازهري ونور الدين للبلاط الملكيبمصر ولعب ابراهيم احمد دور كبير في تكوين حزب الامة فضلا عن رئاسة عبد الله خليل لحكومة السيدين والنوبة هم وكلاء المصالح المصرية في السودان.
وكان وكلاء النوبة في الجانب السوداني أهم مساعي مصر في تهيئة الاجواء لقبول فكرة السد العالي فقد أبلغتهم الحكومة المصرية قبل الشعب المصري عن طريق نور الدين، ويبدو ان الاختيار قد وقع عليهم باعتبارهم واجهات اجتماعية نوبية افرزتها الوظائف الادارية والاقتصادية ،واعلان وكلاء النوبة بقبولهم قيام السد العالي كامر واقع صدر بعد اسابيع فقط من اعلان قيامه في جريدة الاهرام المصرية في ديسمبر 1952، ولخطورة تلك الشخصيات وتاثيرها في المجتمع النوبي دفن الانفعال في مهده وكانت المحاولة اليتيمة قادها الاستاذ عبده دهب وسميت بلجنة التجمع النوبي التي ذكرت ان من اسباب قيامها ودعوتها أن لجنة وكلاء النوبة برئاسة محمد نور الدين لم تتحرك ازاء الخطر الداهم ولم يعد يعرف عن نشاطها شئ ،وبالرغم من ذلك فانها اقرت بعدم اللجوء الي تكوين جمعيات او لجان خارج لجنة وكلاء النوبة معللة ذلك بحرصها علي وحدة النوبيين ،وهذا التجمع كان في اواخر 1954 اي بعد مرور عامين من الاعلان عن قيام السد العالي والذي اصبح واقعا واخذ بعدا قوميا لا يملك النوبة مهما كانت تجمعاتها التاثير في اتخاذ القرار خاصة ان هموم الاستقلال قد طغت علي الامر برمته ،وربما كان يرفع رأسه أحيانا مع انفعالات ميرغني حمزة في الجولات الفاشلة لاتفاقيات مياه النيل ،ويعود الازهري ليناور به قضايا الاستقلال والسودنة والمعونة ،وعندما انقشعت هذه السحب جاء عبود وكان مضطرا للتقرب للحكومة المصرية بقضية السد العالي، ولم يتورع عن تقديم اهالي حلفا قرابين لبقاء الكاكي في السياسة السودانية .
لقد كانت قرارات ومطالب لجنة التجمع النوبي تقوم علي معارضة السد العالي ،ولم تقدم النموذج المنفعل او الزعيم الذي يستطيع صياغة الواقع الثوري . وكان هذا الواقع جاهزا بين الجماهير وربما الامر هنا تعبير عن قضية موروثة في الثقافة النوبية وهي الافراط في التعاطي اللغوي لدفع الانسان للتحليق حتي يغترب من متطلبات الواقع ،فلو اضطر الي العودة او ألاعتراف لابد له من اجتياز حواجز كثيفة من الخوف، لهذا ربما كانت علاقة وثيقة بين الزمن والخوف في اللغة النوبية وكان من بين قرارات التجمع النوبي محاسبة لجنة وكلاء النوبة وهؤلاء يبدوا انهم قد استنفذوا اغراضهم ولم يحضروا حتي اجتماعات التجمع ،أما القرار الثالث يطالب بعقد مؤتمر وطني يدعي له أعضاء البرلمان والهيئات ولاندري ماذا يمكن ان يفعله نواب السيادة الناقصة ؟فقد كانوافريقين أهل الاتحاد مع مصروموقفهم كان حرجا لاشتداد تيار الاستقلال وكانوا في امس الحوجة الي تقديم قرابين الرضا لمصر لتقبل بالواقع الجديد، ولم تكن هناك في تلك الفترة قضية تفتح شهية مصرأكثر من تمرير مصالحها في قضية السد .ولهذا استقال ميرغني حمزة وزير الري احتجاجا أما الفريق الثاني وهو المعارضة فلم يكن مهموما بالقضية سوي مرافعات محمد احمد محجوب في البرلمان .
وأخر اجتماعات التجمع لم تكن أكثر من تسجيل موقف يصلح للتاريخ، فقد قرروا أرسال برقيتين للحكومة المصرية والسودانية وهكذا كان مصير أكثر المحاولات الجادة .
أما المحاولات الاخري كانت تصريحات ابراهيم أحمد وهو وزيرفي حكومة السيدين، ومواجهات داؤد عبد اللطيف مع حكومة عبود ،او مظاهرات 1961 وما تلتها من احتجاجات، ونصائح جما ل محمد احمد للحكام العسكريين في عهد عبود .
اما المواقف المؤيدة تتمثل في برقية عبد الله خليل وهو أحد وكلاء النوبة والذي سبف ان قال لوفد اللجنة الشعبية لمشروع السد العالي" طول ما انا قاعد في الكرسي ده ما في حاجة اسمها السد العالي" فارسل برقية لعبود يقول فيها "أهنئكم قلبيا بنجاح المفاوضات الذي كان الفضل فيه لحسن نيتكم وحكمتكم مما سيعودعلي البلدين بالخير والرفاهية"و هذه البرقية تبين لنا بوضح واحدة من مفارقات وكلاء النوبة و قد نقلوا عنه بأنه طمأنهم بان هذه المشاريع الكبيرة لا تقوم دون موافقة الحكومات الاخري وعليه لابد من موافقة الحكومة السودانية ،وايضا لابد من اشراك الجهات الفنية لدراسته ومعرفة تحديد اثاره لانه سيؤدي الي اغراق مدينة وادي حلفا وقراها وترحيل اهلها .
لقد قبل السيد داود عبد اللطيف رئاسة اللجنة بعد أن كان مترددافي البداية واستمر لفترة قصيرة لم تتعدي العام واقيل لاختلافه مع الحكومة، ويقول مصطفي محمد طاهر في كتابه عن داود color=000000]"كاد ان يستقيل من منصبه منذ أول وهلة لولا تدخل البعض واثنائه عن ذلك خاصة انه كان يري منطقة خشم القربة غير صالحة لاهالي حلفا بحكم انها كانت تقع في دائرة اختصاصه عندما كان مديرا لمديرية كسلا"
وبعد اعلان الحكومة لخشم القربة وصلت العلاقة بينه وبين الحكومة الي مفترق الطريق فالحكومة التي قبلت شروطه عند تعيينة لم تعد في حاجة اليه ولم تعد تتحمل معاركه لهذا تم احالته الي التقاعد الاجباري في ديسمبر 1960. ويجيب مصطفي محمد طاهر علي التساؤل لماذا انتظر داود كل المدة السابقة ولم يقدم استقالته فاوضح بان داود كان يري أن الحكومة تسير في طريق مسدود وستجد نفسها في مأزق في نهاية الطريق، وعندها سوف يكون لنا حديث ومن الافضل أن نترك الحكومة تفعل ماتشاء في الوقت الحاضر لانها في عنفوان شبابها وقوتها ،وعلينا ان ننتظر حتي تشيخ وتضعف وذكر مثلا نوبيا في معناه" أنك لاتستطيع ان تحلب البقرة وهي تقف علي اليابسة وعليك ان تنتظر حتي تغوص بارجلها الاربعة في الوحل ".
ويري الاستاذ فكري ان القضية في صورتها العامة صحيحة وحكيمة ولكن الافتراضات لم تخلو من بعض التقديرات الغيرموفقة .
يتبع
[/color]

20قراءات عن حلفا والهجرة Empty رد: قراءات عن حلفا والهجرة الإثنين يونيو 14, 2010 3:15 am

وقاص

وقاص
مدير عام

الاحصاء ومشاكل التعويضات
في الفصل التاسع الصفحات من 141 الي 174 يتناول الاستاذ حسن دفع الله موضوع الاحصاء ومشاكل التعويضات ويقول كانت القضية كيف نعرف بالضبط عدد السكان المتأثرين بالسد العالي الحاضرين والغائبين ؟ولم يكن لاحصاء 1956 فائدة تذكر لاعتماده علي العينة فلم يكن تعدادافعليا .فالمطلوب الاعداد الفعلية للاغراض المنقولة مثل أعداد كل من / المواشي / الدواب /كمية الامتعة /والممتلكات المنزلية /المخزونات التجارية بالاسواق وحوانيت القري / الماكينات الصناعية مثل الطواحين وأدوات الانتاج ومضخات المياه الخ من الاغراض ،المنقولة لترحيلها للوطن الجديد. أيضاإحصاء المقتنيات الثابتة المتعلقة بالارض والمعرضة للغرق مثل إحصاء أشجار النخيل والفاكهة ،وتصنيف أنواعها وملاك الاراضي الحقيقين لان السجلات مسجلة بأسماء الملاك الذين توفوا منذ سنوات طويلةمما يتطلب معرفة نصيب كل من الورثة .بالاضافة الي ذلك أن السجلات بالحصص وليست بالمساحات، مما يتطلب إجراءات من المحاكم الشرعية لتقسيم الانصبة علي الورثة وفقا لاحكام الشريعة الاسلامية للاراضي والنخيل، ومن سلطات المساحة لتحديد مساحة كل ساقية وسلوكة،،وكذلك احصاء المساكن / الحوانيت / المصانع/وغيرها من الاغراض التجارية والصناعية ،.وكذلك حصر الممتلكات المنقولة الخاصة بالمصالح الحكومية كالكهرباء والمياه والسكة حديد والنقل النهري وأعمدة التليفونات الخ. وفي 26 يناير1960 صدر قرار وزاري بتوجيه مصلحة الاحصاء بالاحصاء الفوري والمسح الاجتماعي والاقتصادي للمنطقة المتأثرة بمياه السد العالي؛وخلاصة المعلومات المطلوبة الحقيقية التي يبني عليها خطة مشروع إعادة التوطين المستقبلية والخطوات التي تقود إلي هجرة أمنة. وقد تم أستقبال اتيام الاحصاء والتعداد بالترحاب من الاهالي الذين تعاونوا معهم وكان استقبالهم مشوبا بالكرم ،وكانت هنالك بعض الاشكالات والمجادلة في حالات مثل ما يعتبره العدادون مطبخا ويدعون انه غرفةمنزلية ،أوان مراح البهائم ينبغي ان يكون غرفة،وفي أشكيت كان الاصرار علي اعتبارأاساس المنازل مباني قائمة وأوضحت لهم الامر وإقتنعوا تماما وأقلعوا عن إاثارة مثل هذا الجدل أثناء سير التعداد ،ولعلهم أجلوا المجادلة إلي مرحلة لجان التقييم فيما بعد .وإستمرالتعداد لايام من منطقة لاخري وجمعت إستمارات الاستبيان لتصنيفها بمكتب الاحصاء بوادي حلفا ئم إرسالها الي الخرطوم للتحليل الاحصائي ،وبعدإحصاء السكان والمساكن بدء إحصاء الاثاثات ومعدات المنازل. . وتم طبع التقرير النهائي لجداول المسح والاحصاء في مايو 1961 بتوقيع مدير الاحصاء وكان التقرير وثيقة بالغة القيمة فالمعلومات التي تحويها جداول ازالت كل غمام المجهول وأصبحنا لاول مرة علي معرفة تامة بتفاصيل الوضع. وبالرجوع للا حصائيات التي أوردها الكاتب في الجداول الملحقة بالكتاب نستخلص الحقائق التالية_ 1/ عدد سكان المنطقة المتأثرين بمياه السد العالي يبلغ38478 نسمة منهم 11056 في مدينة حلفا و بالقري الريفية 27422 مقارنةبعدد 36029 في تعداد 1956 بزيادة قدرها 2449 نسمة وهي زيادة طفيفة وعزا التقرير ذلك الي عامل الهجرة ،وبلغ عدد الغائبين خارج المنطقة داخل وخارج السودان.14796وهذه النسبة تشكل حوالي 34% من جملةالسكان ،ويلاحظ انخفاض نسبة الغائبين بالمدينة حيث كان عددهم 365 يشكلون حوالي 3% من جملة سكان المدينة بينما يرتفع العد في الريف الي 14431بنسبة مئوية 35% من جملة سكان الريفي . 2/يوضح توزيع الجنس والعمر في كل القري بلا استثناء زيادة عدد الاناث عن عدد الذكور في الريف أذ يبلغ عد الذكور 11860 بينما الاناث 15562 بنسبة 43% للذكور و57% للاناث.بينما في المدينة يبلغ عدد الذكور 5590 بنسبة 51% والاناث 5469 بنسبة 49%. 3أ اكبرعدد في سكان المدينة بحي ديم تبس 2880 نسمة يليه لبصالوة2152 ثم دبروسة 2003 ثم المدينة 1545وفي اركويت1532وفي المؤخرة الجبل 947نسمة. 4/ اما في الريف فتحتل دغيم المرتبة الاولي بعدد 6706نسمة تليها دبيرة 3775 نسمة تليهاجمي 2580 ثم صرص2518 ثم ارقين 2256 ثم اشكيت 1860 فالدويشات1646فعكاشة 1520 فكوشة ( فقط قريتي سركمتو ودال المتأثرتان)991 فسرة شرق4 78 ثم سرة غرب 754 ثم فرص غرب 655 وفي المؤخرة فرص شرق 549 نسمة. 5/ ومن حيث التصنيف العمري فان نصف الذكور من السكان في الفئة العمرية من 15 الي 20 سنة غائبون وهم طلاب المدارس ومعظم سكان القري يغلب عليها النساء والاطفال . 6/جدول الحالة الاجتماعية يوضح ان 4165 زوجة تعيش في كنف أزواجهن بالمنطقة و1946 زوجة يعيش أزواحهن خارج المنطقة وعدد المطلقات 383 بينما عدد الرجال المطلقون 85 ويرجع الفرق الي ان الرجال يتزوجون مرة اخري بينما تضيق الفرصة للنساء في زيجة ثانية .وعددالرجال الذين ماتت زوجاتهم 109 وهم من كبار السن فوق الستين . 7/ يبدأ سن الزواج لدي الاناث من 11 الي 15 عام اذ بلغ عددهن 1295 مقابل 470 للذكور في نفس الفئة العمريةاما للذكور من 16 الي 20 اذ بلغ عددهم 669 مقابل 494 للاناث ويبلغ ذروتها في الفئة العمرية 21/30 اذ بلغ العدد 2995 عدد الذكور 713 بنسبة 24% والاناث 1495 بنسبة 76 % وفي الفئات الاعلي يتناقص عدد النساء حتي الفئة العمرية فوق الستين اذ يبلغ عدد الرجال 661بنسبة مئوية 80% مقابل 123 من الاناث بنسبة مئوية 20 %،ويبلغ عدد المتزوجون 10010الذكور المتزوجون منهم 3899بنسبة 39% والاناث 6111بنسبة 61% وتشير الارقام الي ان عدد الارامل 2215 منهن 2106 من النساء بنسبة 99% مقابل 109 من الرجال بنسبة 1%. 8/ يبلغ عدد الغائبين في المناطق الريفية رجلاوهذ14431 العدد يفوق عدد الرجال الكلي في قري سرة شرق وغرب وفرص غرب وارقين واشكيت اما في قري جمي ودغيم وفرص شرقوعكاشة وكوشة فنسبة الغائبين 50 %واما الدويشات فاقل القري في عدد الغائبين . 9/ومن الجدول الخاص بمحو الامية فان المنطقة تتمتع بمستوي عال من الذين يقرأون ويكتبون بما لا يضارعها أي جزء من السودان إذ تبلغ نسبة 75% من الذكور والاناث في الفئة العمرية من 6 الي 15 في كل المنطقة الريفية والحضرية ونسبة النساء 39%بالمناطق الريفية مقارنة بنسبة 45% بالمدينة مقارنة بنسبة 28% من الذكور و8% من الاناث علي المستوي القومي .وفي الفئة العمرية فوق 16 سنة فان النسبة 53% للذكور و13% للاناث في المدينة بينما في الريف 55% للذكور و21% للاناث مقارنة مع 22% للذكور و3%للاناث علي المستوي القومي لكل السودان مما يوضح المستوي التعليمي الجيد في منطقةالنوبة . 10/ويشير جدول الحرف الي انه من بين0 470 شخص يعمل بالزراعة منهن 1512 امراة مما يوضح النسبة العالية للمراة العانلة مقارنة بباقي القطر مما يدل علي المكانة السامية التي تتربع عليها المراة في المجتمع النوبي . 11/اما تصنيف الدخل يوضح الاتي 2685 اسرة تعتمد علي دخلها من الخارج مقابل 3590 اسرة تعتمد علي مصادرها المحلية 12/عدد المنازل 7676 منزل علي النحو التالي:_ 821 من الحجر 97 من الطوب الاخضر 6192 من الجالوص 567 كوخ من القش وتصنيف المنازل علي النحو التالي : 1740 منزل كبير 3811 منزل متوسط 1125 منزل صغير ومتوسط عدد الغرف في المنزل بالمدينة 8و5 غرفةوفي الريف 4,7غرفة وعدد سكان الغرفة الواحدة في المدينة 9وشخص بينما في الريف 1و1 شخص وكان الغرض من تعداد الادوات المنزلية والاثاثات معرفة عدد العربات والقاطرات الكافية من السكة حديدلنقل الامتعة الي موطنهم الجديد وبناءا عليها تم تقدير الاحتياجات من عربات الكة حديد علي النحو التالي 1206 للمنطقة الريفية و601 عربة للمدينة. 13/وكان تعداد الثروة الحيوانية 19315راس ضان و34146 غنمو2831 ماشية و86 حصان و415 حمار و608جمال و35000دجاجةو28000حمامةو1564من البط والااوزوقد أوصي مفتش البيطري بالتخلص من المواشي بالبيع لمصر لان السلالات الموجودة في البطانة اجود. 14/وكان تعداد النخيل علي النحو التالي 372749 شجرة مثمرة(بما فيها الشتول التي بلغت 5اعوام وطولها عادة متر ) 256104 شجرة غير مثمرة(الذكور او التي تقدم بها العمر) 28807 شتلة لم يكتمل نموها (يتراوح عمرها بين 3 الي4سنوات وعلي وشك الاثمار والانتاج 198258شتلة لم تفصل من امها( بعد استبعاد الشتول الملتصقة باسفل ساق شجرة النخيل) 7422شجرة موالح 3540 شجرة فواكه اخري والمتوسط ان كل شخص يمتلك 10 شجرات مثمرة قيمة انتاجها 5و7 جنيه في العام . وبعد جهود مضنية فرغ المساحون من مسح جميع الاراضي واكمال السجل ماعدا الاراضي الزراعية لعموديتي بطن الحجر التي لم يسبق مسحها وتسجيلها وتم تعيين فرح شوربجي مدير الاراضي السابق معتمدالتسويات الاراضي لهاتين العموديتين فوصل المنطقة في ديسمبر 1961 وبحلول مارس 1962 اكتمل السجل . ونسبة لان الاراضي مسجلة باسماء الاجيال السابقة وأموات تطلب الامر حصر وتحديد انصبة الورثة بواسطة المحاكم الشرعية فتم عمل اعلان في الجريدة الرسمية الغازيتة وفي الصحف العالمية الشهيرة يدعو كل الاشخاص الغائبين الذن يحتمل ان تكون لهم اي حقوق تعويض عن اراضي اونخيل او منازل لارسال دعواهم لمعتمد وادي حلفا وحال ظهور الاعلان استقبل مكتبي سيلا من رسائل النوبيين المهاجرين أغلبها من مصر ولبنان والولايات المتحدة ولندن وليفربول وسيدني باستراليا وبومبي بالهند ،وعندمراجعة محتويات الرسائل مع ذوي مرسليها أبدوا دهشتهم لان بعضهم غاب عن أهله لعقود من السنين وكانوا في عداد الموتي منذ ذلك الحين . وتم تعيين محكمتين شرعيتين ووضع برنامج زمني لها بالقري وكانت إجراءات التقاضي معقدة حيث كانت السجلات موغلة في القدم وفي سبيل النظر في تركة ما بين الورثة كانت المحكمة ملزمة بالنظر في سلسلة من القضايا المترابطة ومثال لذلك في احدي قضايا الورثة كانت قاعدة الهرم من الاتساع بحيث تطلب من المحكمة اصدار سبعة وعشرين حكما رجعيا وقد اخبرني الشيخ حسن الطيب قاضي احدي المحكمتين بانه في صرص جاء الي المحكمة 20 شخص لتقسيم انصبتهم في نخلة واحدة. يتبع

21قراءات عن حلفا والهجرة Empty رد: قراءات عن حلفا والهجرة الإثنين يونيو 14, 2010 3:16 am

وقاص

وقاص
مدير عام

إختيار موقع اعادة التوطين
في 9يناير 1960كون مجلس الوزراء لجنة لاعادة توطين أهالي حلفا تتكون من خمسة وزراء يمثلون الداخلية والمالية والاقتصاد والزراعة والري والاشغال، وبرئاسة داود عبد اللطيف محافظ كسلا ونسبة لانه إداريا ونوبيا وأحد كبار موظفي الخدمة المدنية فقد كان إختياره موفقا.وكانت اللجنة بمثابة جهاز إستشاري لوزير الداخلية وتختص بالسلطات التالية :_
1/ تحديد أسلوب تنمية منطقة إعادة التوطين وتوزيعها إلي قطع سكنية وتحديد مستوي بنائها.
2/ تقدير نسب التعويض عن الأراضي في المنطقة المتأ ثرة بمياه السد العالي وتحديد الاسس التي تقوم عليها .
3/ التنسيق بين المصالح الحكومية المرتبطة بتنمية منطقة إعادة التوطينوترحيل الاشخاص الراغبين اليها .
وتدارست اللجنة المقترحات المتا حة لوطن بديل لاولئك الاهالي فاختارت ستة مواقع للتعرف علي مدي ملاءمتها لاعادة التوطين وهي :_
1/وادي الخوي بمنطقة دنقلا
2/ شمال مشروع الجزيرة .
3منطقة الكدرو شمال الخرطوم .
4/ إمتداد المناقل غرب مشروع الجزيرة .
5/ ود الحداد بالقرب من سنار .
6/ خشم القربة في مديرية كسلا .
ووجهت اللجنة كل المصالح المعنية بجمع المعلومات الضرورية عن كل منطقة بذاتها لتتمكن من تحديد ملاءمتها لاعادة التوطين .
وفي 21 مارس 1961 قام السيد داود عبد اللطيف رئيس لجنة بزيارته الاولي لوادي حلفا وتم اطلاعه علي تعداد النخيل وسجلات الاراضي بصورتها النهائية وبعد جولة خا طفة علي كل القري خاطب حشد جماهيري في مدينة حلفا أدلي فيه بمعلومات عن برنامج تخزين السد العالي وانه بحلول عام 1963 ستصل الموجة الاولي من الفيضانات إلي ارتفاع الكنتور 135 مما يعني ان مدينة حلفا تكون قد غمرتها المياه وسترتفع مياه البحيرة حتي تصل لارتفاع خط كنتور 185 وحينئذ ستكون المدينة علي عمق 50 متر تحت سطح الماء، واضاف انه من غير المتوقع أن ينحسر ماء البحيرة الافي سنوات النقص الحا د في مياه النيل وفي هذه الحالة فان الانحسار سيكون لفترة قصيرة لاتسمح للزراعة، وسيصاحب هذا الوضع إفتقار للاراضي الزراعية حول أطراف البحيرة يستحيل معه العيش والاقامة وأعلن عن مواقع الخيارات الستة لاعادة التوطين وأعطي نبذة عن كل منها شملت الاحوال المناخية والتربة والري ووسائل المواصلات وأوضح بأن مسالة التعويضات ستكون موضع الدراسة وفي خطابه عزا المكاسب التي تحققت للانسان إلي الهجرات السابقة في تاريخ الامم وضرب بالامريكتين مثلا له مغزاه وكان لهذا الخطاب أثره المرضي إلي جانب تركيز ه لافكار الاهالي المبعثرة في سياق فكر محدد فبدلا عن الحديث عن حلفا وأشجار نخيلها فقد طفقوا يعددون مزايا وعيوب المواقع المرشحةوباختصار كانوا مهمومين بقضية التهجير .
وقامت لجنة التوطين برفع تقريرها عن المواقع المقترحة يتلخص في الاتي :_
1/ وادي الخوي
يوجد هذا الموقع علي الضفة الشرقية للنيل بمركز دنقلا، ويمتد من ملواد قبالة الخندق الي ابو فاطمة علي الحدود الشمالية لمركز حلفا وباستثناء ثلاث قري صغيرة فهو خالي من السكان ،. ومعالمه الرئيسية شبه صحراوية تتميز بجبال رملية مبعثرة وكثبان تفصلها عن بعضها البعض مساحات صغيرة من الارض الطينية المنبسطة ذات درجات متفاوتة من الخصوبة وسطحها غير سميك ولايتعدي عمقه في الغالب ثلاثة اقدام، يضاف الي ذلك نسبة الملوحة العالية في بعض اجزائه مما يستدعي عمليات استصلاح لا تنتهي وتقدر مساحة الاراضي الصالحة للزراعة في هذه الاراضي المتناثرة بحوالي 139000 فدان لا يمكن ريها الا بالمضخات بكل ما يعني ذلك من تكلفة واستهلاك للوقود ثم ان نسبة امتصاص التربة للماء عالية مما يستوجب أن تبني كل قنوات الري باالاسمنت، والطقس جاف طوال العام مع اختلاف بين في درجات الحرارة بين الشتاء والصيف مما يجعله شبيها بطقس وادي حلفا .
ولان الارض خلوية فانها خالية من الامراض المستوطنة لكن المناطق المجاورة لها موبوءة بالبلهارسيا والدودة الشرطية والملاريا وهناك احتمال انتقالها اليهم حال اكتظاظها بالسكان .
والمحاصيل الزراعية التي يمكن ريها في وادي الخوي هي القمح والشعير واللوبيا والبسلة والحمص والترمس وكل أنواع النخيل الصحراوية بالاضافة الي الخضروات والفواكه والخروع والقنب (نبات الخيش ) والتي يتوقع ان تحرز نتائج طيبة .
ومن الناحية الاجتماعية فان المناطق المجاورة يسكنها المحس والدناقلة الذين هم في الاصل نوبيون يمتون بصلة القرابة لاهالي حلفا .
منطقة الكدرو2
تقع في الاطراف الشمالية لمديرية الخرطوم بمساحة تقدربحوالي 55000فدان في سهل منبسط وتربة طينية سميكةمشبعة بنسبة عالية من أملاح الصوديوم، وفي بعض المناطق فان التربة تختلط بنسبة عالية من الرمل والحصي وخصوبتها تعتبر دون الدرجة الثالثة ولايمكن ريها الا بالمضخات كما هو الحال في وادي الخوي، ويمكن توسيع الموقع ليشمل مساحة اضافية قدرها 80000 فدان علي الضفة الشرقية للنيل الازرق جنوب الكدرو ولكن التربة هنا فقيرة كما انها ماهولة بالسكان بالاضافة الي الحقوق المكتسبة التي يحوزون عليها ستجعل من الصعوبة تمليك الارض للمهجرين ، .والظروف المناخية التي تسود شبيهة بالتي تسود في الخرطوم ويمكن زراعة القمح والشعير واللوبيا والبرسيم والذرة والبصل والخروع ولكن تقاريروزارة الزراعة حذرت من ان الانتاج لن يكون مريحا ويسكن في المنطقة قبائل الجعليين والبطاحين التي تحترف تربية الحيوان .
3/ شمال الجزيرة
يقع هذا المكان علي الحافة الشمالية الغربية لمشروع الجزيرة ويمتد من مشروع أبو قوتة إلي قسم كاب الجداد بمساحة 60000 فدان ،وتتكون تربته من أرض سميكة تحتوي علي نسبة عالية من أملاح الصوديوم في الجزء الاوسط، ولكن تكتسي الارض طبقة من تربة ذات خصوبة من الدرجتين الاولي والثانية بالقرب من كاب الجداد وأبو قوتة ويمكن ري المنطقة من امتداد المناقل وزراعة محاصيل الدورة الزراعية لمشروع الجزيرة من قطن وذرة ولوبيا والمناخ شبيه بمنطقة الكدرو مع هطول امطار غزيرة والمنطقة مهددة بالملاريا والبلهارسيا المنتشرة في المشروعات الزراعية المجاورة.ويرحب سكان ابو قوتة وكاب الجداد باعادة التوطين المتوقعة للنوبيين في هذه المنطقة .
4/ امتداد المناقل
وتغطي مساحة من الارض مساحتها 140000 فدان وخصوبة أراضيها من الدرجة الاولي وبالتالي فان محاصيلها ينبغي أن تتبع النظام التقليدي للدورة الزراعية ومناخ المنطقة شبيه بمناخ وسط الجزيرة والامراض المتوطنة الملاريا والبلهارسيا وسكان امتداد المناقل لايرحبون باعادة توطين النوبيين في منطقتهم.
5/ ود الحداد
تقع في الطرف الجنوبي لمشروع الجزيرة ويمكن ريه من القناة الرئيسية لمشروع المناقل بواسطة المضخات حيث يمكن زراعة محصولات الدورة الزراعية التقليدية والنجاح متوقع لزراعة الخضروات والفواكه ومساحته حوالي 50000 فدان من أرض ذات خصوبة من الدرجة الاولي والاحوال المناخية شبيهة بمناخ الجزيرة الا أن الامطار أغزر هطولا و المنطقة موبوءة بالملاريا والبلهارسيا والكلازار ولا يسكنها الا التشاديون وهي معرضة للانتشار الموسمي للجدري والحمي الراجعة .
6 خشم القربة
المشروع المقترح يشمل كل السهول الشمالية لارض البطانة بمساحة نصف مليون فدان علي إمتداد الضفة الغربية لنهر عطبرة من قرية خشم القربة في الجنوب الشرقي الي قوز رجب في الشمال الغربي ،وهي منبسطة بكر مغطاة بطبقة طينية رقيقة وأثبتت تحليلات التربة أن معظم أراضي المنطقة تمتاز بخصوبة من الدرجة الاولي غير أن الخصوبة تتناقص في إتجاه الشمال الغربي وتتدهور الي ما دون الدرجة الثانية وستروي المنطقة بقناة رئيسية تتغذي من الخزان المقترح عند مضيق النهر بقرية خشم القربة سيخصص منها 125000 فدان للمقيمين الجدد لزراعة القمح والقطن وقصب السكر بالاضافة الي الخضروات والفواكه غوالاحوال المناخية معتدلة طول العام مع اختلاف بسيط في درجات الحرارة بين الصيف والشتاء 26 درجة مئوية في يناير، و32 في مايو ،ومتوسط هطول الامطار 390 ملم، وعن الامراض البلهارسيا مستوطنة، وينتشر الزهري في القبائل المترحلة التي تجوبها ولقربها من القضارف، كماانها ستكون جاذبة لمرض الكلازار عندما يكتمل نموها . وبالنسبة للقبائل المترحلة في المنطقة كان شعورها مشوشا تجاه توطين النوبيين لكن شيوخ الشكرية رحبوا بهم مؤخرا كجيران.
يتبع
(شكرا لسعادة اللواء سكوري علي الاطراء وأرجو أن تسمح لي بالسؤال هل أنت سكوري خريج كلية الشرطة بمصر الذي عمل بمصلحة السجون بالسودان مع ناس سليمان شرفي ومحمد فضل )

22قراءات عن حلفا والهجرة Empty رد: قراءات عن حلفا والهجرة الإثنين يونيو 14, 2010 3:17 am

وقاص

وقاص
مدير عام


وفي تحليله لتلك المواقع يوضح الاستاذ حسن دفع الله ص165 الاتي :_
1/ لايري سببا يدعو إلي ضم الكدرو إلي قائمة الخيارات لان المعلومات التي أتيحت حول هذا الموقع مسبقا كانت تدعو الي إستبعاده من حيث ضيق الارض وتربتها أ لعقيمة الغير مهياة لانتاج محاصيل ذات قيمة، وعدم وجود مقومات أخري يعتمد عليها السكان في معايشهم،ولو كانت لهذه المنطقة قيمة أو إمكانية للتوسع الزراعي كما هجرها أصحاب المشاريع الزراعية في مديرية الخرطوم أمثال السيدعلي الميرغني وأبو العلا ومحمد الخليفة شريف وأقاموا مشاريعهم في مناطق بعيدة، والصفة الوحيدة التي تميز هذا الموقع قربه من الخرطوم وهذا لا يغري الاطبقة الموسرين من الاهالي الذين كانوا يرغبون في استثمار اموالهم في التجارة ويعيشون حيث يكون عملهم، أما بالنسبة لبقية السكان الذين يتطلعون الي رفع مستواهم المعيشي وتحسين احوالهم عن طريق الحصول علي أرض أوسع تدر عليهم الفائدة فان هذا الموقع مخيب لامال ،واذا كانت اللجنة وضعت الاهمية الزراعية للموقع في مؤخرة اهتماماتها فلماذا تجشمت المشاق تجوب السودان كله لتستطلع الامكانا ت الزراعية ؟،واذا انحصرإهتمامها في جانب الاسكان وحده فمن السهل حلها بتخطيط إمتدادات سكنية بالخرطوم وأم درمان لاستيعاب النوبيين بالرغم من ذلك حاولت الطبقة الموسرة تطويع هذا الخيار ليلائم مصلحتها الذاتية .
2/وادي الخوي منطقة معزولة وتحتاج لمئات الاميال من الخطوط الحديدية لتربطه بمحطة 6 التي تقع وسط صحراء العتمور، وبذل جهد لتعبيد طريق وعر طوله 250 ميل لتسهيل حركة التمور للاسواق التقليدية لمصر.
3م امتداد المناقل وشمال الجزيرة يخلوان من خطوط السكة حديد وعاطلان عن الطرق المعبدة .
4/ خشم القربة يمكن احداث تنمية صناعية بها بالكهرباء من الخزان مثل صناعات السكر وحلج القطن كما ضمن في الخطة ربط القربة بخط سكة حديد الخرطوم كسلا .
وعقب زيارة داؤد لحلفا إنهمك النوبيون في تقليب خيارات المواطنين في إعادة التوطين علي ضوء المعلومات التي وردت في الخطاب ،ومنذ البداية كانت وجهات النظر متضاربة أخذت تتبلور في شكل تكتلات يسعي كل واحد منها الي تحديد موقعه تبعا لمصلحته ،فاهالي دغيم الاكثر ثقافة وغني في المنطقة الريفية حصروا رغبتهم فيما يجاور الخرطوم وبالتالي تأ رجحت أفكارهم ما بين الكدرو والامتداد الشمالي لمشروع الجزيرة.
وقطاع واسع من أهالي اشكيت ودبيرة فضلوا خشم القربة، بينما انحاز اهالي صرص وعكاشة وجمع من اهالي دبيرة الي خيار وادي الخوي، اما اهالي أرقين وفرص فقد فضلوا شمال امتداد الجزيرة، ولم يجد خيار المناقل مؤيدا له .
والملاحظ أنه حتي ذلك الوقت لم يعارض التهجير أحدا غير أن المنطقة باكملها كانت عرضة لحملة دعائية محمومة انقلبت الي جو من التوتر الجسيم .
وفي بواكير ابريل عقد داود مؤتمرا صحفيا بالخرطوم أكد فيه أن الاهالي سيختارون بحرية موطنهم الجديد؛ وقال ان وفدا منهم سيزور الخرطوم لمقابلة المستشارين الفنيين ومناقشة القضايا معهم وسيرافقهم الي المناطق المقترحة ويطلعونهم علي كل المعلومات التي جمعتها اللجنة عن كل موقع ،واضاف أن الوفد عندما يعود الي وادي حلفا فان الاهالي سيحدد ون الخيار الذي يناسبهم وستقوم اللجنة باعداد قائمة بالخيارات الستة مرتبة حسب رغبة الاهالي وتضعها امام الحكومة لتتخذ القرار النهائي .والملاحظ من صياغة البيان أن الجزء الاول أعطي انطباعا بان الخييار الاول سيكون من حق الاهالي وفقا للوعد الي قطعه لهم الرئيس عبود، بينما الفقرة الاخيرة جاءت لتلغي هذا الفهم وتضع خيار الاهالي في إطار إستشاري لاغير وتضع القرار النهائي في يد الحكومة ،وقد ساورني شعور بان الحكومة قد اخذت بالفعل في اخذ الامر بيدها وان داود وجد نفسه في دوامة ولذا عالج بالبيان بذكاء بحيث يهيئ الاهالي تدريجيا للنتيجة النهائية، ولكن الاهالي الذين أرضاهم الجزء الاول من البيان لم يعيروا إنتباها كاملا لما تنا قضه من معني في أخره فكان تفاعلهم إيجابيا، وبالنسبة للجنة المحلية كان ذلك محكا لها لان مقدرتها علي المشاركة في مسئولية تقرير المصير ستكون عرضة للامتحان .
واللجنة المحلية تكونت عندما أعلن عبود عن زيارته لحلفا وتتكون من لجنة مركزية بعدد 43 عضو يمثلون قري وأحياء المدينة ولجان فرعية بالارياف وترأس اللجنة العمدة أحمد شريف وسكرتارية عبد الرحيم محمود اسماعيل، وبالرغم من أن تكوين جيد الا انه من الملاحظ استبعاد بعض الشخصيات المهمة لخلافات محلية .
وفي 19 ابريل صدرت توجيهات من لجنة التوطين لاختيار الوفد وارساله إلي الخرطوم في غضون ثلاث ايام، وفي اليوم التالي جاءإلي مكتبي رئيس اللجنة المحلية وسكرتيرها وقدما قائمة باسماء اربعة عشر أسما وادعيا بان الاختيار تم بواسطة اللجنة ليكونوهم الوفد، وعند اطلاعي علي الاسماء لم يراودني شعور بضرورة إستبعاد أي منهم، لكني لاحظت أن المؤيدين لخيار مناطق ما حول الخرطوم يشكلون تمثيلاعاليا فاخبرتهم بانني ساقبل القائمة ولكني ساحتفظ لنفسي بالحق في اضافة اسماء اخري حتي تتوافق مع المهمة المقررة للوفد المسافر الي الخرطوم ويتماشي مع الاهمية الملقاة علي عاتقه ،فرفضوا قبول وجهة نظري بحجةأنهم الممثلون المفوضون من قبل الاهالي ويعترضون علي اضافة أي شخص إلي القائمة التي تقدموا بها والا فانهم إذا أصررت علي رأي سينسحبون، وعندما شعروا باصراري علي وجهة نظري خرجوا من المكتب محبطين وقد خاب رجاؤهم عندها تبين لي حقيقة أنهم كانوا يعترضون علي أسماء لا تتماشي مع رغباتهم وهذا مؤشرا واضحا علي ان الخلافات المحلية بدات تلقي بظلالها علي قضية التهجير ،. وفي اليوم التالي دعوتهم الي المكتب وبعد حديث طويل أقتنعوا بوجهة نظري وسحبوا اعتراضهم، وتمت اضافة ثمانية اشخاص ليرتفع الوفد الي اثنين وعشرين عضوا ومن الذين قمت بضمهم علي احمد علي كممثل للمتعلمين، والعمدة سيد جريس ممثلا للمنطقة المغمورة من سكوت والتي ستتاثر بمياه البحيرة، والعمدة صالحين عيسي عبده رئيس الادارة الاهلية، ومحمد علي عبد الرحمن الضابط التنفيذي للمجلس الريفي كضابط اتصال للوفد، وغادر الوفد حلفا في 21 ابريل وكان في وداعه حشد كبير من الجماهير .
يتبع

23قراءات عن حلفا والهجرة Empty رد: قراءات عن حلفا والهجرة الإثنين يونيو 14, 2010 3:18 am

وقاص

وقاص
مدير عام

وبعد وصول الوفد الي الخرطوم قام بزيارة مجاملة للرئيس عبود بالقصر الجمهوري وعقدوا إجتماعا وديا معه وألقي العمدة أحمد شريف داود خطابا مطولا رد عليه الرئيس عبود مؤكدا ان قضيتهم تاتي علي راس هموم حكومته وانه قررتعويضهم بوطن احسن بتخطيط حديث ومستوي جيد من الخدمات ومشروع اعاشي يضمن مستوي افضل من المعيشة لهم ولاجيالهم القادمة ،وبعد ذلك عقد الوفد اجتماعا مع لجنة إعادة التوطين وقف فيه علي المعلومات المتاحة عن المواقع المقترحة وتبع ذلك نقاش مطول مع المستشارين الفنيين الذين شرحوا كل شئ وأجابوا علي الاسثلة وفي 28 ابريل قاموا بالطواف علي المواقع المقترحة .
وفي الكدرو أكد الخبير الزراعي عيوب التربة وعدم ملاءمتها للتنمية لزراعية، وفي الامتداد الشمالي لمشروع الجزيرة تم استقبالهم استقبال حاشد علي طول الطريق في كاب الجداد المناقل وعبارات الترحيب ومنها ( عاش البرابرة....... مرحبا بكم في دارنا لتعمير المنطقة من هنا الي الخرطوم ) ومروا علي السهل المقترح لاسكانهم وقسمي الفراجين وابو قوتة حيث وقفوا علي مساكن المزارعين وخرجوا بانطباع حسن خاصة علي ممثلي مواطني أرقين مؤيدي هذا الخيار .
اما بالنسبة للمناقل فقد اتصف انطباع الوفد بالامبالاة واستقل الوفد القطار الي ود الحداد والتي عمقت بعضا لعناصر المقيمة فيه مخا وف الاوضاع الصحية والامنية ،ومنها واصلوا الرحلة الي خشم القربة حيث زاروا الموقع المقترح للخزان علي نهر عطبرة، وقد ترك منظر الكرب وهو سلسلة من الكثبان الترابية ذات الاخاديد العميقة والغريبة الشكل انطباعا سيئا وسالبا في نفوسهم، وقد قال لي العمدة صالحين بعد رجوعه (لقد ذكرتني تلك التضاريس بالمنفي الذي كان سيدنا سليمان يحبس فيه الجن ) وكان ما قله ينطبق مع انطباعي عندما رأيتها في وقت لاحق وتجول الوفد في المنطقة المقترحة للمشروع وهي أرض قفر منبسطة خالية من الحياة سوي ما يتراءي للعين من سراب يتراقص علي مد البصر وعدم وجود أي أعشاب أثار شكوك صالحين فسأ ل عن الطبيعة الجرداء فاجابه الشيخ محمد احمد ابوسن ناظر الشكرية الذي كان يرافق الوفد بان المنطقة كلها اثناء الخريف تكتسي بخضرة غنية بالمراعي تتجول فيه قطعان ابلهم فابتسم عندها العمدة صالحين وقال ( ولكني لا اري اي بعر يؤكد هذا الزعم ) وكانت ملاحظته صادقة لان تلك الناحية كانت خالية من البعر، وكذلك جادل محي الدين محمد عيسي الذي كان منحازا لخيار الخوي جدالا عنيفا مع خبير الزراعة مدعيا أنه يملك معلومات لا يتطرق اليها الشك بعدم صلاحية التربة .
اما رحلة الوفد الي الخوي فكانت قصيرة اذ استقلوا طائرة خاصة من الخرطوم الي دنقلا ثم بالسيارات الي الخوي حيث القوا نظرة علي المكان وعادوا الي الخرطوم في نفس اليوم .
وفي 7 مايو عاد لوفد الي وادي حلفا واثناء غياب الوفد كان الاهالي يتابعون تحركاته باهتمام بالغ ويستفسرون عن نتائج الرحلة وظلوا يترقبون الوصول الي الي قرارات جماعية من خلال مقابلة الوفد للجنة اعادة التوطين ولكن لسوء الحظ فان اغلب اعضاء الوفد جاءوا كما ذهبوا ويبدوا كانهم قد غادروا باذهان خالية وبخيارات مسبقة لم تزحزها المعلومات التي أدلت بها اللجنةولا ماشاهدوه خلال رحلتهم الطويلة المضنية، ولعل الاختلاف الاوحد ان بعضهم ربما تكون قد جمع حججا يسند بها الخيار الشخصي الذي يميل اليه ويفند بها بقية الخيارات، فجاء بعضهم بافكار خيالية لتنفيذها في المواقع التي بفضلونها مثل بناء خزان علي الشلال الرابع أو شق قناة طولها 500 كلم لري وادي الخوي، وسمعت مشروعا اخر ببناء مدينة جديدة لحلفا علي الضفة الشرقية للنيل الابيض جنوب الخرطوم في الجهة المقابلة لجبل اولياء من الناحية الجنوبية حتي يمكن اقامة مركز لصناعة سمكية تغذي كل القطر، وقام اعضاء الوفد بعد عودتهم بالاجتماع الي مؤيديهم في القري وكشفوا لهم عن انطباعاتهم وتم حسم تردد أ،هالي دغيم في اجتماع كبير بالقرية قرروا فيه تاييد خيار الكدرو،وقداستطاعوا فيما بعد أن يجذبوا معهم بعض سكان المدينة، وقاموا في 17 يوليو بدعوة بعض الاعضاء المؤثرين في لجنة ارقين الفرعية بغرض التاثير عليهم للتنازل عن خيارهم شمال مشروع الجزيرة والوقوف معهم، وبعد اخذ ورد انسحبوا من الاجتماع بعد ضغوط واغراءات واذاعوا ما حدث لهم من محاولات التاثير علي حرية اختيارهم وتحويل ميزان القوي لصالح خيار الكدرو، وولدت شعورا من الكراهية في ارقين وادت الي بروز اثار سلبية لدي مؤيدي خيار وادي الخوي وخشم القربة الذين تجاهلهم اهالي دغيم، وفي الاجتماع التالي للجنة التهب الجو باتهام صريح للرئيس والسكرتير بانتفاء حيادهما وهدد البعض بالاستقالة .
وفي الاجتماع التالي تم طرح موضوع الاختيار النهائي للتصويت علي أساس أن كل عضو من أعضاء اللجنة الفرعيةيمتلك صوتا واحداو يكتب العضو يوم التصويت خيارا واحدا في الورقة المخصصة ويلقي به في صندوق الاقتراع، وفي نهاية عملية التصويت يتم تشميع الصناديق بواسطة اللجان الفرعية وترسل تحت حراسة الشرطة لرئاسة المجلس الريفي حيت تقوم اللجنة الفرعية وبحضور عمدة المنطقة بأحصاء وفرز الأصوات لتحديد خيار واحد بالاغلبية علي معيار صوت واحد لكل لجنة فرعية ثم ترسل النتيجة الي مفتش المركز ليبعث بها الي الجهات المسئولة في الخرطوم ،.وسارت الامور علي مايرام ماعدا في دبيرة حيث انقسمت اللجنة الفرعية الي ثلاث معسكرات لكل منها قائده ولخيار الخوي وحده معسكران رفضا الالندماج بالرغم من وحدة هدفها الاول بقيادة العمدة عبد الرحمن والاخر بقيادة محي الدين محمد عيسي ،وحدث احتكاك خفيف بين الفريفين في مركز الاقتراع، وقد كان ذلك فرصة ذهبية للشيخ محمد أحمد عواض قائد المعسكر الثالث المؤيد لخيار الامتداد الشمالي لمشروع الجزيرة فقام بجمع أنصاره البالغ عددهم 237 شخص ووجهم للتصويت،ولضيق الزمن لم يتمكن مؤيدو خيار الخوي الادلاء باصواتهم الا بشق الانفس وبعدها قام الشيخ عواض بتشميع الصندوق وتسليمه للشرطة ،وعندما هدأ العراك بين المعسكرين.واتجه الناخبون للاقتراع تملكهم الغضب عنداكتشفاهم للخدعة فارسلواشكوي لرئيس اللجنة وبعد تحقيق قصير اتخذ قراره لصالح الشيخ عواض .
وامتنع الاصولية وعرب العليقات عن التصويت بحجة انهم ينتظرون نتيجة المفاوضات حول الميناء المستقبلي الذي سيحل محل وادي حلفا علي ضفة البحيرة .
واجتمعت اللجان الفرعية بقاعة اجتماعات مجلس المدينة لاحصاء الا صوات وتم الوقوع في خطأ اعلان النتيجة للاصوات اجمالا للخيارات علي النحو التالي :_
منطقة الكدرو ............ 2006 صوت
شمال امتداد الجزير.ة....1354 صوت
وادي الخوي .......... 783صوت
خشم القربة ......... 349 صوت
ود الحداد ........ 2
المناقل ........-----
الممتنعون عن التصويت....... 126
ونتيجة لان الاسس منح كل لجنة فرعية صوتا واحدا بدلا عن صوت لكل شخص؛فقد اتهم اهالي ارقين قيادة اللجنة واعضاء لجنة دغيم بعدم الامانة وطالبوا بالغاء نتيجة التصويت اومنح كل لجنة خيار واحد فقط وايدهم في ذلك اللجان الفرعية الاخري، وبدرت في الافق بوادر أزمة حقيقية لان اهالي ارقين هددوا بالانسحاب مالم يتم اختيار الاصوات علي النسق المتفق عليه؛ فأنصاعت اللجنة وتم أعطاء كل لجنة فرعية صوتا واحدا فقط فخرجت النتيجة علي النحو التالي :_
!/ خيار الامتداد لمشروع الجزيرة
ايدته اللجان الفرعية التالية أرقين /الدويشات /دبروسة /أشكيت /دبيرة/سرة شرق وغرب /فرس شرق / حي الجبل /
2/خيار الكدرو
ايدته الجان الشعبية التالية قري:-دغيم /جمي / فرص غرب احياء العباسية العرب البصالوة
3/خيار الخوي
ايدته اللجان التالية:_ عكاشة /صرص / أركويت /
وفي صباح اليوم التالي حضر الي مكتبي أحمد شريف داود رئيس اللجنة بوثيقة توضح نتائج التصويت بالطريقتين، وأطلعني علي ما جري واخبرني بان اللجنة أختارت خيار الامتداد الشمالي لمشروع الجزيرة والتمس نقل النتيجة للخرطوم .
يتبع

24قراءات عن حلفا والهجرة Empty رد: قراءات عن حلفا والهجرة الإثنين يونيو 14, 2010 3:19 am

وقاص

وقاص
مدير عام

إنتقادات الكاتب حسن دفع الله للجنة المحلية وطريقة الاقتراع لتحديد رغبات المواطنين
1/عدم وجود أسس ومعا يير لعضوية اللجان الفرعية بطريقة تتناسب مع العد د ية السكنية للقري والاحياء وفقا لتعداد 55 /56 ،مثال لذلك أن عدد أعضاء صرص 431 عضو وعدد حي الجبل 165 ودغيم20 11وتساوي عضوية حي البصاولة مع عضوية حي الجبل ، و عضوية صرص أكثر من ارقين.
2/ أن تكوين هذه اللجان تم قبل زيارة الرئيس عبود، ولكن بعد زيارة داود عبد اللطيف وزيارة الوفد للخرطوم والمواقع المقترحة أحدثت تغيرات في نظرة الاهالي إلي وطنهم المستقبلي مما أدي الي إنقسام القرية الواحدة الي جماعات وشراذم وفقا لموقفهم من المناطق المقترحة لاعادة التوطين، فكان من المنطقي تغيير هياكل اللجنة، فمثال أهالي دبيرة وأشكيت معظمهم يفضل خيار خشم القربة بينما تمثيل وجهة نظرهم في اللجنة ضعيف .
3/ الوضع الغريب في عملية الاقتراع للجان الفرعية، فلا هي اعتبرت مجموعة نا خبين لتشمل حق الاقتراع كل الاهالي الاخرين، أو أن تخضع المواقع الستة لا ستفتاء عام في كل المنطقة ؛ أما إذا أعتبرت كليات انتخا بية، فان ذلك يستوجب أن يشترك كل القرويين في العملية الانتخابية ،لا أن يتم التصويت بطريقة اعتبا طية فالسؤال لماذا لم تتدخل السلطات المحلية؟ والاجابة أن أمر إختيار الموقع شأن شعبي ومحلي مطلق وأي تدخل من السلطة المحلية مهما كان مقصده نبيل فمن الممكن أن يشككك في نزاهة الحكومة ،وقضية المتعلمين كانت شديدة الحساسية تجاه نوايا الحكومة واللجنة المحلية اصرت منذ البداية علي أهليتها لتحمل المسئولية ،ولعل تخوف الحكومة من اللجنة جعلها تحتفظ بحقها في الاختيار النهائي .
4/من نتيجة الانتحابا ت يتضح أن أيا من المعسكرات لم يحرزإنتصارا ولم يحظ أي منهم علي نصف عدد الأصوات ،وكانت النتيجة باهتة لا لون لها لانها أديرت بطريقة فاشلة .
وقمت بتسجيل ملاحظاتي وارسالها للجنة اعادة التوطين بالخرطوم وبالرغم من أن النتيجة لا تعبر عن رغبات كل المواطنين بدقة قانها يمكن أن تكون مؤشرا لاتجاه اتهم و ميولهموالتمست بأن تعطي العناية التي تستحقه بالرغم من انها لا تعبر بدقة عن رغبات الاهالي فأنها يمكن أن تكون مؤشرا لاتجااتهم وميولهم والتمست ان تعطي العناية التي تستحقها.
وهذه الثغرة وجدها داود عبد اللطيف من اجل خيار الخوي الذي اعتبره موقعا مثاليا لتوطين اهالي حلفا ،ففي احد الايام أخبرني داود بالتليفون أن شخصا يدعي مستر" الفن سكاب" وهو خبيرأمريكي بالامم المتحدة سيصل بالطائرة لوادي حلفا للسفر الي الخوي لعمل مسح للتربة وإعداد تقرير حول جدوي مشروع اعاشي لاهالي حلفا، وبالرغم من انني جعلت المهمة في طي الكتمان الا أن الخبر تسرب عبر بدالة الهاتف الكبانية حيث اعتا د عمالها علي يسترقوا السمع علي المكالمات الهاتفية الهامة، فبعد رجوع مستر سكاف للخرطوم اجتمع بي ممثلين لقريتي دغيم وارقين وقد بدا عليهم القلق والبلبلة وعبروا عن شكوكهم وريبتهم حول مهمة مستر سكاف ثم سالوني بجد ية عما إذا كانت الحكومة قد قررت بالفعل ترحيلهم لوادي الخوي ؟ فأجبتهم بالنفي حيث إنني لا امتلك معلومة عن قرار الحكومةفيما يتعلق باي موقع بعينه، ولكن تقديري الشخصي لزيارة مستر سكاف هو أن اللجنة بالخرطوم تريد أن تستوثق من نقاط معينة عن وادي الخوي قبل أن ترفع قائمة أسبقيات تتناقض مع نتيجة التصويت وأبدي احدهم تذمره قائلا لماذا رجعت الحكومة اليهم اصلا لتحديد الخيارات ؟وغادروا مكتبي بروح معنوية منهارة .
وعلمت من مستر سكاف أن دراسته وفحصه للتربة اثبت أن المشروع ذو جدوي لاقامة مشروع اعاشي .وتلي الاجتماع انتشار للشائعات وبدا الناس يقولون أن الحكومة قد تجاهلت رغباتهم وفرضت عليهم خيار وادي الخوي، وكانت المعنويات هابطة في قريتي دغيم وأرقين وفي دبيرة عوفي العمدة داود وومحي الدين من اثار الهزيمة وتشجعا فقاما باستعراض مؤيديهما لمساندة القرار المتوقع الذي نفخ فيه مستر سكاف الروح الكئيبة لما ألت اليه الامور بتكرار زيارته للخوي مرتين اخريتين .
يتبع

25قراءات عن حلفا والهجرة Empty رد: قراءات عن حلفا والهجرة الإثنين يونيو 14, 2010 3:20 am

وقاص

وقاص
مدير عام

الظروف وراء زيارة مستر سكاف
أن مهمة مستر سكاف التي قررت مصير داؤد عبد اللطيف في وقت لاحق تتلخص في الاتي :_
1/ السيد داؤد كان نوبيا ولد في دغيم وترعرع في ألمنطقة المتأ ثرة بمياه السد العالي وهو وأهله وممتلكاتهم جزء من المحنة الكبري التي ستحل علي المنطقة، وهو كأي نوبي كان له ردود فعل وميوله ووجهة النظر حيالها، والاختلاف الوحيد أنه حظي بالمعرفة والخبرة عن طريق الخدمة في مناطق مختلفة من السودان ووفرت له نافذة لجنة التوطين ليطل علي الوضع بصورته الطبيعية الواسعة وفرصة لتوفير معرفته وخبرته وطموحه في اختيار موقع مناسب لتوطين أهله .
2/ كان يعتقد أن لوادي الخوي مزايا تفضيلية تنافسية علي المواقع الاخري مما جعله وطنا مثاليا للوبيين حيث الطقس الجاف بكل ابعاه الذي تعود عليه النوبيون واخضعوا كل انماط الزراعة ومحاصيل الدورة الزراعية واشجار النخيل والفواكه، كما يعتقد داود أن تكلفة تشييد المنازل في الخوي ستكون أرخص لانعدام المطر مما يمكن من البناء بمواد محلية( الطين والطوب الاخضر) بدلا عن الاسمنت والحجر المكلفان والمطلوبان في المواقع الاخري المقترحة
3أن النوبيين سيعيشون في اطار مجتمع المحس والدناقلة الذين هم منه وبالتالي لن ينقطعوا عن روابطهم الاجتماعية .ومن هذه الجوانب كانت تبدو أفكار داود معقولة، ولكن من وجهة نظر حسن دفع الله أنه يجب الوضع في الاعتبار التكلفة العالية للري بالمضخات وضرورة بناء كل القنوات بالاسمنت المسلح لارتفاع النز في التربة وصعوبة المواصلات التي تتطلب مصروفات باهظة لربط المنطقة بطريق معبد الي الميناء أو بخط حديدي يتصل بالخط الرئيس المتجه الي الخرطوم وكل هذه المصروفات يمكن أن تذهب بمزايا التكلفة المنخفضة لبناء المنازل .
4/بالرغم من حجج السيد داود المعقولة عن الجوانب المناخية والفوائد الاجتماعية للمناطق المجاورة فان نواياه قد سقطت بفعل أهله انفسهم فان نتيجة الاقتراع أظهرت أن السكان لا يعيرون اهتماما بالظروف المناخية ولا بجيران الغد بل كانوا يتطلعون بكل الامل جنوبا إلي حيث حزام المطر وكذلك لم يجد داود استجابة مشجعة من مستشاريه في اللجنة فلجأ داود الي طلب المساعدة الاجنبية في الدراسة من الخبير سكاف لتأييد وجهة نظره
يتبع

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 2]

انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى