قالوا عن حلفا والهجرة
يرثي الشاعر علي صالح داود حلفا فيقول
ويح أثارك النواطق باتت
ترقب الموت بعد خلد طويل
ويح ثغر يصير قاعا سحيا
بعد أن كان هاديا للسبيل
بعد أن كانت البواخر تجري
فيه بالخير والثراء الجزيل
كم شهدت المصاب في كل عهد
كم بلوت الخطوب في كل جيل
ويقول الشاعر علي صالح داود عن الأمن وظلال النخيل
ما لقومي تأهبوا للرحيل
ونأ وا عنك يا عروس النخيل
واستباحوا حماك للنيل لما *
جاء بالخطب والبلاء الوبيل
أنكروا شطك الوديع وراحوا
يرسلون الدليل تلو الدليل
ينشدون الأمان في كل أرض
فإ ذا الأمن في ظلال النخيل
والشاعرالأستاذ / ميرغني ديشاب / حلفا الجديدة القرية 16[ يقول/size]الله يعلم والخليقة تشهد
إن غالها الدهر العصي الأخلد
فخريدة وئدت فأبكت أهلها جزعاً
فكيف على صباها توأد
حب وإخلاص وقيد وأشتهى
ونقاء أيام وغيد خرد
جمعت يد الله الجمال بأرضها
فبدت تميس بحسنها تتغرد
شبت على ثدي الطبيعة حرة
حورية أمثالها لا تولد
النيل صاف ماؤه في سلسل
عذب مدان بارد لك يورد
تسقي الحقول مياهه حتى اذا
القى ضفاف بساطه يتمدد
أرقين ترقد في الرمال صبية
ترمى الهوى بقلوبنا وتهدهد
ويفيض عنقش بالجمال فيكتسي
حلل الطبيعة في جمال يحسد
ودبيرة الغراء ترفل في ثياب
سندس خضر وآخر عسجد
يا للجمال أضيع غير معزز
يا للهوى بجلاله لا يعبد
بوهين يا مبنى الملوك تهدمت
أطواره أضحت به لا تصمد
فصخوره في الماء تبكى حتفها
قد لان للماء البناء الأصلد
غرقى تشب رؤوسها فكأنها
للناس وقت خناقها تستنجد
هاتيك ساقية كأن أنينها
آلامها في صوتها يتردد
ولكم حنت وبصدرها كم أرضعت
فتفرقت أبناؤها فتباعدوا
قالت يعودوا في غد لديارهم
فتلفهت تشتاق أن يأتي غد
فمضى غد ومضى سنين وأكتسى
بدم ودمع بخدها المتورد
يا ذ أهبا عن أرضها وديارها
حلفــــا تقول لك
أين !!! أين المولــــد ....
وشاعر من بربر يتغنى لحلفا
زايلة الدنيا يا لغدارة
ياحلفا الجميلة خسارة
ذاك عبود ومعاه جمال
باعوك واشتروك بالمال
هكذا يفعل الدولار
ياحلفا الجميلة خسارة
الاستاذ والمفكر النوبي حجاج حسن أدول يقول في مناسبة مرور أربعون عاما من التهجير
يقول (النوبة كانت نخلة مباركة عظيمة.أتى عليها من أتى وحاول نزع النخلة كلها من بيئتها الخاصة. انخلع معه الساق بما يحمله من جريد وسباطات بشر. بقى الجذر هناك يئن مولولاً. ذهبت اليد الحديدية غير الإنسانية لتنصب الساق بِبَشَرهـا في كوم أميو. نخلة بدون جذور. لم تنتصب في الأرض الكاذبة، فثبتوها صناعياً بالأسمنت. من بعيد يخال للرائي أنها قائمة تعيش، إن اقترب سمع أنينها وهى تصارع الموت حنيناً إلى جذرها بالموطن الأصلي جنوب السد الغاشم).
الصحفي محمد سعيد محمد الحسن قال بعد زيارة لحلفا لأيام معد د وات مع الرئيس عبود قبل الهجرة( حلفامدينة لها ملامح وقسمات وقامة وكبرياء وجذور بعيدة وتنضح بعبق التاريخ ، تتدثر بالغموض والثراء الحضاري ويختتم مقالته قائلا هل يمكن اختفاء كل هذا ودفعة واحدة وهل يمكن الحكم علي علي مدن بالموت غرقا مثلما يحكم علي البشر بالإعدام شنقا)
يقول الاستا ذ عمر باشري في كتابه رواد الفكر السوداني
(التماسك العضوي التاريخي والانثربولجي لم ينشا من مدينة حلفا ولكنه نشأ من أهلها، فكلهم متحدون في لغتهم ،وعاداتهم وقيمهم يمتصون كل هجرة وافدة ويصيغونها في أقاليمهم، فداؤد خرج من بين أهله المتماسكين صلابة توقده الحضارة النوبية القديمة، التي هي أساس حضارة السودان وهي التي حفظت الصورة الواضحة للسودان القديم)
يقول الدكتور إسماعيل الحاج موسي عن ترحيل حلفا"(ترحيل مدينة حلفا من الشمال إلي الوسط لم يتم لأسباب عادية ولا في ظروف عادية لأنه جاء في سياق صراع إقليمي ودولي انطلقت شرارته من عصر عبد الناصر يوم أن رفض البنك الدولي بتحريض من أمريكا والغرب أن يمول مشروع السد العالي فمولته الكتلة الشرقية بزعامة الاتحاد السوفيتي وكان الأمر مثل بحق علامة فارقة في تاريخ المنطقة)
يصف حسن دفع الله الاداري المعروف ومعتمد حلفازيارة عبود لحلفا بعد إعلان اتفاقية مياه النيل والموافقة علي تشييد السد العالي فيقول:_ (في الساعة السابعة من صباح ديسمبر هبطت طائرة الرئيس عبود وكان في معييته نفر من ذوي الشأن من الوزراء واستقبل بحفاوة وحشد كبير في المطار وتقدم بخطوات واثقة نحو الميكرفون ببزته العسكرية المميزة ويحمل عصا ابنوسية صغيرة ويضع علي عينيه نظارة شمسية وكان وجهه الوقور هادئا ولكن بدت عليه سحابة من الحزن وعبر عن شكره للمواطنين علي حسن استقباله قائلا:الانطباع بان وضع الحدث كان شديد القسوة عليكم فأرخيتم لعواطفكم العنان، وفكرت في المجئ إلي هنا لاقف إلي جانبكم أثناء هذه اللحظات التاريخية العصيبة، ولكن حين وقفت علي أحوالكم،وجدتكم في روح معنوية عالية تقصر عنها مشاعرنا الذاتية،وهنا يتهدج صوته للحظات وسالت دموعه إلي ما تحت نظارته السوداء الشمسية ثم استجمع رباطة جأشه وشرع في صوت صاف بشرح بنود الاتفاقية باستفاضة وبين مزايا تطبيقها علي القطرين وواصل قوله قائلاأعلم بالمعضلات الكبرى وبالحرج الذي يكتنف وضعكم غير إني أؤكد لكم أن وجداني مشغول تماما بإيجاد حل لقضيتكم الملحة واعلم إنني التزم بإيجاد حياة كريمة لكم وتعويضكم عن كل ممتلكاتكم المفقودة تعويضا عادلا، وليتأكد كل واحد منكم بان حقوقه محفوظة ومصانة وواصل قوله أما بالنسبة لاختيار موطنكم الجديد، فإنني أعد بقبول المكان الذي تختارون أينما كان في أي بقعة من السودان وانه لن يجبرأ حد بالرحيل إلي أي مكان دون رغبته)
ودكتور محمد جلال هاشم يقول
(لقد فقد الذين هاجروا إحساسهم بعمق الاستمرارية التاريخية التي كانوا عليها وأصبحوا كا لمنبت لا ظهرا ابقي ولا أرضا قطع بينما فقد الذين بقوا في وادي حلفا نفس الشئ وأكثر من ذلك .فقدوا إحساسهم بانتما ئهم لباقي النوبيين وألوا علي أنفسهم ألا ينعم واحدا يحلفا إذا قدر لها أن تزدهر)"
يقول المرحوم داود عبد اللطيف رئيس لجنة توطين المهجرين
(0هل تصدق أن تبقي شواطئ اكبر بحيرة اصطناعية في العالم دون أن يكون حولها نوع من البشرية وهل هناك حكومة عاقلة تترك مثل هذه المساحة التي تحدها من الشرق الصحراء النوبية ومن الغرب الصحراء ألكبري عارية )"
والمشاركات التالية باذن الله ستكون بعنوان "حلفا الجديدةالهجرة والخطيئة والقربان "
وهي قراءات لكتاب الأستاذ ين حسن دفع الله "هجرة النوبيين "وكتاب الأستاذ/فكري أحمد أبو القاسم" حلفا الجديدةالخطيئة والقربان "ونسبة لأهمية هذ ين الكتابين وتكاملهما رأيت استعراض ما جاء فيهما مع بعض التنسيق والإضافات لبعض المعلومات..
يتبع
يرثي الشاعر علي صالح داود حلفا فيقول
ويح أثارك النواطق باتت
ترقب الموت بعد خلد طويل
ويح ثغر يصير قاعا سحيا
بعد أن كان هاديا للسبيل
بعد أن كانت البواخر تجري
فيه بالخير والثراء الجزيل
كم شهدت المصاب في كل عهد
كم بلوت الخطوب في كل جيل
ويقول الشاعر علي صالح داود عن الأمن وظلال النخيل
ما لقومي تأهبوا للرحيل
ونأ وا عنك يا عروس النخيل
واستباحوا حماك للنيل لما *
جاء بالخطب والبلاء الوبيل
أنكروا شطك الوديع وراحوا
يرسلون الدليل تلو الدليل
ينشدون الأمان في كل أرض
فإ ذا الأمن في ظلال النخيل
والشاعرالأستاذ / ميرغني ديشاب / حلفا الجديدة القرية 16[ يقول/size]الله يعلم والخليقة تشهد
إن غالها الدهر العصي الأخلد
فخريدة وئدت فأبكت أهلها جزعاً
فكيف على صباها توأد
حب وإخلاص وقيد وأشتهى
ونقاء أيام وغيد خرد
جمعت يد الله الجمال بأرضها
فبدت تميس بحسنها تتغرد
شبت على ثدي الطبيعة حرة
حورية أمثالها لا تولد
النيل صاف ماؤه في سلسل
عذب مدان بارد لك يورد
تسقي الحقول مياهه حتى اذا
القى ضفاف بساطه يتمدد
أرقين ترقد في الرمال صبية
ترمى الهوى بقلوبنا وتهدهد
ويفيض عنقش بالجمال فيكتسي
حلل الطبيعة في جمال يحسد
ودبيرة الغراء ترفل في ثياب
سندس خضر وآخر عسجد
يا للجمال أضيع غير معزز
يا للهوى بجلاله لا يعبد
بوهين يا مبنى الملوك تهدمت
أطواره أضحت به لا تصمد
فصخوره في الماء تبكى حتفها
قد لان للماء البناء الأصلد
غرقى تشب رؤوسها فكأنها
للناس وقت خناقها تستنجد
هاتيك ساقية كأن أنينها
آلامها في صوتها يتردد
ولكم حنت وبصدرها كم أرضعت
فتفرقت أبناؤها فتباعدوا
قالت يعودوا في غد لديارهم
فتلفهت تشتاق أن يأتي غد
فمضى غد ومضى سنين وأكتسى
بدم ودمع بخدها المتورد
يا ذ أهبا عن أرضها وديارها
حلفــــا تقول لك
أين !!! أين المولــــد ....
وشاعر من بربر يتغنى لحلفا
زايلة الدنيا يا لغدارة
ياحلفا الجميلة خسارة
ذاك عبود ومعاه جمال
باعوك واشتروك بالمال
هكذا يفعل الدولار
ياحلفا الجميلة خسارة
الاستاذ والمفكر النوبي حجاج حسن أدول يقول في مناسبة مرور أربعون عاما من التهجير
يقول (النوبة كانت نخلة مباركة عظيمة.أتى عليها من أتى وحاول نزع النخلة كلها من بيئتها الخاصة. انخلع معه الساق بما يحمله من جريد وسباطات بشر. بقى الجذر هناك يئن مولولاً. ذهبت اليد الحديدية غير الإنسانية لتنصب الساق بِبَشَرهـا في كوم أميو. نخلة بدون جذور. لم تنتصب في الأرض الكاذبة، فثبتوها صناعياً بالأسمنت. من بعيد يخال للرائي أنها قائمة تعيش، إن اقترب سمع أنينها وهى تصارع الموت حنيناً إلى جذرها بالموطن الأصلي جنوب السد الغاشم).
الصحفي محمد سعيد محمد الحسن قال بعد زيارة لحلفا لأيام معد د وات مع الرئيس عبود قبل الهجرة( حلفامدينة لها ملامح وقسمات وقامة وكبرياء وجذور بعيدة وتنضح بعبق التاريخ ، تتدثر بالغموض والثراء الحضاري ويختتم مقالته قائلا هل يمكن اختفاء كل هذا ودفعة واحدة وهل يمكن الحكم علي علي مدن بالموت غرقا مثلما يحكم علي البشر بالإعدام شنقا)
يقول الاستا ذ عمر باشري في كتابه رواد الفكر السوداني
(التماسك العضوي التاريخي والانثربولجي لم ينشا من مدينة حلفا ولكنه نشأ من أهلها، فكلهم متحدون في لغتهم ،وعاداتهم وقيمهم يمتصون كل هجرة وافدة ويصيغونها في أقاليمهم، فداؤد خرج من بين أهله المتماسكين صلابة توقده الحضارة النوبية القديمة، التي هي أساس حضارة السودان وهي التي حفظت الصورة الواضحة للسودان القديم)
يقول الدكتور إسماعيل الحاج موسي عن ترحيل حلفا"(ترحيل مدينة حلفا من الشمال إلي الوسط لم يتم لأسباب عادية ولا في ظروف عادية لأنه جاء في سياق صراع إقليمي ودولي انطلقت شرارته من عصر عبد الناصر يوم أن رفض البنك الدولي بتحريض من أمريكا والغرب أن يمول مشروع السد العالي فمولته الكتلة الشرقية بزعامة الاتحاد السوفيتي وكان الأمر مثل بحق علامة فارقة في تاريخ المنطقة)
يصف حسن دفع الله الاداري المعروف ومعتمد حلفازيارة عبود لحلفا بعد إعلان اتفاقية مياه النيل والموافقة علي تشييد السد العالي فيقول:_ (في الساعة السابعة من صباح ديسمبر هبطت طائرة الرئيس عبود وكان في معييته نفر من ذوي الشأن من الوزراء واستقبل بحفاوة وحشد كبير في المطار وتقدم بخطوات واثقة نحو الميكرفون ببزته العسكرية المميزة ويحمل عصا ابنوسية صغيرة ويضع علي عينيه نظارة شمسية وكان وجهه الوقور هادئا ولكن بدت عليه سحابة من الحزن وعبر عن شكره للمواطنين علي حسن استقباله قائلا:الانطباع بان وضع الحدث كان شديد القسوة عليكم فأرخيتم لعواطفكم العنان، وفكرت في المجئ إلي هنا لاقف إلي جانبكم أثناء هذه اللحظات التاريخية العصيبة، ولكن حين وقفت علي أحوالكم،وجدتكم في روح معنوية عالية تقصر عنها مشاعرنا الذاتية،وهنا يتهدج صوته للحظات وسالت دموعه إلي ما تحت نظارته السوداء الشمسية ثم استجمع رباطة جأشه وشرع في صوت صاف بشرح بنود الاتفاقية باستفاضة وبين مزايا تطبيقها علي القطرين وواصل قوله قائلاأعلم بالمعضلات الكبرى وبالحرج الذي يكتنف وضعكم غير إني أؤكد لكم أن وجداني مشغول تماما بإيجاد حل لقضيتكم الملحة واعلم إنني التزم بإيجاد حياة كريمة لكم وتعويضكم عن كل ممتلكاتكم المفقودة تعويضا عادلا، وليتأكد كل واحد منكم بان حقوقه محفوظة ومصانة وواصل قوله أما بالنسبة لاختيار موطنكم الجديد، فإنني أعد بقبول المكان الذي تختارون أينما كان في أي بقعة من السودان وانه لن يجبرأ حد بالرحيل إلي أي مكان دون رغبته)
ودكتور محمد جلال هاشم يقول
(لقد فقد الذين هاجروا إحساسهم بعمق الاستمرارية التاريخية التي كانوا عليها وأصبحوا كا لمنبت لا ظهرا ابقي ولا أرضا قطع بينما فقد الذين بقوا في وادي حلفا نفس الشئ وأكثر من ذلك .فقدوا إحساسهم بانتما ئهم لباقي النوبيين وألوا علي أنفسهم ألا ينعم واحدا يحلفا إذا قدر لها أن تزدهر)"
يقول المرحوم داود عبد اللطيف رئيس لجنة توطين المهجرين
(0هل تصدق أن تبقي شواطئ اكبر بحيرة اصطناعية في العالم دون أن يكون حولها نوع من البشرية وهل هناك حكومة عاقلة تترك مثل هذه المساحة التي تحدها من الشرق الصحراء النوبية ومن الغرب الصحراء ألكبري عارية )"
والمشاركات التالية باذن الله ستكون بعنوان "حلفا الجديدةالهجرة والخطيئة والقربان "
وهي قراءات لكتاب الأستاذ ين حسن دفع الله "هجرة النوبيين "وكتاب الأستاذ/فكري أحمد أبو القاسم" حلفا الجديدةالخطيئة والقربان "ونسبة لأهمية هذ ين الكتابين وتكاملهما رأيت استعراض ما جاء فيهما مع بعض التنسيق والإضافات لبعض المعلومات..
يتبع